24 مايو 2025 , 7:28

مدير المتاحف الدكتور مامادو هاديا : “عبد الناصر” زعيم تاريخى.. وتاريخ مصر الفرعونى والإسلامى يدرس لدينا بجميع مراحل التعليم

11أكد الدكتور مامادو هاديا كان، المدير العام للمكتب الوطني للمتاحف في حواره مع “صدى البلد”المصرية، أن وجود موريتانيا في البوابة الغربية للخريطة العربية جعلها على تماس مباشر مع الحضارة الأفريقية، ما أدى لتلاقح ثقافي بين المحيط الأفريقي والقبائل العربية القادمة من المشرق العربي.
وقال مامادو، إن العلاقات التاريخية بين الشقيقتين مصر وموريتانيا لا تحتاج لدليل، فعلماء موريتانيا كانوا يدرسون متون الفقه واللغة المستوردة من مصر.
وإلى نص الحوار..
إذا أردنا أن نعرف المصريين بالآثار والتراث الموريتاني فماذا نقول؟
تحوي موريتانيا كنوزا مهمة من التراث والآثار التي تنتمي لمختلف العصور بدء بالعصور الحجرية مرورا بالعصر الوسيط وانتهاء بالعهد الحديث، وهو ما تبرهن عليه القطع الأثرية المعروضة في المتحف الوطني، وكذلك المعالم والمواقع التاريخية كموقع آجريجيت قرب تيشيت الذي تعود آثاره لحوالي 4000 سنة، وكذلك كومبي صالح عاصمة إمبراطوية غانا وأوداجوست وغيرها كثير.
وفي مجال المخطوطات، تحوي موريتانيا آلاف المخطوطات التي تزخر بها المكتبات الأهلية، خصوصا في المدن التاريخية، وقد تم إحصاء آلاف منها توجد حاليا تحت رعاية المؤسسات الوصية في الوزارة.
ومن أبرز ألوان التراث، الصناعة التقليدية التي تعتمد على المواد الأولية المحلية وكانت توفر الاكتفاء الذاتي في مجال الأدوات وهو ما يلاحظه الزائر لقاعة الأتنوغرافيا في المتحف الوطني التي تعد من أكبر قاعات العرض الأتنوغرافي في شبه المنطقة.
متى أنشئ المتحف الوطني وما أبرز الآثار الموجودة فيه؟
أنشئ المتحف الوطني سنة 1972 كجزء من مؤسسة عرفت آنذاك بإدارة المكتبة الوطنية والمتاحف، ولكنه ما لبث أن ألحق بالمعهد الموريتاني للبحث العلمي قبل إنشاء ما عرف بمؤسسة المكتبات والمتاحف سنة 2004 التي أصبح جزءا منها قبل إنشاء المكتب الوطني للمتاحف سنة 2007 الذي يقوم بدور إنشاء وتأطير وممارسة الوصاية على المتاحف الوطنية والجهوية.
أما أهم الآثار المتواجدة فيه فمن بينها: الزجاج الفاطمي وحاوية الدينار المرابطي التي اكتشفت في منطقة “أشاريم” بولاية تكانت.
ظلت موريتانيا على مر العصور خط تماس بين الحضارتين العربية والأفريقية.. كيف؟
أعتقد أن وجود موريتانيا في البوابة الغربية للخريطة العربية جعلها على تماس مباشر مع الحضارة الأفريقية، ما أدى لحالة تلاقح ثقافي بين المحيط الأفريقي أو لنقل الزنجي والقبائل العربية القادمة من المشرق العربي.
لقد كانت الفرصة مواتية للتجار العرب لنشر تعاليم الدين الإسلامي في أصقاع أفريقيا، وهذا ما أدى لحالة انسجام منقطعة النظير بين العرب والزنوج في موريتانيا الذين تجمعهم روابط الدين والوطنية، وقد حتم واقع الجغرافيا على موريتانيا أن تلعب دور السفارة الثقافية بين أفريقيا والعالم العربي، وهو ما أدته بجدارة وحكمة طيلة العصور.
هل يوجد قانون للتراث والآثار في موريتانيا؟
نعم لدينا حاليا قانون 2005 لحماية الآثار والتراث، كما أن موريتانيا وقعت على جميع اتفاقيات التراث العالمية.
ماذا عن التعاون والتبادل بين مصر وموريتانيا في مجال الآثار والتراث؟
هناك مشاريع تعاون في طور الإعداد نرجو أن تثمر نتائج طيبة تمكننا من الاستفادة من التجربة العريقة لجمهورية مصر العربية التي تعد أكبر خزان للآثار في العالم الشيء الذي نتطلع إليه بوجود طاقم السفارة النشط، خصوصا مدير المركز الثقافي المصري في نواكشوط الدكتور خالد غريب الذي يعود له الفضل في الكثير من الإنجازات في هذا الصدد.
ماذا عن التبادل السياحي بين مصر وموريتانيا؟
أعتقد أن السياحة البينية العربية – العربية نشاط اقتصادي بحاجة للتفعيل لأن الدول العربية تحوي الكثير من ظروف الجذب السياحي إلا أن سياحتها تذهب للمتاحف والآثار الأوروبية الشيء الذي ينبغي معالجته بشكل جذري.
هل يعرف الموريتانيون الحضارة الفرعونية بما يكفي؟
أعتقد أن الموريتانيين معروفون بتعلقهم ببعدهم العربي وهذا ما يفسر اهتمامهم الكبير بتاريخ العالم العربي، خصوصا مصر التي يدرس تاريخها الفرعوني والإسلامي في جميع مراحل التعليم في موريتانيا، كما أن وجود مركز ثقافي مصري في نواكشوط منذ الستينيات من القرن الماضي كان له كبير الأثر في تعريف الموريتانيين بالتاريخ والثقافة المصرية إضافة للإعلام المصري، ولا يفوتني هنا التذكير بأن إذاعة صوت العرب المصرية كانت أهم إذاعة خارجية يستمع إليها هنا.
الكثير من المخطوطات الموريتانية تحدثت عن مصر.. كيف ذلك؟
العلاقات التاريخية بين الشقيقتين مصر وموريتانيا لا تحتاج لدليل، فعلماء موريتانيا كانوا يدرسون متون الفقه واللغة المستوردة من مصر كما أن الرسائل التي كتبها الحجاج الموريتانيون تحدثت كثيرا عن مصر ولعل من المهم هنا التنويه بذكر بعض العلماء الموريتانيين الذين زاروا مصر وأقام بعضهم بها كمحمد محمود ولد اتلاميد ومحمد يحيى الولاتي وغيرهما.
ماذا يعني أن يطلق اسم جمال عبد الناصر على أكبر شارع في العاصمة نواكشوط؟
تسمية أي شارع في أي مدينة على اسم جمال عبد الناصر أمر عادي، فهذا الرجل زعيم تاريخي قاد حركة عدم الانحياز وساند نضال الشعوب المظلومة ضد الاستعمار، ومن جهة أخرى فإن موريتانيا كانت معجبة بهذا الزعيم كما أعجبت الشعوب كلها به.
كما أن علاقة الرئيس المختار ولد داداه به كانت خاصة، وهذا ما جعله يطلق اسمه على أكبر شارع في العاصمة تعبيرا عن علاقة تاريخية عميقة بين الشعبين المصري والموريتاني ستظل قوية.

شاهد أيضاً

معالي وزير الثقافة يمثل بلادنا في اجتماع وزراء الثقافة بالدول الاعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي

غادر معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، الحسين ولد مدو، …

اترك تعليقاً