تونس – تواجه اقتصاديات البلدان المغاربية اليوم تحديات مختلفة لتسريع النمو وخلق مواطن الشغل وتحقيق الرفاه الاجتماعي لشعوبها وهذا ما يدعو إلى التنسيق الاقتصادي بين دول المجموعة لتوثيق العلاقات المغاربية لمواجهة التطورات المسجلة في النظام العالمي
بهذه الدعوة نبه شهاب بن أحمد وزير النقل التونسي، إلى أهمية التعاون الاقتصادي بين دول المغرب العربي بمناسبة افتتاح الندوة المغاربية أمس حول «اقتصاد اللوجيستية».
وأَضاف الوزير أن بلدان المغرب العربي إلى جانب دول حوض المتوسط تعد سوقا هامة يمكن توظيفها لتحقيق الإندماج الاقتصادي وتطوير المبادلات التجارية عبر إرساء شبكات نقل ولوجيستية مغاربية وأورومتوسطية متكاملة نظرا لتطور الحركة التجارية ونقل البضائع في المنطقة .
وكان وزير النقل مرفوقا برئيسة الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وعدد من ممثلي وزارات النقل وهياكل اللوجيستيك من دول الاتحاد المغاربي قد شاركوا في افتتاح الصالون الأول المغربي المتوسطي للوجستيك بمقر الاتحاد خلال اليومين 19 و20 ماي الجاري ، وهي تظاهرة جانبية تهدف إلى التعريف بالنشاط ومزيد دفعه بما يساعد على تطوير التبادل التجاري في الإتجاه بما يد فع إلى مزيد التعريف بالمنشاءات المغاربية في الميدان وخاصة في تونس والمتمثلة في منطقتي جبل الوسط ورادس بتونس.
ويهدف منتدى «اقتصاد اللوجيستية» الذي ينظم بالتعاون بين وزارة النقل والإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية إلى وضع أسس تعاون متين تعزز التبادل الاقتصادي بين مجموعة الدول المغاربية ومحيطها المتوسط وتوثيق مركز دول الاتحاد في المتوسط وأوروبا عامة باعتبارها الشريك الأول لدول المنطقة الواقعة على ضفاف البحر المتوسط.
ويتضمن المنتدى عدة لقاءات علمية مهمة منها واحدة للإتحاد الأوروبي حول دور اللوجيستيك في التقريب بين ضفتي المتوسط حيث أبرزت رئيسة ممثلي الاتحاد الأوروبي في تونس قدرة هذا النشاط على تفعيل الاقتصاد في دول المنطقة بفتح الأسواق والوصول إليها بشكل يسير لتحقيق مردودية أفضل في القطاع و تنافسية حقيقية للبلاد واقتصادها. أما (أيلين ماوري) ممثلة البنك الدولي في تونس فقد أبرزت ما تحققه تونس في مجال اللوجيستيك حيث تعد اليوم في منطقتها من أهم البلدان بعد ليبيا.
من جانبها شددت وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية على قدرة اللوجيستية على دفع المؤسسات المغاربية الناشطة في النقل إلى الارتقاء إلى مستوى مثيلاتها المتوسطية والعالمية عبر تطوير خدماتها وتحسين قدراتها التنافسية مما سيمكنها من التموقع بالأسواق الجديدة عبر توظيف التكنولوجيات الحديثة والعمل على تطوير المبادلات
من جهته (أكد الحبيب بن يحي) الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، أن نمو التجارة البينيّة مسؤولية رجال الأعمال وهي إحدى وسائل دفع الاستثمار بما يعزز التعاون بين دول المجموعة من جهة ودول المتوسط من جهة ثانية داعيا إلى الإسراع ببعث الاتحاد المغاربي الذي يجب أن يرتكز على تبادل المصالح المشتركة ودعم التعاون معبرا في نفس السياق عن الأمل في تطور التجارة البينية بين دول الاتحاد المغاربي من 3 إلى 10 % في قادم السنوات.