إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض. ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في الآخرة عذاب عظيم” صدق الله العظيم (المائدة، 33)
ببالغ الأسى والحزن و شديد الغضب، علمنا في حزب التجمع من أجل موريتانياـ”تمام” بقيام مجموعة من المجرمين بتمزيق و تدنيس المصحف الشريف في مسجد بالمقاطعة الأولى بالعاصمة نواكشوط.
هكذا يتواصل المسلسل التصاعدي للهجمات الاعتدائية الممنهجة المسيئة لمقدساتنا الدينية. فهل نتعامل مع هذه المأساة و هذه المحنة بما يجب؟ فهل رب العزة راض عنا في ذلك ؟ : السياسيون يستنكرون في بياناتهم الحزبية الجاهزة، العلماء و الأئمة يغيرون المنكر بألسنتهم من أعلى منابرهم، ثلة من الشباب الطيب و قليل من الشيب يخرجون في مسيرات راجلة، سرعان ما تتبدد و تتفرق و كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة بفعل عدم قدرة الإنسان الموريتاني على الصبر و الصمود في وجه قمع النظام و قنابله المسيلة للدموع، تلك الدموع التي لم تسلها المنكرات و الجرائم الدينية الشنيعة. بينما السواد الأعظم من شعبنا فبين لاه و غير معني بما يقع و بين متخاذل أو خائف. أما النظام فينفق من ما عنده: اللامبالاة الآثمة و الصمت المريب و القمع الوحشي. و في انتظار الإساءة الموالية، القادمة لا محالة و التي ستكون أكبر من أختها و سابقتها، تعود الأمور إلى طبيعتها، و الحياة إلى مجراها. الكل يخلد للراحة في عقر داره، راض عن نفسه و ضميره رضا من لا تأخذه في حق الله و في جنب الله لومة لائم
نخشى ما نخشاه في خضم هذا المنكر الذي يكاد السماء يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا، أن ينزل الله بنا من سخطه و عذابه ما لا قبل لنا به، و كأننا أمنا مكر الله. “فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون
”أنهلك و فينا الصالحون؟” “نعم، إذا كثر الخبث” ( جمل من حديث شريف صحيح الإسناد). فأين نحن من هذا الشر المستطير المرتقب و قد بلغ الخبث في بلدنا ذروته و مداه؟ فأي خبث أدهى و أسوء من هذا الذي تغرق فيه بلادنا؟. فأي شيء سيء لم يحدث في هذه السنوات الأخيرة من هذا الزمن الرديء: حرقت كتب الفقه، أسيء لرسول الأمة، أذل العلماء و ضربوا، و اليوم يمزق المصحف الشريف، كل هذا في جو من الفساد المجتمعي و الاحتقان الشعبي بسبب اللامبالاة و الظلم و الفقر و فقدان الأمل: أشعلت الفتن العرقية و الشرائحية، تفشت ظاهرة الانتحار، وانتشرت ثقافة القتل والسطو والنهب والاغتصاب والإلحاد والانحلال والبغض والكره. كلها عاهات غريبة على مجتمعنا و لم تكن في أسلافنا.
يضيق الصدر و لا ينطلق اللسان بما يليق من مفردات و جمل للتعبير عن ما يعتصر و يمزق الفؤاد من أسى و حزن و غضب تجاه هذه الجريمة النكراء، والفعلة الخسيسة الرديئة التي هي خطوة أخرى في السير الحثيث و الجهد المتواصل لجهات أجنبية من خلال حثالة عميلة مأجورة، لدفع بلادنا في الهاوية السحيقة. فتمزيق المصحف الشريف في عاصمة المنارة والرباط، عملية مدروسة، جاءت بعد تمزيقه في أزويرات، والمقال المسيء للرسول الأكرم، والإساءة إلى العلماء وضربهم، تزامنا مع موجة من الكتابات الإلحادية ونشر الأغاني الإباحية المصورة
إن الذين مزقوا المصاحف، ليلة أمس، هم أنفسهم من خططوا لتمزيق النسيج الوطني على أساس عرقي وشرائحي وجهوي وقبلي وفئوي، فلما فشلوا أمام تماسك وحدة شعبنا وأمام سلميته، عمدوا إلى محاولة المساس بالرباط المقدس الذي يجمع هذا الشعب.
إننا في حزب التجمع من أجل موريتانيا “تمام”:
1. نعلن إدانتنا القوية لجريمة تمزيق المصاحف الشريفة، ولكل إساءة إلى رموز الدين الإسلامي الحنيف
2. نطالب بإلحاح إلقاء القبض فورا على المجرمين وتطبيق حكم الله فيهم دون رحمة و لا تأخير
3. نحمل النظام المسؤولية الكاملة عن موجة الإساءة إلى مقدسات الإسلام، و ما قد ينجر عن ذلك وندين بشدة تهاونه مع المجرمين، بدءا بمحرقة الكتب الفقهية، ثم إبقاء المسيء للرسول الأكرم دون محاكمة، والسكوت عن الاعتداءات المعنوية والجسدية ضد العلماء والدعاة. و لا خير في أمة تهين و لا تمجد علماءها.
4. نقلد النظام دم الشهيد أحمد ولد حمود ولد دمبه،
5. نتقدم بأحر التعازي القلبية إلى عائلة الشهيد الذي أريق دمه و أزهقت روحه و هو يدافع عن حدود الله. فهو في مقام الشهداء الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون. نرجو من الله تعالى أن يمن على ذويه بالصبر والسلوان.
6. ندعو الشعب الموريتاني إلى التمساك والوقوف بحزم وقوة في وجه تيار الإلحاد الذي يصول ويجول في طول البلاد وعرضها دون رادع
“و اختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا. فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل و إياي. أتهلكنا بما فعل السفهاء منا. إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء و تهدي من تشاء. أنت ولينا فاغفر لنا و ارحمنا و أنت خير الغافرين” صدق الله العظيم (الأعراف 155)
الرئيس الدكتور الشيخ زلد حرمة ولدببانا