اتهم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، رئيس جهاز المخابرات الجزائرية (دائرة الاستعلام والأمن) الفريق محمد مدين المعروف بـ"توفيق"، بالوقوف وراء "محاولات زعزعة الاستقرار" التي تستهدف الأفلان ومسؤولها الأول.
وأوضح سعداني، في حوار مع الموقع الإخباري "كل شيء عن الجزائر"، نشر الاثنين، بخصوص إقدام المنسق السابق لجبهة التحرير الوطني عبد الرحمان بلعياط على جمع التوقيعات لعقد دورة طارئة للجنة المركزية للحزب لانتخاب أمين عام جديد، أن هذا الأخير (بلعياط) يعمل تحت أوامر الجنرال توفيق، قبل أن يؤكد بصفة مباشرة تورط رئيس جهاز المخابرات في محاولة زعزعة استقرار الحزب وأمينه العام، عن طريق مديرية الأمن الداخلي التابعة له.
وأكد الأمين العام للأفلان، أن مديرية الأمن الداخلي التابعة لجهاز المخابرات، "التي نسجت علاقات قريبة جدا من الطبقة السياسية، الصحافة والقضاء"، تدخلت في عمل جهاز العدالة ووسائل الإعلام والأحزاب السياسية، مذكرا بأنه لما تحدث عن ضرورة وضع حد لتدخل المخابرات في المجال السياسي، كان يقصد مديرية الأمن الداخلي والتي قال بشأنها أنها تجاوزت صلاحياته بعد أن كشف أن ضباط سامين برتبة عقداء من هذه المديرية تقربوا من أعضاء اللجنة المركزية بعرض إقالته من منصبه.
واعتبر المتحدث، أن تدخل شقيق الرئيس، السعيد بوتفليقة، في تسيير القضايا المصيرية للبلاد، ليست سوى إشاعات وأكاذيب، الهدف منها المساس بسمعة محيط رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن كل الإطارات التي تعرضت لهذه الحملات تعد مقربة من الرئيس بوتفليقة، متهما المخابرات بالوقوف وراء هذه الإشاعات، وقال إنها لما كشفت عن فضيحة سوناطراك أرادت استهداف "وزير الطاقة السابق شكيب خليل الذي يعد من أكفأ وأنزه الإطارات الجزائرية".
ويرى عمار سعداني، أن وجود أعوان مديرية الأمن الداخلي على مستوى جميع الهيئات من البلديات وإلى غاية رئاسة الجمهورية، يوحي بأن النظام في الجزائر ليس مدنيا، وأكد أن العديد من الأحزاب السياسية راحت ضحية تدخلات جهاز المخابرات على غرار الأفلان، حزب عبد الله جاب الله والأفافاس.
كما شدد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، في تقييمه لمهام مديرية الأمن الداخلي، أن هذه الأخيرة فشلت في العديد من المهام، وأوضح أنها عوض أن تتولى مهمة الوقاية، حرصت فقط على مراقبة السياسة والصحافة والقضاء، مستدلا بذلك أنها لم تتمكن من حماية الرئيس المغتال محمد بوضياف، وعبد القادر بن حمودة والرهبان الفرنسيين السبعة الذين اغتيلوا بولاية المدية، وكذا قصر الحكومة ومقر هيئة الأمم المتحدة بالجزائر العاصمة، واللذان استهدفا قبل سنوات بعمليات انتحارية، إلى جانب عدم حمايتها للمنشآت النفطية في الجنوب، في إشارة منه إلى الهجوم الإرهابي الذي استهدف بداية العام الماضي تيقنتورين، وأضاف سعداني أن هذه المديرية لم تستطع حماية الرئيس بوتفليقة الذي تعرض قبل سنوات لمحاولة اغتيال بباتنة، وقال إنه بعد كل هذا "كان من المفروض أن يستقيل الجنرال توفيق من منصبه".
ودعا سعداني في حواره مع "كل شيء عن الجزائر"، جهاز المخابرات لأن يقوم بمهامه المحددة دستوريا وهي القضايا الأمنية، مشددا على أن مكان الجيش في الثكنات، قبل أن يتساءل : ماذا يفعل عقيد في المخابرات بداخل مقر مجلس الأمة؟ وبأي حق يشارك فيه في اجتماعات اللجنة المركزية للأحزاب؟.
وفتح الأمين العام للأفلان النار على جهاز المخابرات، وقال أنه "إن تعرض لأي خطر فهو مدبر من طرف الجنرال توفيق"، قبل أن يكشف أن هواتف المسؤولين يتم وضعها تحت التصنت من طرف هذا الأخير بالرغم من أن القانون يخول للقاضي وحده ليتخذ مثل هذا القرار، وقال أن عقداء يفرضون أنفسهم ويراقبون الولاة والمسؤولين المحليين.
صحف