رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الجزائرية الدكتور عبد العالي رزاقي أن الإعلان عن اعتقال زعيم تيار “أنصار الشريعة” التونسي عبد القادر عياض في مدينة مصراتة الليبية من طرف أجهزة أمن ليبية وأمريكية، يؤكد مرة أخرى أن النفوذ الأمريكي داخل أجهزة أمن دول المغرب العربي قد أصبح حقيقة وليس فرضية.
وأوضح رزاقي في تصريحات لـ “قدس برس” أن النفوذ الأمريكي في أجهزة الأمن المغاربية ليس جديدا، لكنه قال: “من المعروف أن هذه الأجهزة شريكة في ما يعرف بـالحرب العالمية على الإرهاب، لكنه فيما يتعلق بالرؤوس الكبيرة المطلوبة أمريكيا مثل أبو أنس الليبي وأبو عياض فإن أمريكا تقوم بتعقبهم بالأصالة عن نفسها ولا تنيب الأمن المغاربي في ذلك”.
وأعرب عن اعتقاده أن “التنسيق الأمني بين الإدارة الأمريكية ودول المغرب العربي قطع أشواطا مهمة، لكنه سيتطور خلال العام 2014، حيث من المتوقع أن يزور قائد قوات الأفريكوم دول المغرب العربي، وفيها سيبحث مستقبل التعاون الأمني معها، وإنشاء قاعدة الأفريكوم بالمنطقة، التي أصبح المناخ مهيأ لها، وربما تكون مشتركة بين المغرب والجزائر”.
ونفى رزاقي وجود أي تعارض بين المصالح الأمريكية والفرنسية في دول المغرب العربي “فهدف الأمريكيين أمني بالدرجة الأولى، أما الفرنسيون فإنهم يوجهون اهتمامهم إلى المصالح الاقتصادية”.
وحول موقع الجزائر ضمن هذه التحولات، قال رزاقي: “الجزائر أمام احتمالين: إذا قرر الحاكمون فيها ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية رئاسية رابعة فإن ذلك سيكون مدخلا لتصعيد الأمور في الشوارع، وربما تتكور الأمور إلى ثورة، وقد بدأت مؤشرات ذلك في غرداية بل وحتى في العاصمة، وهذا سيدفع ربما إلى انتخابات رئاسية مبكرة وسيناريوهات غير معروفة بدقة، وإما أن يتم الاستعاضة عن بوتفليقة بترشيح عبد القادر بن صالح، ويمكنه أن يكون بديلا ليحافظ على الاستقرار الذي تؤيده أمريكا وفرنسا معا”، على حد تعبيره.
قدس برس