الحملة الإنتخابية في العاصمة .. صور،خيام، جمال، وفتاوى دينية لكسب ود المواطن ( تقرير)

خاص المرابع ميديا – يكاد أغلب المراقبين يتفقون على أن الإنتخابات التشريعية والبلدية الحالية تعد من أغرب الإنتخابات التي شهدتها البلاد حتى الآن، فبالإضافة إلى كونها تزيد  حالة الإنقسام السياسي توتيرا وتمهد لمرحلة محفوفة بالمخاطر، فهي كذلك تؤسس لمرحلة من الشك لدى المواطن الذي بدأ يعزف عن الصراع السياسي لإعتقاده بأن النخبة السياسية لا تخدم إلا مصالحها الخاصة.

وربما يتساءل المرء لماذا نوغل في اختطاف ذهن المواطن بعشرات الرموز والصور التي لن تفيده يوم الإقتراع.. بل ربما في أحسن الأحوال، نتفاجأ بأنها في النهاية أصوات لاغية لصعوبة تعاطي أكثر من 80% من الشعب الموريتاني من الأميين، مع هذه الرموز و”الاحزاب الورقية”؟

تلك تساؤلات لها ما بعدها.. ولكن شر البلية ما يضحك!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أثناء تجوالنا في العاصمة “نواكشوط” لاحظنا أن الحملة تأخذ زخما وبذخا لدى خيم ومكاتب الحملة  كلما كان الحزب ” حزب الدولة” الحزب الحاكم أو أحد الأحزاب المدعومة من رجال الأعمال، أو من أحزاب المعارضة المشاركة، أما الأحزاب الأخرى فأقصى ما يمكن أن توفره لا يتجاوز في العادة خيمة ومواعين شاي وموسيقى!..

ومما أثار انتباهنا أن الجميع ينتمي إلى الجميع، بمعنى آخر أن الولاء هنا ليس للحزب بقدرما هو للقبيلة، ولابأس إذا تمت تحت خيمة هذا الحزب  او ذاك، صفقات للتصويت للائحة معينة بالمساومة للتصويت للائحة أخرى بالمقابل.

ورغم الحديث المتكرر عن إمكانية إلغاء الإنتخابات في نهاية المطاف، وهي شائعة تبثها منسقية المعارضة ..ويبدو أنها نجحت إعلاميا في فرضها على المواطن، إلا أن الحملة لم تخل من بعض الأمور المثيرة للسخرية.

فقد تميزت هذه الحملة بانها حملة صور بامتياز.. وهو ما عكس إجمالا  غيابا ملاحظا للبرامج الإنتخابية في المنافسة على عقول الناخبين.. وفي حين استغلها البعض للتذكير بنار جهنم والعقاب والحساب.. بل وأصدر فتاوى تحرم التصويت للبعض، استغلها آخرون بشكل مضحك على ظهور الجمال.. قد يكون هنالك مغزى، لكن يبقى احترام عقل المواطن مطلوب، وحدود الدعاية المسؤولة هي في احترام الإختيار الحر النزيه.