15 أكتوبر 2024 , 14:52

افتتاحية المرابع ميديا: الانتخابات القادمة إخراج تنقصه الحبكة

شعار الماربع

بطلقة إعلامية واحدة ترافقها إضاءة بصورة؛ عاد المشهد السياسي إلى ربوع الأشهر العجاف ما يعنى أن جلسات الحوار كانت مجرد رياضية ذهنية خارج حساب الوقت للتلهي بعذوبة الانتقام من الخصم، ولا شيء يدفع للتنازل ما دامت موازين الربح والخسارة  هي على حساب طرف واحد، على الأقل لحظة الحوار؛ ما دفعه للقبول بطاولة حوار للتفاوض سبق ورفضها في ظروف أخرى قد لا تتقاطع مع الظروف الحالية في شيء.
ناشد النظام المعارضة ذات يوم للجلوس والتحاور فرفضت وتمنعت على وقع أهازيج الربيع.

اليوم ينكفئ ذاك الربيع؛ فتتنازل المنسقية أو تؤجل مكرهة أغنية الرحيل وتقبل بالحوار ولو على كرسي متحرك للنقاش فقط.

 لم يغتنم صقور النظام اللحظة بأدب؛ حيث ألهتهم نشوة الانتصار الزائف عن التغلب على الأنا الفوقية؛ فجالوا في نقاشات مع الطرف المعارض ليست من تفاصيل المشكلة ولا من دوافع الحل؛ فلم يجد الطرف المغلوب على أمره بحكم الظروف القاهرة بدا من حفظ بقية ماء الوجه.. ولو استدركوا لقبلوا بالمعروض حتى ولو كان ملحا أجاجا؛ لأن أهل السياسة في بلادنا لا وجوه لهم يحفظونها، وعند المصالح تذهب العقول وتبقى البطون.
فشل الحوار- أو أفشل- تلقت المنسقية الضربة الأولى بخروج “تواصل” الذي بهت زعيمه أمام حلفاء الأمس ولم يسعفه خياله الواسع وفيض ثقافته وحنكته المشهودة في تبرير خطوة حزبه..

وأثناء سكرة القرار خرجت رؤوس وازنة من المنسقية من أحزاب أخرى تدعوا لثورة ضد المقاطعة.
وفي طرف الأغلبية لم تكن الطريق مفروشة بالورود والياسمين؛ بل خرجت القبائل والطوائف واللوبيات غير المستفيدة من قرار الترشيحات وصبت جام غضبها على القيادة والحزب، بل منها من قرر الدخول في ثورة كرتونية على حزب تختلف معه في لحظة غضب وتهيم به كل الوقت خارج اللحظة.
وانطلاقا من كل هذا يبقى العمل على تطوير وتغيير ملعبنا السياسي المهترئ بحكم طبقة سياسية أصبحت عقلياتها حفريات أثرية تحتاج إلى بحث اركولوجي؛ واجبا أخلاقيا ووطنيا؛ لأن هذه الطبقة ليست أحسن أداء في كل الأحوال من فريقنا الرياضي زمن السنين الخوالي حين أدخل البلاد بهزائمه في موسوعة غينس للأرقام القياسية.

شاهد أيضاً

بلادنا تخلد اليوم العالمي للتقييس الذي يصادف يوم 14 أكتوبر من كل عام

نظم المكتب الوطني للتقييس والمعايرة بوزارة المعادن والصناعة، اليوم الاثنين في نواكشوط، احتفالية تخليدا لليوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *