بسم الله الرحمن الر حيم
أيها الأعزاء :
منذ أن سمحت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لفرقها المكلفة بالإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي بتسجيل أي موريتاني في أي مكان داخل التراب الوطني فإن المقتضيات القانونية للأمر القانوني87-289 بتاريخ 20 أكتوبر 1987م التي تحدد الشروط اللازم توفرها في الناخب قد تم اختراقها من طرف الجهة ذاتها التي من المفترض أن تسهر على تطبيق القانون الانتخابي في بلادنا.
و من المؤكد أن هذا الغلط الفادح سينعكس سلبا مع الأسف على مرتكبيه حينما يكون الفاعلون السياسيون المترددون إلى حد الساعة و اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات نفسها مستعدين لخوض غمار الانتخابات. فعندها سيلاحظ العديد منهم أنه بدلا من اللائحة الانتخابية المرتقبة فقد حضرت لهم خلطة ملتف ذات طعم موريتاني في نهاية الإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي.
و إذا أمكن أن تساعد هذه الرسالة في لفت نظر الجميع إلى هذه الظاهرة لاستدراك ما يمكن استدراكه فلن يغيظني ذلك و لكن اهتمامي الآن ينصب على ما يعنيني بالضبط : وهم انتم سما سرة بطاقات التصويت.
لقد تم اكتتابكم بكثرة و استجلابكم أفواجا تلو الأخرى من العديد من ولاياتنا من اجل تضخيم لائحتي الانتخابية المتواضعة أضعافا مضاعفة خارج جميع الأطر القانونية.
و لسوء حظكم و حظ من دبر هذا الأمر بكم و خلافا لبعض المقاطعات حيث يمكن للكثافة السكانية أن تمتص أو تحد على الأقل من الانعكاسات السلبية لهذا الضرب من الغش فإن بضع ميئين منكم تكفي لتشويه لائحتي الانتخابية نظرا إلى أن العدد الإجمالي لسكاني المسجلين في بلديتي تيشيت و لخشب إلى حد اليوم لايتجاوز2700 شخص.
لذا قررت رغما عني و مجازفة بكوني قد أبدو من السذاجة بمكان أن أتوجه مباشرة إليكم و إلى حسكم المدني و الأخلاقي عسى أن يفهم قصدي و أن تتحاشوا في المستقبل تبعات استقبال غير ودي.
كما أرجو أن تصفحوا عن ما قد يبدو من عدم مجاملة غيرمعهودة في تقاليد الضيافة الضاربة في التاريخ.
و لكن بما أنكم في ما يبدو قد وافقتم مقابل أجر زهيد لمعظمكم أو من أجل إسداء مجرد خدمةعلى أن تعتدوا على حرمتي السكانية مهددين بذلك توازني الانتخابي المحلي فإنه يؤسفني أن أصرح لكم بعدم الترحيب بكم من الآن فصاعدا في رحابي.
أولا يكون أجدر و أكثر احتراما لكم أن تستثمروا رصيدكم الانتخابي في معاقلكم من اجل حسن اختيار المسؤولين السياسيين الذين يطمحون لنيل أصوات مواطني بلدياتكم طمعا في الاضطلاع بقيادة دوائركم الانتخابية بدل التكسب بهذا الحق و بضمائركم في بلديات أخرى من اجل فرض مرشحين مستنفدين سياسيا على الآخرين.
غيرأني اعترف لكم أن الزمن قد تغير و أن الظروف قد صعبت كما غزا قانون السوق و شملت المضاربات جميع القيم.
إلا أن تيشيت التي لم تزوروها قط والتي لم تتشرف بالتعرف عليكم من ذي قبل تنصحكم بأن تهتموا بشؤونكم و أن تتجنبوا في كل الأحوال المغامرة بالرجوع هنا من اجل التصويت وبغية رهانات محلية لا ناقة لكم فيها و لا جمل.
و لقد أعذرمنأنذر
عن تيشيت
التشيتي
إلحاق مهم :
ليطمئن الذين استلموا مبالغ مسبقة ,فبما أن المرء لا يمكنه أن يحتج بطالح أعماله فلن يجرأ أحد على مطالبتهم بإرجاع تلك المبالغ.