قالت منسقية المعارضة الديمقراطية في موريتانيا إن لقاء الشعب الاخير بالنعمة عبارة عن مسخرة اعتمد الرئيس فيها على “كمبيوتر” لتضليل المواطنيين، وأكدت المنسقية أن هذا اللقاء الاخير سخرت له امكانيات هائلة كان المواطن الفقير أولى بها، وفندت المنسقية الأرقام التى اعلن عنها الرئيس في مجال تحسيين الوضعية العامة للبلد، وذالك في بيان خصصته لهذا الرد وهذا نصه:
تابعنا مسخرة ولد عبد العزيز في النعمة باندهاش، نظرا لما سُخِّر لها من إمكانات هائلة، كان المواطن الفقير أولى بها، وما تطرق له – بأسلوبه الخاص- من مواضيع، سواء على الكومبيوتر أو خارجه.
مسخرة كانت ميزتها العامة: الشعبوية والاستخفاف بعقول الناس والبعد عن الحقيقة.. فقد كان يدعي حماية الشرعية والمشروعية ويفتخر في نفس الوقت بالقيام بانقلابين عسكريين…
إن هذا الحدث يستوجب بعض التعليقات، لذا سنتناول هذا الاستعراض في محورين: 1- ولد عبد العزيز والكومبيوتر
2- ولد عبد العزيز على الهواء
أولا: ولد عبد العزيز والكومبيوتر:
لقد تحدى ولد عبد العزيز- خلال مسخرته في النعمة – أي شخص أن يقدم له ولو خطأ واحدا ارتكبه خلال مسيرته المهنية، سواء على مستوى المؤسسة العسكرية، أو بعد وصوله إلي السلطة..
وسعيا منه لتضليل المواطنين ولطمس الحقيقة، حاول – غير موفقٍ – تقديم حصيلة اقتصادية، أرادها مبهرة وشاملة عن مختلف القطاعات وذلك من خلال سيل من الأرقام، استغرق عرضه أكثر من ساعة.
والحقيقة أن هذه الأرقام – التي لم يبق في ذاكرة المتابعين لها سوى القليل- لا تعدو أن تكون محاولة لتغطية الفساد المستشري في زمن ولد عبد العزيز والذي أخذ أشكالا متنوعة، يمكن إيجازها في العناصر التالية:
1- انتشار الصفقات بالتراضي لصالح المحيط الخاص للرئيس والتي سبق له أن نفاها أمام الملإ في كل من نواذيبو وأطار، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
شراء الطائرات المدنية
شراء الطائرات العسكرية
صفقات اقتناء الأجهزة الطبية المتعطلة
لعبة الحزام الأخضر في نواكشوط
صفقة مطار نواكشوط الدولي
صفقات آ تي تي أم ATTM
صفقات آنير ENER
خطة أمل ونقل أمل 2- تبديد الثروات السمكية والمعدنية، من خلال صفقات تكرس الاختلاس والنهب الممنهج للثروة الوطنية :
حصول الجانب الموريتاني علي نسب ضئيلة جدا ومخجلة في تقاسم الإنتاج (3%بالنسبة لكل من أم سي أم MCM وتازيازت TASIAST).
اتفاقية الصيد المثيرة للجدل مع الشركة الصينية (بولي هوندون Poly HonDon Pelagic Fishery Co.).
عودة سفينة “أتلنتيك داون Atlantic Dawn” باسمها الجديد: “ انليس إيليناAnnelies Ilena”.
الزج بشركة اسنيم في مشاريع شعبوية، بعيدة عن مهامها الاقتصادية، على حساب قدرتها التنافسية. 3- صرف عشوائي خارج الميزانية وهو ما يعتبر اختلاسا جليا:
50 مليون دولار هدية من السعودية.
ثمن السنوسي وملحقاته. 4- هدر المال العام في مشاريع عبثية، كإنشاء مدن في العراء، كلفت المليارات، بدل التركيز على المدن القائمة- في ظل غياب أي مرفق يحسن السكوت عليه فيها. 5- القضاء علي الموارد البشرية للبلد، باستبعاد الكفاءات واعتماد الولاءات، الشيء الذي ينعكس سلبا على أداء الطواقم المسؤولة عن مصالح الشعب وسمعته الخارجية. 6- ارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة وخاصة المواد الاستهلاكية، نظرا لاحتكار الاستيراد من طرف مقربين من ولد عبد العزيز، الشيء الذي جعلهم يتحكمون في السوق. 7- التحصيل بأي وسيلة ودون استحياء، علي حساب الفئات الأكثر ضعفا لتغذية صناديق سوداء:
بيع جوازات السفر بسعر قياسية (100.000 أوقية).
بيع بطاقات التعريف ب1.000 أوقية (وهو ما يساوي قوت أسرة فقيرة لمدة يومين).
الإتاوات المفروضة على الناقلين لصالح سلطة التنظيم المستحدثة 8- توزيع أراض بشكل فاضح وبمساحات لا يصدقها العقل على مقربين من ولد عبد العزيز:
القطع الأرضية الممنوحة للرئيس نفسه وأسرته وأحد مقربيه واستصلاحها بآليات خاصة وفي ظرف قياسي.
اقتطاعات أراضي “صكوك” بمئات الهكتارات لمقربين من ولد عبد العزيز.
اقتطاع الأراضي الواقعة على جانبي شارع المقاومة وطريق نواذيبو وتلك الواقعة بين سوق الأسماك وميناء الصداقة.
مقايضة أرض المطار بمساحات الله أعلم بعددها وبالمستفيدين منها. 9- امتناع ولد عبد العزيز- بتعنت- عن إطلاع المواطنين على ممتلكاته بنشرها وفقا للقانون054/2007 الصادر بتاريخ 18/09/2007، والمتعلق بالشفافية المالية، الذي يستهدف محاربة الفساد. 10- استهزاء ولد عبد العزيز بالدستور والقانون في المجال المالي ويتجلى ذلك في تجاهله التام لقانون المالية ولبنود الميزانية و اعتماد الصرف خارجها. 11- توزيع الرخص والامتيازات لتكون دولة بين الأغنياء من المقربين من ولد عبد العزيز:
توزيع رخص جديدة للبنوك والتأمينات،
توزيع رخص جديدة لاستيراد وتسويق المحروقات،
التمالؤ مع شركات المعادن الأجنبية والتفرد بصفقاتها محليا في مجال توفير اليد العاملة والمستلزمات والخدمات
تقسيم رخص التنقيب المنجمي بالعشرات
الإيثار بالعملة الصعبة لدى البنك المركزي. 12- استخدام نفوذ الدولة وسلطانها لإثراء المقربين ولتصفية الحسابات مع الخصوم:
الضرائب
الجمارك
المفتشية العامة للدولة (IGE)
العدالة على جميع مراحل التقاضي
ثانيا- ولد عبد العزيز علي الهواء: تميز هذا الجانب من حديث ولد عبد العزيز في النعمة بالضبابية والتعتيم والتلكؤ والارتباك، ويظهر ذلك من خلال: 1- تكرار كلمات فضفاضة وجوفاء، بعيدة عن الدقة ولغة الأرقام المؤكدة، وبكلمة واحدة بعيدة عن الحقيقة، مثل:
تحسين كذا وتعزيز كذا ودور فعال في كذا، دون توضيح لما فُعِّل أو حُسِّن،
إرجاع كل مشاكل موريتانيا اليوم إلى “جرائم” ما قبل ولد عبد العزيز. 2- الكذب الصريح والافتراء البين:
إنجاز مسجد نواكشوط الكبير( وهو ما يزال على الورق).
تحسين الظروف المادية للعمال.
تراجع البطالة. 3- الخداع وقلب الحقائق:
تفكيك المؤسسة العسكرية وتوزيع الرتب فيها بطريقة عشوائية، بعيدا عن المعايير الموضوعية، في سبيل ضمان أمن ولد عبد العزيز الشخصي واستفادة زمرة من المقربين من ريعها، وتقديم كل ذلك علي أنه إعادة بناء للجيش.
تحميله للمنمين والجزارين مسؤولية الزيادات الصاروخية في أسعار اللحوم.
تقديمه للارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات- المضر بالجميع- على أنه عقاب ل” السدارة” من أصحاب السيارات الخاصة في نواكشوط ونواذيبو. 4 نقاط غامضة:
الضحك على عقول الناس في قضية: “غانا غيت”، التي أربكته في النعمة، حتى اعترف بها وأنكرها في نفس الوقت.
افتخار عزيز- الخارج عن السياق- بصحته البدنية والعقلية (!!).
تشكيك ولد عبد العزيز في أرقام صندوق النقد الدولي، التي يستشهد بها في نفس الوقت. 5- تناقضات ملفتة:
لا علاقة للحكومة بالانتخابات ولا بتحديد مواعيدها..ولم نعلم بها إلا عبر الإذاعة.. إنه شأن يعني اللجنة المستقلة للانتخابات.
مستعدون في نفس الوقت لتأجيل الانتخابات أسبوعين أو ثلاثة فقط. هل عزيز هنا يتحدث عن نفسه؟ أم باسم اللجنة المستقلة للانتخابات؟ 6- نقاط أهملت في النعمة:
ماهو مصير البنت المسكينة رجاء؟ و ما هي حقيقة المصالحة التي باركتها العدالة في شأنها؟
ما هي الحقيقة المقنعة للرصاصة الصديقة؟ هل هي في الطويّلة؟ أم في عين الطلح؟أم في مكان آخر؟ وما هو مصير المنفذ الحقيقي للعملية؟
ما السر الكامن وراء العفو المتكرر عن أباطرة المخدرات واستقبال حماتهم الخارجيين؟ هذا غيض من فيض حول جوانب كانت المنسقية ترغب في الترفع عنها والتركيز بدلا منها على ما يمس حياة المواطنين في الصميم.. إلا أن تحدي ولد عبد العزيز للمشاهدين والمستمعين وادعاءه أن تسييره لا تشوبه شائبة، هو ما دفع اللجنة السياسية بالمنسقية لأن تذكر بأمور يبدو أنه لم يرغب في الحديث عنها خلال ” لقائه في النعمة مع نفسه وليس مع الشعب” ولترفع هذا التحدي المستخف بعقول الناس – حتى لا تضيع الحقيقة أو تقلب الحقائق.
نواكشوط بتاريخ 11 شوال 1434 الموافق 18/08/2013
اللجنة السياسية