فضلت إدارة الامتحانات هذه المرة عدم نشر المعدلات التي حصل عليها المرشحون لامتحانات الباكالوريا وختم الدروس الاعدادية للعام 2013، مقتصرة على إعلان الناجحين والمرشحين للدورة الثانية من الباكالوريا.
إن عدم نشر النتائج الكاملة للامتحانات الوطنية يحرم المتابعين للنظام التعليمي (المعاهد، الاستشاريين، الباحثين، والطلاب، الخ.) من معطيات موثوقة، وفي نفس الوقت يتم حرمان النظام التعليمي من نتائج التحليلات والدراسات التي قد يقوم بها هؤلاء، والفوائد التوقعية لإحصائيات الامتحانات في غلة التعليم وتخطيطه ومن ثمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية أصبحت غنية عن الإثبات.
ومن جهة أخرى فإن عدم نشر المعدلات يحرم المرشحين المتفوقين من الترويج لأدائهم لتمكين عامة الناس من الاطلاع عليه، وهم من يعتبرون الامتحان منافسة تمكنوا من الفوز فيها ببراعة وعقبة تمكنوا من تخطيها بامتياز لنيل الشهادة التي يتوق كل اترابهم إلى الحصول عليها، وإن حرمانهم من التغطية الإعلامية لهذا الأداء يساهم على الأقل في الحد من التأثير الفوري للقيمة الاجتماعية للشهادة التي لا يزالون تحت تأثير فرحة الفوز بها، وبالتالي يساهم في كبح تطور شخصياتهم.
فهل تتخيلون مثلا مدى سعادة المرشحة كورو جاجيى با لو علمت أن كل سكان المعمورة يمكنهم اكتشاف حصولها على 17،97/20 وهو أعلى معدل في شهادة ختم الدروس الإعدادية للعام 2013؟
والمتفوقون التسعة الآخرون، كم سعادتهم لو علموا أن الجميع في مقدوره الاطلاع على أدائهم المتميز؟
2. محمد المصطفى ولد محمد:16,60/20
3. الحسن ولد محمد عبد الله: 16,05/20
4. عبد الرحمن ولد محمد الأمين: 15,81/20
5. الشيخ ولد محمد: 15,44/20
6. أم سلمه محفوظ: 15,32/20
7. محمدن ولد أبتي:15,31/20
8. محمد المختار محمد الأمين: آغا 15,30/20
9. الحسين امبارك فال: 15,20/20
10. سيدي محمد احمد محمود خيرى 15,15/20
سعيا إلى اكتشاف السبب الذي حال دون نشر كامل نتائج امتحانات الباكالوريا وختم الدروس هذا العام، سنكتفي بجوانب من بنتائج شهادة ختم الدروس الإعدادية للعام 2013، النتائج التي فضلت مديرية الامتحانات التكتم عليها، على افتراض أن ذات السبب وراء التكتم على معدلات الناجحين في امتحانات الباكالوريا هذا العام.
وكان مسار البحث الأكثر منطقية هو تتبع المعدلات التي حصل عليها المرشحون وتكتمت عليها مديرية الامتحانات. للتذكير فإن النتائج التي نشرتها الإدارة تعطي 12262 ناجحا من أصل 35210 شاركوا في امتحان نيل هذه الشهادة للعام 2013، أي نسبة نجاج قدرها 34,82%.
والجميع- خاصة المرشحون- يتساءل عن المعدلات التي حصل عليها هؤلاء “الناجحون”.
أما النتائج الأخرى، تلك التي لم تنشرها مديرية الامتحانات، فتبين أن 9,83% فقط من المرشحين لنيل شهادة ختم الدروس الإعدادية لسنة 2013 تمكنوا من الحصول على معدل 10/20 فما فوق، بينما كل “الناجحين” الآخرين (ويمثلون نسبة 71,92% من مجموع “الناجحين”) فقد تم إلحاقهم بمعدلات تتراوح بين 8 و 9,99 من عشرين.
ومن المرجح أن تكون هذه المعدلات هي السبب وراء التغطية على جزء بهذه الأهمية من النتائج الرسمية لامتحانات الباكالوريا وختم الدروس الإعدادية لهذا العام 2013، ليتسنى لمديرية الامتحانات إخفاء حقيقة أن المرشحين الملحقين يمثلون السواد الأعظم أي نسبة 71,92% من “الناجحين” في شهادة ختم الدروس الإعدادية، دونما اكتراث للمرشحين والباحثين، وغيرهم.
وإذا كانت نسبة المرشحين الملحقين في الدورة الأولى من الباكالوريا من نفس الحجم فهذا يعني أن الناجحين الحاصلينفيها على 10/20 فما فوق لا يتجاوز 2,5%، وعلى ذلك تقاس نتائج الدورة الثانية.
مثال على الاستغلال الوجيز لنتائج الامتحان: مسابقة دخول السنة الأولى من التعليم الإعدادي 2013
خلافا لنتائج امتحانات نيل شهادة ختم الدروس الإعدادية وشهادة الباكالوريا لهذا العام، فقد كانت النتائج الرسمية لمسابقة دخول السنة الأولى من التعليم الإعدادي لسنة 2013 أكثر اكتمالا. والاستغلال السريع لهذه النتائج يمكن من تسليط الضوء على بعض المعطيات، على سبيل المثال:
معلومات عامة:
وصل عدد المشاركين في مسابقة دخول السنة الأولى من التعليم الإعدادي لسنة 2013 إلى 65535 مرشحا، من بينهم 51243 أي نسبة 78,19% من المدارس العمومية، و 32785 أي نسبة 50,03% من الفتيات.
وقد بلغ عدد الناجحين الرسميين في المسابقة هذا العام 33768 أي ما يمثل نسبة 51,53%. وهي نتيجة تكاد تكون مقبولة لولا أن 22535 فقط أي نسبة 34.39% من المرشحين حصلوا على معدل 10/20 فما فوق، في حين بلغ عدد المرشحين الملحقين 11233 ملحقا بمعدل يتراوح بين 9,97 و 8,5 من عشرين، وهو ما يمثل نسبة 17,14% من مجموع المرشحين و33,26% من الناجحين الرسميين.
ويبلغ عدد الناجحين من المدارس العمومية 25235 أي نسبة نجاح قدرها 49,25%، فيما يبلغ عدد الناجحين من التعليم الخاص 8533 ناجحا من أصل 14292 مرشحا أي نسبة نجاح قدرها 59,7%. وهي نسب تبين الفارق في الأداء بين التعليم العمومي والتعليم الخاص.
ويبلغ عدد الفتيات الناجحات في المسابقة 16384 أي نسبة 48,52% من الناجحين الرسميين.
توزيع المرشحين ومعدلات النجاح حسب الولايات
ويتوزع المرشحون للمسابقة في الولايات على النحو التالي:
1. انواكشوط 1: 14083، 2. اترارزه: 7294، 3. انواكشوط 2: 6012، 4. لبراكنه: 5850، 5. لعصابة: 5423، 6. الحوض الشرقي: 5315، 7. كركل: 5182، 8. الحوض الغربي: 4400، 9. كيديماغا: 3978، 10. داخلت انواذيبو: 2719، 11. آدرار: 1834، 12. تكانت: 1745، 13. تيريس زمور: 1301، 14. إنشيري: 399.
تعطي هذه الأرقام فكرة عن عدد الطلاب الذين تمكنوا في كل ولاية من إكمال مرحلة التعليم الابتدائي.
ويأتي ترتيب الولايات حسب نسب النجاح في هذه المسابقة على النحو التالي:
1. لبراكنه: 67,32%، 2. آدرار: 60,20%، 3. العصابة: 58,38%، 4. انواكشوط 2: 58,25%، 5. داخلت انواذيبو: 53,37%، كركل: 52,18%، 7. إنشيري: 50,38%، 8. اترارزة: 49,73%، 9. تكانت: 49,23%، 10. تيريس زمور: 48,73%، 11. انواكشوط 1: 48,18%، 12. كيديماغا: 47,69%، 13: الحوض الشرقي: 43,50%، 14.الحوض الغربي: 36,11%.
وتتربع لبراكنه على رأس ولايات الوطن حسب هذا الترتيب، لذلك فإن الأسرة المدرسية في هذه الولاية تستحق التهنئة لهذه النتيجة الجيدة.
وفي المقابل فإن ولايات اترارزه وتكانت وتيريس زمور، وانواكشوط 1، وكيديماغا، والحوض الشرقي والحوض الغربي يجب أن تبذل جهودا كبيرة وتحتاج إلى اهتمام خاص من الحكومة وباقي الفاعلين في مجال التعليم وعلى رأسهم المجتمع المدني.
المتفوقون المائة والعشرة آلاف الأخيرة في الترتيب العام
من بين المتفوقين المائة الأوائل 49 فقط من التعليم العمومي على الرغم من وزنه الساحق (78,19% من المرشحين) مما يدل على ضعف أداء التعليم العمومي، في حين فاز التعليم الخاص بـ 51 من المائة الأوائل، رغم أن المرشحين من هذا القطاع لا يتجاوزون 21,81% من مجموع المرشحين.
كما يمثل مرشحو التعليم العمومي السواد الأعظم من العشرة آلاف الأضعف في ترتيب نتائج المرشحين إذ يمثل مرشحو المدارس العمومية 8424 من العشرة آلاف الأخيرة، أي نسبة 84,24%.
وهو ما يؤكد ضعف أداء التعليم العمومي.
فما هي يا ترى أسباب ضعف أداء تعليمنا العمومي؟ هل هي الظروف الاجتماعية؟ أم ظروف العمل؟ أم ظروف المدرسين؟ أم اكتظاظ الفصول الدراسية؟ أم أسباب أخرى؟ثمة حاجة ملحة لاكتشاف مصدر الداء والتشمير عن السواعد لاستئصاله.
ولا يتجاوز نصيب الفتيات نسبة 32 من المرشحين المائة الأوائل، رغم النسبة الكبيرة من الفتيات المرشحات (50,03% من مجموع المرشحين)، كما تمثل الفتيات 5120 من العشرة آلاف مرشح الأخيرة في الترتيب العام.
كلتا النتيجتين تؤكدان ضعف أداء الفتيات في هذه المسابقة، فما هو السبب وراء ذلك الضعف؟ هل هو الزواج المبكر؟ أم الأعمال المنزلية؟ أم ثمة أسباب أخرى؟ أسئلة تستحق التعميق.
ويتوزع المائة المرشحون المتفوقون بين الولايات على النحو التالي:
لبراكنه: 26، انواكشوط 1: 18، انواكشوط 2: 16، اترارزه: 10، كركل: 7، آدرار: 5، داخلت انواذيبو: 4، تيرس زمور: 4، لعصابه: 3، الحوض الشرقي: 3، كيديماغا: 2، الحوض الغربي: 1، إنشيري: 1، تكانت: 0.
كما تتوزع العشرة آلاف مرشح المتأخرة في الترتيب العام بين الولايات على النحو التالي:
انواكشوط 1: 1640، الحوض الشرقي: 1632، الحوض الغربي: 1152، اترارزه: 1094، كركل: 1000، لعصابه: 764، كيديماغا: 669، انواكشوط 2: 616، لبراكنه: 485، داخلت انواذيبو: 310، تكانت: 203، تيرس زمور: 197، آدرار: 187، إنشيري: 51.
وتؤكد هذه الأرقام أداء لبراكنه التي تواصل التفوق على باقي الولايات بـ 26 من 100 المتفوقين الأوائل في المسابقة على المستوى الوطني.
من جهة أخرى فإن توزيع العشرة آلاف الأخيرة في الترتيب العام يعطي صورة عن أماكن تواجد المرشحين المحتملين للتسرب المدرسي للسنة 2013، ويبين هذا التوزيع احتمالات تسرب كبيرة في منطقة انواكشوط 1 والحوض الشرقي.
هذه مجرد أمثلة بسيطة من استغلال نتائج الامتحانات.
و يمكن استخدام هذه النتائج لمتابعة العديد من المسائل الاجتماعية والاقتصادية المهمة الأخرى، ومنها على سبيل المثال:
مدى الاهتمام بالشعب العلمية والتقنية في ظل تزايد فرص العمل في القطاع الصناعي.
إلى أي حد يتأثر انتقاء النخب بالضغوط والتدخلات العرقية والاجتماعية والسياسية، وغيرها.
إن كانت امتحاناتنا تسمح بالحصول على منح دراسية للمرشحين الأكثر جدارة وذلك من أجل الحد من الفوارق الاجتماعية التي تعيق ظهور النخب من الأوساط الأقل حظوظا.
وقبل النتائج، إن كانت مضامين امتحاناتنا تركز على المعارف المخزنة في ذاكرة المرشح أم على أشكال من الفكر والتعبير أكثر ارتباطا بالشخصية.
سيدى إ. بديده
sidydoumou@yahoo.fr