بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبيه الكريم
“وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ” صدق الله العظيم
الحمد لله و سلام على عباده الذين أصطفى.
انتقل إلى عفو الله و رحمته فجر اليوم السبت الخامس و العشرون من شهر رمضان المبارك 1434 هـ الأستاذ الفاضل و المجاهد الوطني الغيور و العابد الزاهد محمد الحافظ ولد الخرشي.
لقد كان الفقيد مثالا للإستقامة و النزاهة و الوطنية، فقد كان من الأوائل الذين انخرطوا في صفوف الحركة الوطنية الجهادية و أبلى فيها البلاء الحسن، فكان من مؤسسي كتيبة “الجيش الأحمر” بمنطقة آدرار في خمسينات القرن الماضي التي هدفت إلى تحرير البلاد من ربقة الإستعمار الفرنسي، فرحم الله الذين قضوا نحبهم من تلك الكتيبة و متع بالصحة و العافية الذين ينتظرون، و عند ما تم التضييق عليه من قبل الاستعمار الفرنسي هاجر إلى السنغال و أسس رفقة مجموعة من المناضلين مجموعة من المدارس التي تدرس اللغة العربية في القرى السينغالية ، أصبحت الأساس الذي قام عليه تعليم اللغة العربية في منطقة “كازماس”، و قبيل الاستقلال عاد إلى الوطن لينخرط في سلك التعليم و كان مثالا للأستاذ المقتدر الخبير بالوسائل التربوية فنال حب طلابه و تلاميذته ، و أصبح في ما بعد مديرا للعديد من المدارس فكانت مدارسه نموذجية، و كان يقول دائما: بأن القيود البيروقراطية و أنانية المتعلمين هي أكبر معيق أمام انتشار التعليم”، و انخرط بالتزام في معركة الدفاع عن اللغة العربية بكل تفان و إخلاص فكانت اهتمامه الأول، و حولها تدور مواقفه، كما شارك و بفعالية و نشاط و إخلاص في الحراك السياسي و كان من قادته فأعتقل نتيجة لمواقفه السياسية و كانت بياناته التي يصدرها من حين لآخر تعبر عن وجهة نظره التي عرف بها لدى الرأي العام الوطني تتضمن مواقفه في القضايا الوطنية و العربية والدولية.
و قد ساكنته فعرفته رجلا ربانيا عابدا متبتلا كان قليلا من الليل ما يهجع فتراه راكعا ساجدا أو تسمعه تاليا لآيات الذكر الحكيم ، كما كان كريما سخيا عطوفا محبا للفقراء و المساكين، كما كان يسعى في قضاء حوائج الناس.
وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بخالص التعازي و المواساة لأسرة أهل الخرشي الكريمة و لذويه و أقاربه و لأهل شنقيط و آدرار و لتلامذته و طلابه و أصدقائه و محبيه على امتداد التراب الموريتاني سائلين الله له الرحمة و المغفرة و الرضوان و أن يبدله دارا خيرا من داره و أهلا خيرا من أهله و أن يبوأه مقعد صدق مع النبيئين و الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا. وإنا لله وإنا إليه راجعون
عبد الرحمن ولد حرمة ولد بابانا
أنواكشوط في 03/ 08/ 2013