سعى كلا من المنتخبين البرازيلي، بطل النسختين الأخيرتين والمضيف، والايطالي إلى حسم تأهلهما إلى الدور نصف النهائي من كأس القارات قبل موقعتهما المرتقبة السبت المقبل، وذلك عندما يتواجهان يوم الأربعاء مع المكسيك واليابان على التوالي، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى.
على ملعب “بلاسيدو اديرالدو كاستيلو” في فورتاليزا، عند الساعة العاشرة مساء يوم الأربعاء، يبحث المنتخب المضيف، الفائز باللقب ثلاث مرات أعوام 1997 (على حساب استراليا 6-صفر)، و2005 (على حساب الأرجنتين 4-1)، و2009 (على حساب الولايات المتحدة 3-2)، عن التأكيد بأن العرض القوي الذي قدمه في الجولة الأولى أمام المنتخب الياباني بطل آسيا (3-صفر) لم يكن وليد الصدفة، وذلك من خلال التخلص من عقبة المكسيك التي كانت استهلت مشوارها بالخسارة امام ايطاليا.
وسيسعى “سيليساو” جاهدا إلى استعادة اعتباره من منتخب “الازتيك” بعد خسارة مباراتيه الرسميتين الأخيرتين أمامه في الدور الأول من كأس القارات عام 2005 (صفر-1)، وفي الدور الأول من كوبا أميركا 2007 (صفر-2).
كما خسر البرازيليون مباراتهم الودية الأخيرة مع “تريكولور” (صفر-2) في الثالث من يونيو 2012 في ولاية تكساس، إضافة إلى أن المكسيكيين وقفوا حائلا دون إحراز منافسيهم، ذهبيتهم الأولى في مسابقة كرة القدم في الألعاب الاولمبية بالفوز عليهم 2-1، في النهائي خلال اولمبياد لندن 2012.
وسيكون هناك 14 لاعبا ممن خاضوا تلك المباراة في ويمبلي حاضرين في فورتاليزا، فمن المكسيك هناك حارس المرمى، خوسيه دي خيسوس كورونا، والمدافعون هيرام ميير الانيس، ودييغو رييس، وخافيير أكوينو، ولاعبا خط الوسط كارلوس سالسيدو، وهيكتور هيريرا، والمهاجمان جيوفاني دوس ساتنوس، وراوول خيمينيز، وفي الجهة المقابلة هناك المدافعان تياغو سيلفا، ومارسيلو، ولاعب الوسط اوسكار، وثلاثي الهجوم نيمار، ولوكاس، وهالك.
وتغدو المباراة مصيرية للمنتخب المكسيكي، الذي يشارك في البطولة للمرة السادسة، وسبق أن توج بلقبها في صيغتها القديمة عام 1999، لأن خسارته امام البلد المضيف وتعادل أو فوز ايطاليا على اليابان، سيعني خروجه من الدور الأول للمرة الثالثة بعد عامي 1997 و2001،
حيث قال مدافع باريس سان جرمان الفرنسي، تياغو سيلفا “المكسيك دائما ما تكون صعبة، وخلقت لنا المشاكل في الأعوام الماضية”، و أضاف “لكن غرضي
ليس الانتقام. سأخوض مباراة مهمة لمسيرتي ومسيرة سيليساو. أنا متأكد من أنها ستكون أكثر صعوبة من نهائي الاولمبياد لأنهم أكثر خبرة الآن”.
أما مدافع المنتخب المكسيكي، فرانسيسكو رودريغيز فقال بدوره بعد الهزيمة أمام ايطاليا: “أظن أن المنتخب يلعب كرة جيدة، ويظهر هذا في لعبه.
اعتقد أنه يجب علينا أن نتحلى بالهدوء، وهو الأمر الذي ينقصنا. المثابرة شيء ضروري لكي نخطو للأمام، وهذا ما نفكر فيه. سنواصل العمل بكل ما في وسعنا، ولن نستسلم. وسنستعد الآن لمباراتنا امام البرازيل والتي ستكون بنفس الصعوبة أو أكثر.”
ولا تشير المعطيات الفنية إلى إمكانية أن يجدد المنتخب المكسيكي فوزه على البلد المضيف، خصوصا أنه لم يقدم شيئا يذكر في مباراته الأولى أمام ايطاليا، كما كانت حاله في مبارياته ضمن التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2014 ، حيث اكتفى بالتعادل في خمس من مبارياته الست الأخيرة.
وعلى ملعب “أرينا بيرنامبوكو” في ريسيفي، عند الساعة الواحدة صباحا يوم الخميس يبدو المنتخب الايطالي قادرا على حسم تأهله على حساب نظيره الياباني، استنادا إلى العرض المميز الذي قدمه في مباراته مع المكسيك، خصوصا في الشوط الأول، وذلك بقيادة “المايسترو” اندريا بيرلو الذي صفقت له الجماهير البرازيلية طويلا يوم الأحد على ملعب “ماراكانا” الأسطوري بعد الأداء المذهل الذي قدمه.
واحتفل بيرلو يوم الأحد على هذا الملعب الأسطوري بخوضه مباراته المائة بقميص “الازوري” بأفضل طريقة ممكنة من خلال تسجيل الهدف الأول من ركلة حرة رائعة قبل أن يدرك المكسيكيون التعادل من ركلة جزاء، لكن “المشاغب” ماريو بالوتيلي سجل هدف الفوز لأبطال العالم أربع مرات، واضعا إياهم على المسار الصحيح للتأهل إلى الدور نصف النهائي، حيث يواجهون احتمال لقاء اسبانيا في إعادة لنهائي كأس أوروبا 2012 الذي خسروه بنتيجة مذلة (صفر-4).
من جانبه قال، جورجيو كييلني، عن زميله في يوفنتوس بيرلو، “ليس هناك شيء أتمناه أكثر في مسيرتي كمدافع من أن أواصل اللعب إلى جوار لاعب مثل اندريا”، هذا ما قاله بعد الأداء المذهل الذي قدمه الأخير في مباراة “ماراكانا”، مضيفا “إنه حلم كل لاعب مدافع. أنت تعلم انه عندما تمرر الكرة اليه (بيرلو) فسيقوم ببناء اللعب بشكل مضبوط وكما ينبغي. بيرلو هو همزة الوصل في فريقنا.”
أما الحارس القائد جانلويجي بوفون، زميل بيرلو في يوفنتوس أيضا قال عن مباراة الأحد قائلا: “لقد أعجبنا كثيرا بالطريقة اللطيفة التي شجعتنا بها الجماهير البرازيلية”، مضيفا “انه جمهور المنتخب الذي يعد من ألد خصومنا تاريخيا. في البداية، لم يكن المشجعون يميلون جدا إلى مساندتنا لكننا كسبناهم تدريجيا.
نيل الدعم من جمهور ماراكانا ليس بالشيء السهل أبدا”،وتابع “بطبيعة الحال، هناك سبب واضح وراء كل هذا: عندما ترى موهبة بيرلو فوق أرضية الملعب، فأنه من الصعب ألا تعجب به.
إني أعي جيدا ما أقوله لأني أعرفه منذ سنوات عديدة ويوم (الأحد)، قدم أداء يستحق منا أن نرفع له القبعة، وقد توجه بتلك الركلة الحرة وذلك الهدف المذهل. لذلك، بالنسبة لي يبدو من الطبيعي جدا أن يكون قد استولى على قلوب المشجعين”.
وسيكون اللقاء مميزا بالنسبة إلى مدرب اليابان، الايطالي البرتو زاكيروني لأنه سيواجه بلده الأم في مباراة سيحاول فيها إسقاط “الازوري” من أجل الإبقاء على آمال “الساموراي الأزرق”، الذي وصل إلى نهائي نسخة 2001 قبل أن يخسر أمام فرنسا (صفر-1)، في التأهل إلى نصف النهائي.