18 أبريل 2024 , 8:42

المرابع ميديا تنفرد بنشر الكلمة الإفتتاحية لمعالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج الدكتور ناصر بوريطة

وكالة المرابع ميديا للإعلام والإتصال تنفرد بنشر الكلمة الإفتتاحية لمعالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج الدكتور ناصر بوريطة أمام الدورة الثالثة لمنتدي المغرب_ دول جزر المحيط الهادئ /

معالي السيد الوزير الأول،

أصحاب المعالي السادة الوزراء ورؤساء الوفود،

السيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء،السيد والي جهة العيون الساقية الحمراء،

أصحاب السعادة، السيدات والسادة أعضاء الوفود، الحضور الكريم،

1. أود – قبل كل شيء التعبير عن مشاعر الترحيب الحار، المقرونة بعبارات العِرفان للوفود المشاركة، التي تحملت عناء السفر، رغم طول المسافة وما يمر به العالم من ظرفية طارئة مرتبطة بتفشي فيروس كورونا.

2. إنه لمن دواعي الغِبطة والاعتزاز أن تحتضن المملكة المغربية هذه الدورة الجديدة الثالثة من نوعها لمنتدى المغرب ودول جزر المحيط الهادي، وأن تستضيف مدينة العيون الغالية، بالأخص، فعالياتها.

3. إن تمسك المملكة المغربية بسُنّة هذا الملتقى، ينبع من الأهمية المتفردة التي يوليهاصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، للتعاون جنوب-جنوب. هذا التعاونالذي كان، وما يزال، ركيزة أساسيةللسياسة الخارجية للمملكة، وخيارا واضحا في انخراطها الدولي، ثابتا في توجهه نحو تقوية العلاقات مع الدول الصديقة، متطلعا إلى إطلاق مبادرات خلاقة لتعزيز التضامن معها.

4. فبالتوازي مع انخراطه في ترسيخ هذا الخيار داخل فضاءات انتمائه الجغرافي والثقافي بإفريقيا والعالم العربي، حرصت المملكةالمغربية على تنويع وتوطيد العلاقات مع مناطق وتجمعات أخرى من دول الجنوب،ومنها على وجه الخصوص دول المحيط الهادي، والتي يربطها بالمغرب تعاون فعلي وتضامن موصول، على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف.

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

5. إذا كانت الدورتان الأولى والثانية لمنتدى المغرب ودول جزر المحيط الهادي، في 2012 و2015، قد مكنتا من إرساء أسس الشراكة بيننا، فإن اجتماعنا اليوم لهو فرصة للوقوف على المنجزات وتجديد العزم على رفع سقف التعاون.

6. كما أنه فرصة لتعزيز هذا الزخم وتحديث الأولوياتوتجديد الإرادة للدفع بمنتدانا هذا كتجربة رائدة وناجحة للتعاون والحوار والتضامن جنوب-جنوب.

7. لقد برهن تمسُّكنا بهذا المنتدى وحرصنا الموصول على التداول والتشاور كلما سمحت الفرصة باللقاء خاصة على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، (برهن) على أن شراكتنا موسومة بروح عملية، هدفها إرساء تعاون ملموس، في قطاعات أولوية كالصحة والبيئة والتكوين والتنمية البشرية والتغير المناخي.

8. في هذا السياق، أود أن أتطرق، باقتضاب،لتحديين مشتركين اثنين، يبرهنان في حد ذاتهما على جدوى المنتدى الذي يجمعنا اليوم.

9. التحدي الأولى مرتبط بالتغيرات المناخية. فإذا كان هذا التحدي قد أضحى أكثر من أي وقت مضى هاجسا يؤرق كل دول العالم، فإن دول المحيط الهاديتبقى، ومن دون أدنى شك، الأكثر عرضة لتداعياته، التي تنطوي على تهديدات ذات خطورة واستعجاليةاستثنائيتين.

10. فتدهور النظم الإيكولوجية لا يقف عند التأثير على الزراعات المعيشية والقطاعات الاقتصادية الرئيسية كالصيد البحري والسياحة، بل يمتد إلى تهديد بعض الدول الجزرية بالزوال، نتيجةارتفاع مستوى سطح البحر. خطورة تلك التحديات والسعي المشترك لمواجهة آثارها المدمرة، هو ما حذا بالدول الجزرية في المحيط الهادي إلى السعي نحو إرساء تضامن فعلي، خاصة من خلال “توجيهات ساموا” – وهو الذي يستحق منا كامل المساندةوالتنويه.

11. إن بلداننا، التي تتشابه في اعتمادها المهم على المجال البحري وتقاربها في العديد من المجالات الاقتصادية، كالصيد والزراعة والسياحة، تعاني بشكل غير متناسب وجائر من تأثيرات الاحتباس الحراري التي نكاد لا نساهم فيه، حيث أننا لا نفرز سوى نسبة ضئيلة من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم.

12. ومع ذلك، فإن بلداننا من بين أكثر الدول انخراطا في مواجهة التغيرات المناخية والأكثر التزاما بتحقيق مساهماتها المحددة وطنيا والانتقال بنجاح إلى أساليب محايدة للتنمية.

13. لذا، لم يكن من قبيل الصدفة أن تتولى دولةفيدجي (Fidji) رئاسة الدورة 23 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التغيرات المناخية (Cop.23)، مباشرة بعد ترؤس المغرب للدورة 22 لمؤتمر الأطراف (Cop.22). وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على تقاسم الوعي المشترك بخطورة التغيرات المناخية وروح الالتزام من أجل إيجاد حلول آنية وبعيدة المدى لهذه الإشكالية التي أصبحت تهدد السلم والأمن العالميين.

14. ففضلا عن انخراطها الوطني المبكر في استراتيجيات قطاعية تروم مُوازنة الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية للتعامل استباقيًا مع آثار التغير المناخي، أخذت المملكة المغربية على عاتقها، على المستوى الدولي، الدفاع عن قضايا المناخ في إفريقيا والمحيط الهادي، إسهاما منها في تحقيق العدالة المناخية للدول التي تعاني بشكل خاص من تغير المناخ.

15. وقد استثمر المغرب زخم رئاسته للدورة 22 لقمة المناخ، لتعبئة المنتظم الدولي ضد التغيرات المناخية. ففي خطاب جلالته أمام هذه القمة، أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن انعقاد هذا المؤتمر بإفريقيا، يحثنا على إعطاء الأسبقية لمعالجة الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية، التي تزداد تفاقما بدول الجنوب والدول الجزرية المهددة في وجودها (نونبر 2016).

16. كما بادرت المملكة إلى إرساء آليات إفريقية خلاقة لمواجهة المخاطر المترتبة عن الاحتباس الحراري وارتفاع مستوى سطح البحر. ومن بين هذه الآليات لجنة المناخ لدول المحيط الهادي الإفريقية.

17. وهي اللجنة التي ندعو اليوم إلى انفتاحها على الدول الجزرية للمحيط الهادي، من خلال وضع تصورات وبرامج من شأنها المساعدة على تثمين التجاربالناجحة والممارسات الفضلى وتقاسمها بين الشركاء لرفع الرهانات المستقبلية المشتركة.

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

18. التحدي الثاني الذي أود إثارته يتعلق بالتنمية البشرية، التي يعتبرها صاحب الجلالة الملكمحمد السادس، نصره الله، محورا أساسيا لكل سياسة تنموية مثمرة ومستدامة.

19. فإرساء قواعد التعليم الجيد ووضع سياسات ناجعة للصحة العمومية، والفلاحة والصيد البحري، وكذا توفير الشغل وإرساء مناخ اقتصادي يشجع على المبادرة الحرة والابتكار، كلها تحديات تفرض علينا، جميعا،تبادل التجارب الناجحة ومقاربات الحكامة الرشيدة، لملاءمة السياسات التنموية مع تطلعات المواطنين، خصوصا الشباب منهم.

20. في هذا الإطار، قطع المغرب أشواطا مهمة في مجال تأهيل العنصر البشري والتنمية الاجتماعية التي تستهدف الفئات الأكثر هشاشة، من خلال توفير التغطية الصحية الشاملة بحلول 2030، وتعميم التمدرس الأولي في أفق 2027، وكذا الرفع من الاستثمارات في القطاع الخاص والتي من شأنها تعزيز جاذبية المغرب للاستثمارات الأجنبية المباشرة.

21. هذه المكاسب التي تم تسجيلها في مختلفالقطاعات الاجتماعية والاقتصادية، لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة سياسة الأوراش الكبرى والاستراتيجيات القطاعية الطموحة التي أرساها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في مجالات التنمية البشرية والمستدامة وميادين الفلاحة، والصناعة والسياحة والطاقات المتجددة وغيرها.

22. وتجدد المملكة المغربية استعدادها لتتقاسم مع الدول الجزرية في المحيط الهادي، ما راكمته من تجارب وخبرات في هذه المجالات وغيرها، تبعا لتطلعات كل دولة، ووفق الأولويات التي وضعها ”برنامج ساموا’ للتعاون الدولي مع هذه البلدان، وبالشراكة مع الفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني والممولين الدوليين.

23. تلك هي روح ”إعلان العيون” الذي سينتج عن أعمال هذه الدورة الثالثة لمنتدانا، ليبلور تصورا جديدا تجاه أهم القضايا التي تحظى باهتمامنا المشترك، كالسلم والأمن والتنمية المستدامة والتغيرات المناخية ومكافحة الإرهاب والهجرة السرية ومحاربة الفقر والهشاشة الاجتماعية.

معالي السيد الوزير الأول،

أصحاب المعالي السادة الوزراء ورؤساء الوفود،

السيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء،السيد والي جهة العيون الساقية الحمراء،

أصحاب السعادة، السيدات والسادة أعضاء الوفود، الحضور الكريم،

24. كونوا واثقين من إرادة المملكة المغربية أن تبقىشريكا وفيا لدولكم، وصديقا ناصرا لقضاياكم المصيرية العادلة.

وما اجتماعنا اليوم، في الصحراء المغربية، بحضور رفيع ومشاركة متميزة لوفودكم، إلا تجسيد متجدد وبليغ الرموز والمعاني لرغبتنا المشتركة في أن يدوم منتدى المغرب والدول الجزرية في المحيط الهادي، إطارا مؤسسيا منهجيا في أشغاله، جوهريًا في نتائجه، عمليا في مخرجاته ومفصليا في آثاره، بما يجعل مدينة العيون الغاليةنقطة التقاء لتعاون قوي، متجدد ومتضامن، طبقا للتوجيهات السديدة والمبادرات الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

.والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

شاهد أيضاً

ولد هارون يعلن ترشحه للرئاسيات المقبلة

أبدى الناشط السياسي أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا، مساء الثلاثاء، عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية …