29 مارس 2024 , 4:45

الأكاديمية حلم يتحقق / يحي ولد عبدو الله – مستشار شؤون خارجية درجة أولى

JPG - 72.4 كيلوبايت

طالعنا في عرض نتائج مجلس الوزراء المنعقد يوم الخميس 23 يناير 2020 ، البيان الذي قدمه معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد اسماعيل ولد الشيخ أحمد و المتعلق بإنشاء أكاديمية دبلوماسية تابعة لوزارة الشؤون الخارجية و الموريتانيين في الخارج.

وقد أوضح معالي الوزير في عرضه بشكل مفصل أمام الصحافة الغرض من انشاء هذه الاكاديمية و أهميتها في تحسين أداء و خبرات الوكيل الدبلوماسي و كذلك دورها التكويني و الأكاديمي بالنسبة للحقل الدبلوماسي.

لقد أدرك القائمون على الشأن السياسي و الدبلوماسي في البلد أهمية الأشواط التي قطعتها سياستنا الخارجية في المجال الدبلوماسي و الأمني في شبه المنطقة و على المستوى القاري و الدولي .

إن المتتبع لمسار دبلوماسيتنا يلاحظ أنها تسير وفق استيراتيجية واضحة المعالم و بخطوات ثابتة نحو التألق فبعد ما حققته من نتائج ها هو القطاع يعلن عن إنشاء أكاديمية دبلوماسية كانت بمثابة حلم بيعد المنال بالنسبة للدبلوماسيين .

إن من أبرز المتغيرات الحديثة و التوجهات الإقليمية و الدولية هو ما أثمر عنه ذاك التغيير الجذري في المفاهيم الحديثة حول أهمية الموارد البشرية و اعتبارها حجر الأساس و الركن الثابت الذي تعتمد عليه أي دولة أو إدارة أو مؤسسة تريد النجاح و مضاعفة المردودية.

ذلك أن الفلسفة الحديثة لإدارة و تسيير وتدبير الموارد البشرية لا تحقق النتائج بمجرد توافر هذه الأخيرة، بل لابد من وضع إستراتيجية تنموية شاملة و مستمرة تستثمر في الانسان باعتباره أهم روافد التنمية الشاملة المستدامة.

انطلاقا من ذلك لا يخفى ما لهذه الاكاديمية من أهمية و مردودية على العمل الدبلوماسي في بلادنا.

فماهو مجالها و ماهي آليات تحقيق أهدافها؟

● مجالات التخصص:

تعتبر الاكاديمية الدبلومسية منصة مهنية لتكوين و تأهيل رؤساء البعثات الدبلوماسية و القنصلية و الوكلاء الدبلوماسيين و موظفي القطاع و القطاعات ذات الصلة بالمجال.

فبالإضافة إلى ما ذكره معالي الوزير من دور لها في “تحسين خبرات الدبلوماسيبن القدماء منهم و الشباب وكذلك تكوين الموظفين في مجالات ” القانون الدولي العام، العلاقات الدولية، التحليل، التشريفات، القانون الدبوماسي، تقنيات التفاوض، التنظيم و منهجيات العمل، اللغات و التوثيق و الاتصال”

يمكن أن يشمل دور الاكاديمية كذلك

▪بناء قدرات الكادر البشري للوزارة و مده بالمعرفة و المهارات اللازمة و تكوينه في فن صياغة التقارير و المراسالات ؛

▪العناية بمجال الدراسات و البحوث و تفعيل أسلوب الأداء الدبلوماسي من خلال الاستشراف و وضع التصورات و تحاليل الأحداث؛

▪خلق الطاقة الإبداعية في المجال: و ذلك من خلال التركيز على تكوين الوكلاء الدبلوماسيين على المسائل المتخصصة لسد النقص عند الحاجة و ذلك في مجالات مثل البيئة والتغيرات المناخية، نزع السلاح ، إدارة الأزمات، حقوق الانسان، القانون الدولي الانساني؛ مكافحة الإرهاب، الهجرة، التجارة الدولية….. و كذلك التخصص في مجالات التعاون متعدد الأطراف و طرق التعامل مع المنظمات الإقليمية والدولية و التعاون الثنائي و فن المفاوضات و الاتفاقيات ذات الطابع الثنائي؛

▪ مواكبة التطور و الحداثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال و وسائط التواصل الاجتماعي ؛

▪ التكوين في مجال الدبوماسبة الاقتصادية و التجارية؛

▪ المجال القنصلي و حماية الجاليات و المصالح التجارية و الاقتصادية؛

▪ القيام بتنظيم المؤتمرات و الندوات و الملتقيات و الإشراف على مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية و القنصلية؛

▪ التعريف بالبلد و نشر ثقافة السلم و الأمن و إبراز المقدرات الثقافية و السياحية و الاستثمارية للوطن؛

▪ زرع ثقافة روح المواطنة و الفريق الواحد بين أفراد طاقم القطاع؛

▪ التوعية الإدارية و احترام التراتبية و الأقدمية و العمل على التدويير في الوظائف و التخصصات؛

▪ اصدار مجلة دبلوماسية و انشاء موقع رسمي و صفحة على شبكات التواصل الاجتماعي خاصة بالأكاديمية ؛

▪ فتح قسم في الاكاديمية خاص باللغات العربية و الفرنسية و الإنجليزية و اللغات الأخرى؛

▪ فتح قسم خاص بالتشريفات و فن الإتيكيت و التعامل مع الغير ؛

▪ إنشاء صالون دبلوماسي أو نادي، يلتقي فيه أعضاء السلك و موظفي القطاع و المهتمين لتبادل وجهات النظر؛

● الآليات:

يتطلب إنشاء هذا المشوع رصد آليات كفيلة لتحقيق الأهداف على الوجه الأكمل،

و من الطبيعي أن يكون أول تلك الآليات البيان الذي قدمه معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون و الموريتانيين في الخارج المنشئ لتلك الأكاديمية،

بالإضافة إلى الإرادة السياسية لدى القائمين على الشأن حول أهمية هذا المشروع. يتطلب هذا المشوع الهام رصد جملة من الاليات نذكر منها :

▪ القيام بإعداد هيكلة عصرية للمشروع تراعي كافة الجوانب؛

▪ ميزانية من الدولة تغطي تكاليف انطلاقة المشوع؛

▪ البحث عن تمويل ودعم للمشروع لدى الشركاء في التنمية؛

▪ مقر مستقل للأكاديمية؛

▪اختيار طاقم من أطر الوزارة القادرين على إدارة المشروع، طبعا تحت رعاية و اشراف معالي الوزير؛

▪اختيار طاقم من خيرة الاساتذة المتخصصين في المجال؛

▪ الاستعانة بالسفراء و الوزراء السابقين و الدبلوماسيين ضمن الطاقم التربوي للأكاديمية؛

▪ العمل على تبادل الخبرات و التجارب و عقد اتفاقيات تعاون و شراكة مع مثيلات الأكاديمية في الدول الشقيقة و الصديقة ؛

▪ التعاون مع الهيآت الوطنية المهتمة بالمجال؛

▪ فتح المجال أمام موظفي دول المنطقة للتكوين في الاكاديمية؛

▪ تقديم خدمات التحليل و الاستشارات إلى الجهات الحكومية الأخرى عند الاقتضاء؛

▪ تكوين كبار موظفي القطاعات الأخرى في مجالات معينة؛

▪ تشكيل مجلس علمي مهني للاكاديمية؛

● الأهداف

إن أي مشروع مهما كان لابد ان يستهدف تحقيق نتائج معينة لذلك فإن من أهم نتائج هذا النشروع :

▪ وجود صرح مهني دبلوماسي لدى القطاع مثل بقية البلدان الأخرى؛

▪ صقل و تكوين و تأهيل أطر و موظفي القطاع بطريقة عصرية تضمن المردودية ؛

▪ جعل الدباوماسي الموريتاني واثق من نفسه و من معارفه و معلوماته؛

▪ توحيد الجميع بحصولهم على نفس المعلومة و التكوين ؛

▪ الاستثمار المباشر في الوكيل الدبلوماسي بغرض زيادة الانتاج و المردودية؛

▪ مركز دراسات استيراتيجية يساعد على صناعة القرار في البلد؛

▪ جلب الشركاء و تبادل الأفكار و الأراء و الخبرات.

و في الأخير، نهنئ القطاع على تحقيق هذا الحلم و هذه الخطوة الهامة نحو تطوير كادره البشري

يحي ولد عبدو الله

مستشار شؤون خارجية درجة أولى

شاهد أيضاً

معالي الوزيرة صفية انتهاه تطلق توزيعات نقدية لصالح أسر متقاعدي وقدامي قوات الأمن “صور”

أشرفت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة و الأسرة، السيدة صفية بنت انتهاه، صباح اليوم الخميس في …