20 أبريل 2024 , 13:53

أبو بكر البغدادي.. الرجل الغامض في تنظيم القاعدة (تقرير)

BbXsZscCUAAf1dS.jpg large
غلاف مجلة التايم الأمريكية وقد حمل صورة ر البغدادي ” وكتب عليها:
”صعود نجم القاعدة الأسود كيف أصبح البغدادي أقوى أرهابي في العالم”

ترى مجلة ‘تايم’ في تقرير لها عن تطور الدولة الاسلامية في العراق والشام، وتوسع ساحتها في شمال العراق وسوريا،أن الأخيرة مثلت لـ “داعش” فرصة لإرسال قوات ومسلحين مدربين وذوي خبرة عملياتية واسعة.

وتحدثت المجلة في عددها الأخير عن قائد الدولة أبو بكر البغدادي، الرجل الغامض الذي وصفه مسؤول أمني في حزب الله بـ ‘الشبح’، فقد أصبح البغدادي ينافس زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري على الزعامة، ولم ينفذ أوامر الزعيم الذي ينتقل في مناطق القبائل في الباكستان عدم التدخل في سورية. فقد اعترف الظواهري بأبي محمد الجولاني، زعيم النصرة كممثل في سوريا لكن البغدادي قال إنه كان أمام الإختيار بين ‘حكم الله وحكم الظواهري، واخترت طاعة أوامر الله’.

وتنقل المجلة عن سيث جونز، الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب في مؤسسة ‘راند’ قوله إن ‘حقيقة عصيان البغدادي لأوامر الظواهري تقترح أنه ينظر لنفسه كقائد أهم من الظواهري’.

ويعترف التقرير إن غياب الظواهري وانشغاله بأمنه قد فتح الباب أمام التنوعات الإقليمية للقاعدة كي تتنافس على القيادة، سواء في اليمن، الصومال، المغرب العربي أو العراق. ويرى جونز أن البغدادي ‘هو الولد المشاكس في القاعدة، ولا يزال على علاقة مع عائلته (التنظيم) في باكستان لكنه يسبب لهم وجع الرأس′.

ونظرت الإدارة الأمريكية للخلافات كفرصة لحدوث انشقاقات داخل التنظيم.

وفي الوقت الحالي يعترف الظواهري بموهبة البغدادي ولا يريد التخلي عنه. والسبب راجع كما تقول المجلة إلى الإنجازات التي حققتها القاعدة في سوريا وأجزاء من العراق. فقد استطاع البغدادي السيطرة على مناطق ويدير مدنا وتجمعات سكانية وهو ما لم يفعله أسامة بن لادن على الرغم من كل العمليات التي نفذها حول العالم. وقد جعل القاعدة في سوريا والعراق من أقوى الفروع، مما يمنح التنظيم فرصة لتغيير خريطة المنطقة. وتقول جيسكا لويس، مديرة البحث في مركز دراسات الحرب بواشنطن إن البغدادي يملك دافعية ‘وسيطر على مناطق وأقام نوعا من الحكم’.

وتضيف أن البغدادي هو الذي ‘يدير الحرب التي يبحث عنها المقاتلون الأجانب، ويصدر الأوامر مما يجعله لاعبا رئيسيا في تنظيم القاعدة التي تتقدم للأمام’.

ويساعد البغدادي في تحقيق أهدافه تدفق أعداد من المقاتلين المجربين بطريقة لم تشهدها أية ساحة من قبل، فبحسب مسؤول في إدارة أوباما، فقد جذبت سوريا أعدادا من المقاتلين لم تجذبه أفغانستان طوال الحرب ضد السوفييت. ومعظم الجهاديين القادمين يقدمون قسم الولاء للبغدادي.

وتقول المجلة إن البغدادي ‘لا يقاتل فقط ولكن يدير مناطق’ خاصة الرقة التي زاد عدد سكانها بسبب تدفق اللاجئين من مناطق الحرب عن المليون، والموصل التي يعيش فيها مليوني نسمة ومناطق في الأنبار.

وتسيطر القاعدة أيضا على معابر حدودية قريبة من تركيا مما جعل من القدوم لسوريا أسهل مما كان عليه الأمر في أفغانستان في الماضي، وفي مناطقها تقوم القاعدة بجمع الضرائب والسيطرة على آبار نفط تشكل مصدرا للمال، وتدير مدارس ومحاكم شرعية.

وتقول المجلة إن ‘البغدادي لم يوجه بصره نحو الغرب كما فعل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ولكن لو استمر تنظيم القاعدة بدون تحد، أو استمرت الحرب الأهلية في سورية واستمر معها تدفق الجهاديين الأجانب، فالمسألة مسألة وقت قبل أن يوجه انتباهه للغرب’. ونقلت ما قاله مايك روجرز، رئيس لجنة الأمن في الكونغرس ‘إنهم يتحدثون عن عمليات في الخارج، وهو بالضبط ما فعلوه في أفغانستان والذي قاد لـ 9/11′. وكان روجرز يتحدث أمام منبر السياسة الخارجية بواشنطن حيث قال ‘الشيء الوحيد الذي يمنعهم من القيام بعمل خارجي هو الخلاف الحادث في داخل التنظيم’.

ويقول ماثيو أولسين، من المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب ‘إنهم يقولون إصبر لم يحن الوقت بعد’، مضيفا أن ‘الكادر الكبير من المقاتلين الأجانب يعزز الجانب العملياتي للتنظيم في الخارج والذين يمكن استخدامهم في الغرب’.

الرجل الغامض

ويتحدث التقرير عن صعود البغدادي واسمه إبراهيم بن عوض بن إبراهيم البدري الرضوي الحسيني، المولود في سامراء والذي درس في جامعة بغداد حيث حصل على شهادة الدكتوراة منها في الشريعة الإسلامية. وعمل مع أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل عام 2006، ثم أصبح زعيما لما يعرف بالدولة الإسلامية عام 2010 بعد مقتل أبو أيوب المصري وخلفه. وتنقل عن أبو عبد الرحمن حمد، وهو مقاتل من داعش في حمص يتلقى العلاج في طرابلس بعد إصابته في المعارك قوله إنه التقى بابي بكر في ديالى عام 2004 عندما سافر هو ومجموعة من المتطوعين السوريين لمواجهة الأمريكيين، ويتذكر حمد أبو بكر بقوله ‘كان قليل الكلام وإن تكلم أقنع وبهدوء’ حتى وإن كان وسط قصف وهجمات، وكان يخطط ويشارك في المعارك ويأخذ بعين الإعتبار خطط التراجع. وبدأ يخفي نفسه ويغطي وجهه بشكل جعله غامضا وراوغ من كان يحاول استهدافه، وقد ساعدته قدرته على التحدث بأكثر من لهجة على المرور دون أن يثير أي شبهة.

وقد أدى توسع تنظيم البغدادي لوصول المتطوعين إليه كما أنه يقوم بتمويل عملياته عبر الإختطاف وتبرعات من الداعمين لأيديولوجيته من دول الخليج.

وتمنح الرقة التي سيطر المقاتلون عليها في 15 آذار/ مارس العام الماضي صورة عن حلم البغدادي في بناء دولة وحكم حيث أقامت فيها داعش محاكم وسيطرت على توزيع المساعدات الإنسانية، وتحكمت بآبار النفط، ومصافيه حيث وزعت حصصه على المواطنين واستخدمته لإبقاء التيار الكهربائي.

العصا والجزرة

وفتحت داعش مدارس في المدينة. ولم تكن هذه الخدمات بدون ثمن فقد انتشرت في المدينة إعلانات تدعو النساء للإلتزام بالحجاب، وقام المقاتلون بملاحقة من يقوم بالتدخين، وقاموا بمنع استخدام التعويذات وتعليقها على مرآة السيارة. وفي النهاية تمثل الرقة بداية طموح البغدادي لدولة تمتد من حدود إيران حتى تخوم الجزيرة العربية إلى شمال إفريقيا، أي إعادة حلم الإمبراطورية الإسلامية في العصر العباسي كما تقول. ولأن الرقة كانت من مدن الخلافة العريقة فقد دعا هذا عدد من أتباع البغدادي للأمل في إحياء الخلافة ويقولون حسب عامل إغاثة غربي في تركيا ‘نسيطر على مناطق ونحن أقرب للخلافة’.

ومع أن عدد مقاتلي داعش يتراوح ما بين 5-6 آلاف مقاتل لكنهم في المعظم محاربين أشداء قاتلوا في أفغانستان والعراق وليبيا.

وتقول لويس إن القاعدة قد تطورت فهي ‘ليست العدو الذي قاتلناه في العراق والذي اعتمد على التفجيرات الضخمة، لقد تطورت القاعدة والرجل الذي جعل هذا ممكنا هو وريث بن لادن’ أبو بكر البغدادي الذي تضع الولايات المتحدة على رأسه 10 ملايين دولار لمن يقتله او يبلغ عنه.

 

شاهد أيضاً

بوركينا فاسو تطرد 3 دبلوماسيين فرنسيين بسبب “نشاطات تخريبية”

أعلنت وزارة خارجية بوركينا فاسو ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين، من بينهم مستشاران سياسيان في السفارة الفرنسية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *