23 أبريل 2024 , 9:33

النسوية الموريتانية في مواجهة الدين و الأخلاق  / خولة الحبيب

 

 

 

 

 

لا  تسعى هذه السطور لمهاجمة النسوية كفكرة  أو كمبدأ  ولا لتقزيم دورها ، ففي كل آيديولوجيا صالح و طالح كما هو معروف عند  كل من ألقى الله في قلبه النور  و هو بصير.

لسنا بصدد مناقشة  النسوية

 كموضوع عقدي عليه خلاف كبير، ما يهمنا هنا هو إثارة الموضوع  للنقاش و الكشف قدر الإمكان عن واقع عدم تقبل  مجتمعنا لها كفكرة.

أين هو مكمن الخلل؟ وما الطارد! المنفر ! من الاصطفاف مبدئيا حول الفكرة؟

النسوية باعتبارها آيديولوجيا ترمز  إلى تغير علاقات القوى الاجتماعية  التي تقمع و تستغل و تهمش المرأة  على أساس النوع الاجتماعي أو العمر أو الإعاقة أو العرق أو الدين أو القومية أو الطبقية أو الطائفية أو الأصل الإثني نحن فطريا معها, ندعمها واقعيا  و نصطف معها حتى دون أن نشعر أننا نتفق معها في الطرح، لكننا كأفراد و كمجتمع محافظ يمثل الإسلام قيمة أساسية في حياتنا  بصفتنا أكثر  الشعوب محافظة وتدينا لا نريد  نسوية  تسعى إلى مساواة  ساذجة بين الجنسين, لا نريد نسوية  تحمي الشواذ  و تؤيد العقوق  و الانحلال بل و الإلحاد تحت غطاء  المطالبة بحق الحرية,

لا نرغب أن تتكاثر بيننا كائنات ملوثة للفكر, ضائعات العقيدة منحرفات السلوك أعني النسويات  اللتي يغرزن أظافرهن في ثوابت الدين و القيم و الأخلاق, المتطرفات اللتي يطالبن بإلغاء العائلة كفرصة لتحرير المرأة و انعتاقها من علاقة السلطة و القوة على حد تعبيرهن  في حين أن شريعة الله فرضت البرور و طاعة  الوالدين إلا في ما حرم الله, ففي هذا تعد سافر  على حدود الله.

و أريد هنا أن أقدم لهن نصيحة; هي أن  يعين  جيدا أن الإطاحة بثوابت التمييز و الاضطهاد ضد المرأة لا تكون بخلع رداء العفة و لا بالسفور  و التطاول على الرموز و ضرب العلاقات الإنسانية في مقتل, بل تكون عبر مراجعة بنيوية تهدم أسس الهيمنة و الاستغلال، و لا تكون بالشعارات  الساذجة دون طرح عميق و نقد بناء يساهم في تحقيق وعي جمعوي جديد مساند لا منفر منه لقضية جوهرية كهذه.

فرغم  توفر وسائل الإعلام المرئية و المسموعة

و المطبوعة، و رغم توفر منصات الإعلام الأخرى، فنادرا ما تجد من النسويات من تقدم طرحا متكاملا و عقلانيا عن واقع المرأة المزري, ينطبق ذلك على الحلول و المقترحات, بل إن من تتصدرن  المشهد منهن كونهن  حقوقيات مدافعات عن النساء هن عبارة عن نموذج رديء لا يمثل المرأة  المسلمة الموريتانية في شيء لا في الأفعال و لا في الأقوال  و لا يمكن اتخاذهن قدوة  لبناتنا, و محكوم عليهن بالفشل و السقوط لأن ظهورهن بهذه الطريقة  أضر بالنسوية كفكرة و جعل منها موضع رفض و أصبح من الضروري الحرص على تحصين بناتنا باعتبار المرأة  تمثل ركنا مكينا في التربية الإنسانية و ثقافتنا الإسلامية, زد على ذلك كونها المحصن الأول للجيل الناشئ، فهي الأم و الأخت و الزوجة و المربية…

على هذا الأساس فإنه من الواجب الملح إعدادها إعدادا متكاملا من جميع جوانب شخصيتها للقيام بكل المهام العملية التربوية المنوطة بها, و لا يكون التحصين إلا بالعلم و المتابعة و غرس القيم الفاضلة و الأخلاق الحسنة لديهن و هن في عمر الزهور، و إبراز القدوات الصالحات عبر تاريخ أمتنا المجيد، و من الواقع المعاصر، و حث بناتنا على الاقتداء بأزواج النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم و الصالحات و الناجحات الجادات  في كل العصور.

و عليه فإن ما يوجد هنا  من النسوية  هو قشور القشور، ما هو متواجد ليس إلا عبارة عن خطاب بائس لشد الانتباه  و التغطية على الأفعال، و إظهار المرأة  ككائن معادي للرجل.

أهيب بكن أن تترفعن قليلا “إن الله لا يغير. ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “

و المسلمة  القرآنية تقول “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.

 

شاهد أيضاً

تساؤلات من مراقب !!!/ التراد ولد سيدي

في ظروف توالد وتكاثر المبادرات التي يتنافس فيها الآخيرون مع الاولين في إظهار ولائهم الحقيقي …