28 مارس 2024 , 9:40

تفاصيل مقتل زعيم “داعش” البغدادي في عملية عسكرية أمريكية

قالت مصادر في سوريا والعراق وإيران وتركيا، اليوم الأحد، إن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أبو بكر البغدادي قُتل في عملية عسكرية أمريكية في سوريا في حين يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإدلاء “ببيان مهم” في البيت الأبيض.

وكان مسؤول أمريكي اشترط عدم ذكر اسمه قال لـ”رويترز” في وقت سابق إن البغدادي استُهدف في عملية ليلية، بينما قال قائد أحد الفصائل المسلحة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا إنه يُعتقد أن البغدادي قُتل في غارة بعد منتصف الليل شاركت فيها طائرات هليكوبتر وطائرات حربية في قرية باريشا قرب الحدود التركية كما وقع اشتباك على الأرض خلالها.

مروحيات واشتباكات

من جهته كشف مراسل وكالة الأناضول التركية في محافظة إدلب السورية، الأحد، بأن القوات الأمريكية أجرت إنزالا مروحياً في ساعة متأخرة من الليل، شمالي المحافظة، واشتبك جنودها مع مسلحين لمدة 4 ساعات

وأوضح المراسل، أن المكان الذي تم فيه الإنزال، يبعد بضعة كيلومترات عن مخيم “طور لاها” الذي يقطنه نازحون.

وفي تفاصيل العملية، قال المراسل: “في حدود الساعة الثانية عشر منتصف الليل، استهدفت 8 مروحيات أمريكية وطائرتين مسيرتين نقطة قريبة من قرية باريشا على مدى 90 دقيقة، وقوبلت المروحيات بمقاومة من الأرض عبر أسلحة ثقيلة”.

وأردف: “وعقب القصف الجوي، غادرت المروحيات المنطقة، وبعد نصف ساعة عادت وبدأت بالقصف مجددا، وفي هذه الأثناء، أجرت المروحيات إنزالا لعناصر يُعتقد أنهم من القوات الخاصة”.

ولفت المصدر ذاته إلى أن الجولة الثانية من الاشتباكات دامت ساعتين ونصف الساعة، مبينا أن المروحيات غادرت المنطقة تماما، بعد عملية دامت 4 ساعات ونفذت على مرحلتين.

وقالت مصادر طبية توجهت إلى المنطقة، إنها شاهدت في مكان العملية العسكرية، منزلا مدمرا بالكامل وعددا من الخيام المحترقة، وعثرت على 7 جثث بينهم طفل و3 نساء، وأسعفت 5 جرحى.

مقتل زوجتي البغدادي

أما مجلة “نيوزويك” الأمريكية فقد نقلت عن مسؤولين بوزارة الدفاع قولهم أن العملية أسفرت أيضًا عن مقتل زوجتي البغدادي، فيما لم يصب أبناءه بأي أذى.

وأوضح المصدر أن العملية تمت بعد أسبوع من موافقة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على تنفيذها.

وذكرت “نيوزويك” أن مسؤولًا كبيرًا في البنتاغون مطلعًا على نتائج العملية قال لها إن وزارة الدفاع أبلغت البيت الأبيض بأنها “على ثقة عالية” بأن البغدادي قتل في العملية، لكنهم بانتظار نتائج اختبار الحمض النووي والسمات البيولوجية.

وحول تفاصيل العملية، قال المسؤول: “وقع اشتباك لفترة قصيرة عندما دخلت القوات الأمريكية المجمع الذي كان فيه البغدادي، في قرية باريشا في إدلب، مضيفًا أن البغدادي حينها قتل نفسه بتفجير حزام ناسف، بينما أهله كانوا حاضرين في المكان”.

وعن منفّذ العملية، لفتت مصادر مطلعة إلى أن أفرادًا من نخبة القوات الخاصة الأمريكية “دلتا فورس” توّلت العملية السبت، بعد تلقي معلومات استخباراتية كافية لإطلاق العملية، مشيرة إلى أن الموقع الذي أغار عليه أفراد القوات الخاصة كان يخضع منذ فترة للمراقبة.

وقال مسؤول في البنتاغون لـ”نيوزويك” إن الموقع الذي كان يتمركز فيه البغدادي تم نسفه بغارة جوية ثانية بغية منع تحويله إلى مزار لزعيم التنظيم.

لقطات مصوّرة

وذكر مصدران أمنيان عراقيان ومسؤولان إيرانيان أنهم تلقوا تأكيدا من داخل سوريا بشأن مقتل البغدادي.

وقال أحد المصدرين العراقيين “مصادرنا الخاصة من داخل سوريا أكدت للفريق الاستخباراتي العراقي المكلف بمطاردة البغدادي مقتله مع حارسه الشخصي الذي لا يفارقه أبدا في إدلب بعد اكتشاف مكان اختبائه عند محاولته إخراج عائلته خارج إدلب باتجاه الحدود التركية”.

وبث التلفزيون الرسمي العراقي اليوم الأحد لقطات مصورة لما قال إنها غارة أمريكية نُفذت في سوريا وقيل إن البغدادي قُتل فيها.

وأظهرت لقطات مصورة نهارا حفرة في الأرض بدا أنها ناجمة عن غارة وملابس ممزقة وملطخة بالدماء. كما بث التلفزيون العراقي لقطات ليلية لانفجار.

من قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن تسعة أشخاص قتلوا خلال الغارة التي استمرت ساعتين بينهم امرأتان وطفل واحد على الأقل.

وذكر المرصد الذي يملك شبكة مصادر في سوريا أن منزلا يعتقد أنه كان الهدف الرئيسي للعملية تضرر بشدة جراء القصف الجوي قبل أن ينزل مقاتلون من طائرات هليكوبتر ويخوضون اشتباكات على الأرض.

بدوره قال مسؤول تركي كبير، إن البغدادي وصل إلى مكان في سوريا أفادت تقارير بأنه قُتل فيه في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد قبل حوالي 48 ساعة من العملية.

وأضاف أن الجيش التركي كان لديه علم مسبق بالعملية الأمريكية في محافظة إدلب السورية وأن تركيا ستواصل تنسيق تحركاتها على الأرض “مع الأطراف المعنية.

“شيء كبير للغاية حدث للتو”

كان ترامب أشار إلى أن أمرا حدث الليلة الماضية عندما كتب تغريدة على تويتر قال فيها “شيء كبير للغاية حدث للتو”.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض هوجان جيدلي في وقت متأخر أمس السبت إن ترامب يعتزم الإدلاء “ببيان مهم” في البيت الأبيض الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (1300 بتوقيت غرينتش). ولم يذكر المتحدث تفاصيل أخرى.

ويتعرض ترامب لانتقادات من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء بسبب قراره سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا مما سمح لتركيا بمهاجمة حلفاء واشنطن الأكراد.

وعبر كثيرون ممن انتقدوا قرار ترامب عن قلقهم من أن تؤدي تلك الخطوة لاستعادة تنظيم الدولة الإسلامية قوته بما يشكل تهديدا للمصالح الأمريكية. ومن شأن إعلان مقتل البغدادي أن يساهم في تهدئة تلك المخاوف.

ولأيام، خشي مسؤولون أمريكيون من أن تسعى الدولة الإسلامية لاستغلال الفوضى في سوريا.

لكنهم رأوا أيضا فيها فرصة محتملة إذ توقعوا أن تحاول قيادات التنظيم التخلي عما اعتادت عليه من السرية للتواصل مع عناصرها مما قد يشكل فرصة للولايات المتحدة وحلفائها لرصدهم.

الرسالة الأخيرة

ولفترة طويلة ساد اعتقاد أن البغدادي يختبئ في مكان ما على الحدود العراقية السورية. وقاد البغدادي التنظيم المتشدد منذ عام 2010 عندما كان مجرد جماعة سرية تابعة لتنظيم القاعدة في العراق.

ونشرت الشبكة الإعلامية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في 16 سبتمبر الماضي رسالة صوتية مدتها 30 دقيقة قالت إنها من البغدادي وذكر فيها أن العمليات تحدث يوميا ودعا أنصاره لتحرير نساء محتجزات في مخيمات بالعراق وسوريا بسبب صلاتهن المزعومة بالتنظيم.

وقال البغدادي في الرسالة الصوتية أيضا إن الولايات المتحدة ووكلاءها تعرضوا للهزيمة في العراق وأفغانستان وإن واشنطن “استُدرجت” إلى مالي والنيجر.

وحكم تنظيم الدولة الإسلامية في أوج قوته الملايين في مساحات شاسعة امتدت من شمال سوريا مرورا ببلدات وقرى في وادي كل من نهري دجلة والفرات ووصولا لمشارف العاصمة العراقية بغداد.

لكن هزيمة التنظيم عام 2017 في الموصل العراقية والرقة السورية، معقليه الرئيسيين في البلدين، جردت البغدادي المولود في العراق من لقب “خليفة” وحولته لهارب يٌعتقد أنه يتحرك في مناطق صحراوية على الحدود بين العراق وسوريا.

وتسببت ضربات جوية أمريكية في قتل أغلب قيادات التنظيم البارزة. وقبل نشر التسجيل المصور له في أبريل نيسان وردت تقارير متضاربة عن مصير البغدادي.

وعلى الرغم من خسارة التنظيم للسيطرة على آخر مناطق مهمة كانت خاضعة له يُعتقد أن الدولة الإسلامية لها خلايا نائمة في أنحاء العالم وأن بعض مقاتليها يعملون في الخفاء في الصحراء السورية وبعض المدن العراقية.

شاهد أيضاً

مالي..حظر أنشطة تحالف “العمل المتآزر من أجل مالي” المعارض

حظرت السلطات المالية أنشطة  تحالف “العمل المتآزر من أجل مالي” المعارض الذي تم تشكيله مؤخرا …