28 مارس 2024 , 21:41

الشيعة في نيجيريا: لماذا انتشر التشيع في المناطق السنية؟

 

 

اتخذت الحكومة النيجيرية قرارا مثيرا للجدل، بحظر الحركة الإسلامية في نيجيريا، التي توصف بأنها جماعة شيعية موالية لإيران. واتهمت الحكومة الحركة بأنها “عدوة للدولة”.

وتتحدى الحركة قرار الحظر، وتقول إنها جماعة سلمية، وإنها في حقيقة الأمر تعاني من العنف الممنهج الذي تمارسه الدولة.

وتثير هذه التطورات مخاوف من أن تتحول نيجيريا – الدولة الغنية بالنفط – إلى ساحة صراع بين السنة والشيعة.

ما هي الحركة الإسلامية في نيجيريا؟

أُسست الحركة منذ حوالي أربعة عقود، وتنادي بتأسيس دولة إسلامية على النمط الإيراني في نيجيريا.

وتأثرت الحركة كثيرا بالثورة الإسلامية الإيرانية، بعد أن شهد قادتها سيطرة آية الله الخميني على الحكم عقب الإطاحة بالشاه، حليف الولايات المتحدة، في انتفاضة شعبية عام 1979.

وقد ظل الخميني مثلا أعلى للحركة، يُقسم أفرادها على الولاء له أولا في اجتماعهم، ومن ثم لقائد الجماعة الشيخ إبراهيم زكزاكي، المعتقل منذ عام 2015 .

ولا تعترف الحركة بسلطة الحكومة النيجيرية، وترى أن المسؤولين الحكوميين، سواء مسيحيين أو مسلمين، فاسدون وغير شرعيين.

للحركة فروع شديدة التنظيم، وكيانات إدارية في كل الولايات النيجيرية (وعددها 36) تشكل ما يشبه الهيكل الحكومي.

كما تدير الحركة شبكة من المدارس والمستشفيات في شمال البلاد، حيث يعيش أغلب المسلمين.

ولدى الحركة مؤسسة مسجلة لدى الحكومة تحمل اسم “فُدية”. وتدير المؤسسة “أكثر من 360 مدرسة ابتدائية وثانوية، ما يخفف العبء عن الحكومة غير القادرة على تقديم خدمات التعليم الأساسية للسكان”، حسب ما جاء على موقعها.

والكثير من أعضاء الحركة على درجة كبيرة من التعليم، ويشغلون وظائف هامة في الجيش والشرطة والمخابرات.

ويقول جايكوب زِن، المحلل بمؤسسة جيمس تاون للأبحاث، ومقرها الولايات المتحدة، إن تقلد أفراد الحركة مناصب حكومية يُظهر أنهم يؤمنون بـ “الترقي الإسلامي”، وليس الثورة الإسلامية في نيجيريا.

وكتب زِن في مقال نُشر في 26 يوليو/تموز إنه “على الرغم من امتلاك الحركة لكتائب عسكرية، خفيفة التسليح، على غرار حزب الله، وصحيفة، وانتشار صور الخميني على موقع الحركة وفي مظاهراتها، إلا أن تبنيها بشكل علني للشعائر الشيعية كسمة مميزة لها وبتباه جاء منذ وقت قريب، وكبديل عن التحريض السياسي المباشر”.

ما مدى شعبية الحركة؟

تعد الحركة أكبر كيان شيعي في نيجيريا.

ويمكنها حشد عشرات الآلاف من المؤيدين، احيانا، في تجمعاتها.

ويرجع ذلك إلى جهود زكزاكي الذي كان وراء تحفيز نمو التشيع في نيجيريا، إذ كان عدد الشيعة لا يُذكر في نيجيريا قبل الثورة الإيرانية.

وتتباين التقديرات بشأن أعداد الشيعة في نيجيريا، فيقول البعض إنهم ما بين خمسة إلى 17 في المئة من عدد المسلمين في البلاد الذي يبلغ حوالي مئة مليون.

وأغلب مسلمي نيجيريا من السنة.

لم حظرت الحكومة الحركة؟

قال مكتب الرئيس النيجيري، محمدو بخاري، إن حظر الحركة جاء نتيجة “سيطرة المتشددين على الحركة، ممن لا يؤمنون بالتظاهر السلمي بل يميلون للعنف” لتحقيق أهدافهم.

شاهد أيضاً

تقرير صادر عن الوكالة الإسبانية لمكافحة التجسس يبرئ المغرب الشقيق من أي اتهام بالتجسس

برأ تقرير للوكالة الإسبانية لمكافحة التجسس، التابعة لرئاسة الحكومة الإسبانية،المملكة المغربية الشقيقة من أي اتهام …