سفير المملكة المغربية أمام كل الطيف السياسي : العلاقات المتجذرة بين المغرب وموريتانيا تستعصي على التصنيف…(60 صورة حصرية)

“بعيدا عن لغة الحصيلة والأرقام التي ، مهما رحبت ، فإنها لن تسع للتعبير عن تفرد وتميز العلاقات بين بلدينا التي تتجاوز منطق حساب الربح والخسارة ، حيث إن تلكم العلاقات تحكمها روابط إنسانية وروحية وثقافية متينة ومتجذرة إذ نشترك في كل شيء من اللغة والعقيدة والمذهب والتصوف، كما نتقاسم موروثا ثقافيا يرتكز على امتدادات إنسانية وقبلية وعائلية تستعصي على التصنيف”

بهذه العبارات اختتم سفير المملكة المغربية الشقيقة المعتمد في موريتانيا حميد شبار، خطابه بمناسبة الذكرى العشرين لعيد العرش الملكي .

فعاليات الاحتفال الذي تم بمباني سفارة المملكة المغربية بانواكشوط ، شكلت هذه السنة فرصة لاجتماع  الطيف السياسي موالاة ومعارضة على مأدبة السفارة المغربية، في سابقة تعكس جهود السفير حميد شبار في الدفع بالعلاقات إلى مستوى تطلعات الشعبين.

خطاب السفير في تناوله وطرحه للمواضيع نال إعجاب الحضور حيث أعرب الكثير منهم لمندوب وكالة المرابع ميديا ، عن تقديرهم للخطاب وتثمينهم لأداء السفير حميد شبار في النهوض بالعلاقات بين الرباط وانواكشوط.

تثمين التجربة…

سفير جلالة الملك حميد شبار نوه بالتجربة الديمقراطية الموريتانية ، حيث أكد أن “موريتانيا تمكنت من قطع أشواط هامة في مسيرة ترسيخ الديمقراطية  التعددية وربح رهان الانتقال والتداول السلمي على السلطة مما يجعل من الجمهورية الإسلامية الموريتانية مثالا يحتذى به إقليميا وقاريا”.

ثوابت…

المملكة المغربية ذات التاريخ الديبلوماسي الضارب في أعماق التاريخ ، لها ثواباتها في السياسة الخارجية ، تلك الثوابت أكد سفير جلالة الملك حميد شبار، أنها ” قائمة على حسن الجوار واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية والتزام الشرعية والتضامن والمصداقية بالإضافة إلى ترسيخ تعاون “جنوب..جنوب” فعال ومثمر. خاصة مع الدول الصديقة والشقيقة وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة”

مشتركات..

الامتداد التاريخي والجوار الجغرافي والمشترك الثقافي ،عوامل يؤكد السفير دورها الفعال في علاقات البلدين  “إذ أنها علاقات تاريخية عريقة ومتجذرة ،يغذيها الموروث المشترك أساسها التاريخ والجغرافيا ووحدة الدين والمذهب واللغة وهدفها بناء شراكة قوية كفيلة بالارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى علاقات استثنائية في جميع المجالات” .

جهود مثمرة…

جهود السفير حميد شبار في تطوير العلاقات، أثمرت نتائج متميزة حيث أكد شبار أنه ” يمكننا اليوم الاطمئنان على هذه العلاقات وذلك بالنظر للحصيلة المشجعة جدا خلال الفترة الفاصلة بين عيدي العرش السابق والحالي ، والتي تميزت بتنظيم ما يناهز 30 زيارة متبادلة بين الوزراء وكبار المسؤولين في البلدين ” .

وكان في مقدمة الزيارات الرسمية المتبادلة تلك التي قام بها رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني إلى انواكشوط مطلع ديسمبر 2018 وزيارة وزير الخارجية الموريتاني للرباط وأخرى لنظيره المغربي لانواكشوط.

ثقافيا..

المحور الثقافي والفني والعلمي نال حصته من خطاب سفير صاحب الجلالة حميد شبار،  حيث أوضح أن هذه السنة شهدت مشاركة موريتانيا كضيف شرف في مهرجان طان طان الثقافي،كما سجل السفير ” بفخر واعتزاز الدعوة التي وجهت للملكة المغربية للمشاركة كضيف شرف في الدورة الخامسة لمهرجان المدن القديمة التي ستحتضنها مدينة شنقيط نوفمبر القادم”.

في ذات السياق نوه السفير ب “عمل المركز الثقافي المغربي الصرح المعماري الفريد والفضاء الثقافي الرحب للتعاون في مجال الفكر والمعرفة والفن، حيث أصبح منذ إنشائه سنة 1987 عنوانا ناصعا للتعاون المغربي الموريتاني “.

” كما واكبت هذه الدناميكية الرامية إلى تعزيز وتحصين العلاقات الثنائية مساهمة فعالة لمجموعة من العلماء والمشائخ الأجلاء في النهوض بالتعاون الديني بين البلدين عبر مشاركتهم في التظاهرات الدينية المقامة بالمغرب وعلى رأسها الدروس الحسنية” .

اقتصاديا..

ونظرا لأهمية العامل الاقتصادي في تعزيز وتنمية العلاقات، فقد أعطاه السفير في خطابه ما يستحق، فذكـر بداية ” بالزيارة الهامة لوفد من الاتحاد العام لمقاولات المغرب برئاسة السيد صلاح الدين مزوار والذي ضم ما يناهز المائة من رجال ونساء الأعمال وذلك في شهر دجنبر 2018 في إطار المنتدى الاقتصادي المغربي الموريتاني الذي كان فرصة للتعرف على فرص الاستثمار بين البلدين وتوج بتوقيع اتفاقيات شراكة بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين”

وكانت للوفد فرصة زيارة المنطقة الحرة لانواذيبو والاطلاع على التحفيزات والامتيازات الممنوحة للمستثمرين”.

هدف أسمى..

” كل هذه الحركية الملحوظة تصب في اتجاه تعزيز العلاقات عبر جميع المحاور السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية، تجعل هدفها الأسمى بناء شراكة سياسية واقتصادية قوامها التضامن المطلق وتحصين المشترك الذي يجمعنا مع موريتانيا الشقيقة”. يقول سفير صاحب الجلالة حميد شبار.

السفيرأكد أن “المملكة المغربية تبقى دائما مستعدة كما كانت على الدوام، لمواكبة التحولات التي تعرفها موريتانيا ودعم كل استراتيجياتها القطاعية حسب الأولويات التي سطرتها في برامجها الحالية أو المستقبلية وذلك بتقاسم التجارب والخبرات التي راكمتها بلادنا في عدة قطاعات .

حضر احتفال السفارة بعيد العرش الملكي ، وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد والأمين العام للوزارة السفير أحمد ولد سيد أحمد ولد أجه، ومدير العالم العربي والمنظمات الإسلامية بالوزارة، السفير سيدي محمد ولد عبد الله، ومدير التشريفات، السيد أحمدو بيبات