18 أبريل 2024 , 20:04

في ذكري عيد العرش المجيد/د.أفاتي الباحث بجامعة”رينس”بفرنسا للمرابع ميديا:”المغرب…عقدان من الأمن في خدمة التنمية” “مقابلة حصرية”

تمر هذه الأيام ذكرى عزيزة على المغاربة والمغاربيين بصورة خاصة ، والشعوب الإسلامية والإنسانية بصورة أعم.

إنها ذكرى تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين.

لا يمكن أن تمر هذه الذكرى العزيزة  دون ربطها بما أسداه صاحب الجلالة من خدمات جليلة لشعوب المنطقة وفي مقدمتها مكافحة آفة الإرهاب.

لقد تولى صاحب الجلالة الملك محمد السادس زمام الأمور و بعض بلدان شمال إفريقيا، وافريقيا جنوب الصحراء، قد أكتوت بنار الإرهاب والاضطرابات الداخلية المنذرة بخروج جزء من أراضي بعض الدول عن سيطرة الحكومة المركزية، على أشدها.

موقع المملكة المغربية الجغرافي، جعلها في قلب المناطق المتأثرة بعوامل الاضطرابات الكثيرة، وفي مقدمتها :

ــ توطن الحركات الإرهابية في أجزاء من بعض دول الجوار، مشكلة  مناطق جذب للمقاتلين الإرهابيين الأجانب….

ـ التحديات المرتبطة بهؤلاء المقاتلين، فعودتهم إلى بلدانهم الأصلية وإعادة انتشار فلولهم في مناطق أخرى ، تشكل تهديدا مباشرا  للأمن الداخلي لتلك الدول.

وضع المغرب هذه المعطيات الإقليمية نصب عينيه أثناء تنفيذ جهوده لمحاربة هذه التهديدات.

فالمملكة المغربية، تعتبر إفريقيا جسما واحدا وما يجري في بعض دولها يؤثر على الدول الأخري ، كما رأت  المملكة أن الأخوة تفرض عليها أن لا تترك أبناء القارة يواجهون خطر الإرهاب لوحدهم، هذا فضلا عن كون إفريقيا تشكل عمقا استراتيجيا هاما للمملكة.

في هذا السياق رأى صاحب الجلالة الملك محمد السادس مبكرا، ضرورة وضع مقاربة تحصن المغرب في وجه رياح الاضطرابات العاتية التي يشهدها المحيط الإقليمي .

وضعت المملكة إستراتيجية، اعتمدت أولا تشخيص الواقع بصورة دقيقة، مما مكن الخبراء من المعرفة الكافية بالأسباب الجذرية لآفة الإرهاب والجريمة المنظمة.

فهناك واقع السكان ( الفقر المدقع، النمو السكاني السريع ،الأمية..) ، الذي أدى إلى انصهار معظم شباب المنطقة في بوتقة العنف، وهو ما وفر الحاضنة الاجتماعية المناسبة لنمو وتغلغل الجماعات المتطرفة.

و هناك تدهور الوضع الأمني الناجم عن عدم الاستقرار في بعض بلدان الجوار وما يرتبط به من وجود بؤر دائمة، تنشر وتغذي الإرهاب

قامت الإستراتيجية المغربية في شقها الفكري، على إعادة هيكلة عقل الشباب الإفريقي المشحون بفتاوى تلامس الوجدان وتشرع العنف.

فعملت المملكة  بتوجيهات من أمير المؤمنين، على تقديم الإسلام بصورته الناصعة وعلى وضع النصوص الشرعية التي يتذرع بها الإرهابيون،  في سياقاتها الزمنية الصحيحة.

وتجسيدا لهذه الرؤية اعتمدت المملكة حزمة من التدابير من بينها:

ـ  إنشاء  مؤسسات متعددة منها: ( مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة و المرشدين والمرشدات..)

ــ مراجعة المناهج والكتب المدرسية حول التعليم الديني

ونظرا للمكانة التي تحتلها المملكة المغربية دوليا، فقد التزمت منذ البداية بالعمل طوعاً، لتحقيق الاستقرار الدائم على المستويات العالمية والإقليمية

في هذا الإطار وفرت المملكة التدريب العسكري للعديد من البلدان الأفريقية ،كما عمل المغرب أيضًا من خلال ديبلوماسية نشطة وفعالة على إقامة تعاون إقليمي وتحت إقليمي أكبر للوقوف في وجه المد الإرهابي المتنامي في كل أرجاء القارة خاصة في شمال إفريقيا وجنوب الصحراء

تلك أضواء على المقاربة المغربية لمكافحة آفة الإرهاب والجريمة المنظمة.

عزيز القارئ، الكلام على جهود المملكة المغربية في تعزيز الأمن والاستقرار داخليا وإقليميا ودوليا ليس حديثا معادا، فهو يتجدد مع المناسبات العظيمة خاصة منها ذكرى تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين.

وكالة المرابع ميديا للإعلام والاتصال، وهي تحتفي بهذه المناسبة العظيمة، حاولت أن تقربك عزيز القارئ أكثر من جهود المملكة في مكافحة  آفة  الإرهاب التي  أرقت العالم ، في وقت تعتبر فيه المغرب من الدول القليلة التي تمكنت من تحصين الجبهة الداخلية وبالتالي ابعاد خطر الارهاب وذالك من خلال المقابلة الحصرية التي أجرتها “وكالة المرابع ميديا” مع الخبير الاستراتيجي الدكتور المصطفي أفاتي….الخبير الاستراتيجي في مجال الأمن والاستقرار.

حاصل على دكتورا في مجال القانون العام من جامعة “رينس”بفرنسا عن أطروحة تحت عنوان : “الأمن والاستقرار في منطقة المغرب العربي”

حاصل كذلك على ماجستير في العلوم السياسية من نفس الجامعة عن بحث تحت عنوان :”القسم السياسي والأمني في اتفاق برشلونة بين الاتحاد الأوربي والدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط”

حاصل كذلك على ماجستير في أللامركزية والتنمية المحلية من نفس الجامعة عن بحث تحت عنوان : “محاربة الفقر في إطار التنمية المحلية في موريتانيا”

المرابع ميديا….. أهلا بكم الدكتور المصطفي أفاتي سؤالنا الأول : هل كانت الاستراتيجية المغربية استجابة لتحديات قائمة، أم استشرافا واستباقا للأحداث ؟

الدكتور المصطفي أفاتي : بداية أشكر “وكالة المرابع ميديا للاعلام والاتصال”علي اتاحة هذه الفرصة لنقاش هذا الموضوع الهام ، كما أهنئ جلالة الملك محمد السادس بهذه المناسبة العظيمة وكذلك الشعب المغربي الشقيق وكل شعوب المنطقة لما يقدمه جلالته من جهود جبارة من أجل السلام والمحبة وثقافة التعايش و الانفتاح

قبل الحديث عن الاستراتيجية المغربية أود أن أذكر أن المغرب بحكم موقعه الجغرافي يشكل صلة وصل وملتقي للثقافات، مما يجعله محاطا جغرافيا بأبرز البؤر التي تنشط فيها الجماعات المتشددة و العصابات الإجرامية.

فحسب مؤشر الإرهاب العالمي فان سنة 2018 لوحدها شهدت 327 هجوما إرهابيا في شمال إفريقيا وهو ما أدى لسقوط 901 ضحية بما في ذلك ليبيا.

أما منطقة الساحل فقد شهدت 98 هجوما إرهابيا أسفرت عن 291 ضحية و 478 هجوما إرهابيا في بقية غرب افريقيا أسفرت عن 1730 ضحية.

يضاف إلى  ذلك عوامل عدم الاستقرار الكثيرة خاصة في إفريقيا حيث تنتشر النزاعات الداخلية المهددة لسيادة الدول وسلامة أراضيها وكذلك غياب النمو الاقتصادي إضافة إلي النمو السكاني السريع..

وعودة إلى سؤالكم عن الاستراتيجية المغربية ، هل كانت استجابة لتحديات قائمة، أم استشرافا واستباقا للأحداث؟ أقول كلاهما

وتوضيحا لذلك نقول: إن كل  هذه العوامل التي تحدثنا عنها آنفا، دفعت المملكة المغربية إلى تبني استراتيجية شاملة للمحافظة على أمنها و استقرارها.

فمن جهة قامت المملكة بإجراءات استباقية تعزز الوقاية وتحصن الجبهة الداخلية، مثل تعزيز البنى التحتية، وإنشاء المؤسسات القادرة على الاستجابة لأسباب الإرهاب والتطرف  مثل الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي ..

ومن جهة كانت الاستراتيجية، ردا على تحديات قائمة بدأت بعد تفجيرات 2003، لكنها في نفس الوقت استباقية نظرا لشموليتها وتعدد أبعادها .

لقد شدد العاهل المغربي محمد السادس في خطابه عقب تلك التفجيرات، على ضرورة أن تكون الاستراتجية المغربية طويلة المدى وشاملة.

وفقا لهذه الرؤية وضعت السلطات المغربية مقاربة أمنية تأخذ أبعادا عالمية وإقليمية وتحت إقليمية، من خلال اعتماد منهجية شاملة قائمة على رؤية متكاملة ومنسجمة تأخذ في عين الاعتبار البعد الأمني وترى أنه ضروري لكنه غير كافٍ بحد ذاته.

فالبعد الاقتصادي والتنمية البشرية وكذلك الحفاظ على الهوية الثقافية والعقائدية أولويات لامحيد عنها، وهو ما تمت ترجمته في مشاريع ملموسة تم تحقيقها بالتعاون مع العديد من البلدان في مجالات ضرورية لتحقيق الاستقرار والتنمية البشرية المستدامة

المرابع ميديا: الدكتور ماذا عن المحاور الكبرى للإستراتيجية المغربية لمكافحة الإرهاب؟

الدكتور أفاتي: الاستراتيجية المغربية تعتمد على عدة محاور في مقدمتها:

  • تشخيص ودراسة واقع ظاهرة الإرهاب بطريقة علمية تمكن من معرفة أساب الظاهرة ومكامن القوة والضعف وبالتالي وضع استيراتيجية على أسس علمية راسخة سليمة.

  • تنقية الحقل الديني عن طريق حزمة من الإصلاحات لتقديم الإسلام بصورته الناصعة، اعتمادا على تأهيل الأئمة وإعطاء المساجد أدوارا تربوية مع الحفاظ على روح الهوية الإسلامية، وهي خطوة بالغة الأهمية.

  • المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وهي إطار تنموي يهدف إلى محاربة الفقر عن طريق مشاريع تنموية لتجفيف المنابع الاجتماعية التي غالبا ما شكلت مادة دسمة لتجنيد الشباب وزرع التطرف.

  • تطوير الأجهزة الأمنية لتكون على مستوى التحدي: فالجماعات الإرهابية لها إستراتيجيتها ووسائلها المتنوعة والمتطورة.نذكر على سبيل المثال لا الحصر: المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إذ يعد نموذجا أمنيا جديدا رائدا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

المرابع ميديا :الدكتور المحور الأول من الاستراتيجية هو التشخيص هل من توضيح وشرح أكثر؟

الدكتور أفاتي:  التشخيص هو التحليل والفحص العميق لمعرفة الأسباب والدوافع حتى يتم التصرف على أسس سليمة.

التشخيص العلمي والصحيح لأشكال و أسباب انتشار الفكر الإرهابي في أي مجتمع هو الأساس لوضع استراتيجية متماسكة البناء.

وحينها يكون وراء كل منطلق هدف و لكل هدف آلية، وهذا ما تبنته الاستراتجية المغربية الشاملة التي جعلت من المملكة المغربية استثناء في منطقة مضطربة، وهو جهد ونجاح متميز يعود الفضل فيه لحنكة قائد البلد ورؤيته العميقة.

البعض يعتقد أن المقاربة العسكرية الأمنية هي الحل الوحيد لمعالجة آفة الإرهاب وهذا غير صحيح.

يجمع الباحثون في الحقل على أن القضاء على ظاهرة الإرهاب لن يتم إلا بتجفيف منابعه الفكرية. و يتطلب ذلك تفكيك الاستراتيجية التي تعتمد عليها الحركات المتطرفة و الإجرامية ومنطلقاتها الفكرية ومرتكزاتها.

تطبيقا لهذه الرؤية عملت المقاربة المغربية، من خلال أذرعها العلمية في القارة الإفريقية وغيرها،على إعادة تأهيل وتعزيز القيم الدينية والثقافية والروحية والإنسانية ، وكذلك تعزيز بيئة التسامح والتعايش السلمي ونزع القدسية عن الفتاوى التي تمجد العنف عبر الغطاء الديني والتي هي وقود الحركات المتطرفة لاستقطاب المزيد من الشباب وتنفيذ الكثير من الأعمال التخريبية.

المرابع ميديا: الدكتور محاربة الإرهاب و التصدي له في المغرب تمت عبر العديد من الآليات ما هي تلك الآليات؟

 الدكتور أفاتي : نعم لقد تمت معالجة ظاهرة الإرهاب في المغرب  عبر آليات متعددة، فعلى المستوى الوطني وضعت المملكة الأطر المؤسساتية والقانونية في الجانب القضائي والاجتماعي والسوسيولوجي، التي تخضع حسب الحاجة الى التحيين والتطوير المتواصلين لتمكين السلطات العمومية من مكافحة الأنشطة الإرهابية بشكل فعال.

فعمل المغرب في شق من الاستراتيجية على ضبط تام وشامل للفتاوى عبر:

ــ مواجهة فوضى إصدار “الفتاوى” من طرف التيارات المتطرفة، فتم إنشاء المجالس الإقليمية والمحلية للعلماء، والمجلس الأعلى للعلماء باعتباره الكيان الوحيد المسؤول عن إصدار “الفتوى”

ــ تعزيز الإرشاد و التأطير الديني للجالية المغربية بالخارج وفقا لقوانين البلدان المضيفة ؛ فضلا عن ذلك اعتمد المغرب حزمة من التدابير منها:

ــ إنشاء مؤسسة محمد السادس لتكوين الأئمة من أجل توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين في دول منطقة الساحل لتعزيز ثقافة التسامح.

ــ إنشاء معهد محمد الخامس سنة 2015 لتكوين الأئمة، وقد تكون فيه 4715 طالبا أجنبيا من: دول إفريقية وأروبية.. مالي غينيا ( كوناكرى) ،ساحل العاج، السنغال، نيجيريا، المملكة المتحدة…. ويتكون فيه هذه السنة  حوالي 1300 طالب مغربي و أجنبي، بل إن هذا المعهد صار محجة لبعض الدول الغربية لتكوين الأئمة و الخطباء.

نجاح المعهد جعله يساهم في تعزيز القيم الإسلامية وإعطاء صورة ناصعة عن الإسلام السني الذي يدعو إلى التسامح والحوار والمحبة والتعايش.

– مراجعة المناهج والكتب المدرسية المتعلقة بالتعليم الديني.

تتضمن الاسراتيجية المغربية كذلك نهج الانفتاح والتعاون مع جميع الدول المعنية من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية و توفير الخدمات اللوجستية،, ولا يقتصر ذلك على المجال الأمني فقط، بل يتعدى ذلك إلى مجالات التنمية و الاستثمار في مختلف المجالات. ففي سنة 2017, تم تشكيل لجنة مشتركة بين المغرب والسنغال و ساحل العاج وجمهورية افريقيا الوسطى و اتشاد ، بهدف تطوير التدريب وتبادل نماذج التنمية.

هناك إجماع من لدن الوكالات والمؤسسات الدولية والدول على الاعتراف، بالكفاءة المغربية وأهمية مصالح الاستخبارات المغربية في مجال محاربة الإرهاب.

كما يثمن الجميع التعاون المتميز والمثمر بين المصالح المغربية ونظيرتها الفرنسية والذي كثيرا ما أشادت به الصحافة الغربية، فدور المغرب في مجال محاربة الإرهاب وصيانة الاستقرار الإقليمي يحظى بالإعجاب من قبل المنتظم الدولي مما يعكس الاستثناء المغربي.

على مستوي التعاون الإقليمي يضطلع المغرب بدور محوري في مجال التعاون جنوب ــ جنوب، مما سيكون له اثر ايجابي على جهود محاربة الإرهاب وكذلك استفادة الشركاء الأفارقة خاصة دول الصحراء الكبرى والساحل الإفريقي من التجربة المغربية الرائدة.

وفي إطار التعاون الثنائي أرى أن التعاون المغربي الموريتاني في هذا المجال سيشكل نجاحا كبيرا للمحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة, نظرا للتجربة الموريتانية الناجحة و كذلك التقاطع الكبير بين المقاربة الأمنية في البلدين في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.

المرابع ميديا: الدكتور مصطفى أفاتي  في نهاية هذه المقابلة ، يمكن أن نخرج بملاحظة وهي:

أن المملكة المغربية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وضعت استراتيجية استشرافية واكبت بواكير ظهور التطرف وتصدت له بعد أن تبلور في الدول القريبة.

تمت هذه الاستراتيجية عبر محورين: محوراجتماعي وفكري قام على تحصين الجبهة الداخلية ضد كل عوامل التطرف والجريمة..

ومحور أمني قام على التحيين المستمر للمعلومات الاستخباراتية وتحديث وسائل الدفاع وتعزيز القدرات العسكرية، مما مكن من إبعاد شبح الإرهاب والجريمة العابرة للحدود عن المغرب ، وهو ما كان له أبلغ الأثر في النهضة التنموية التي شهدتها المملكة خلال العقدين الماضيين.

وكالة المرابع ميديا : الدكتور المصطفي أفاتي شكرا لكم على تخصيصكم لوكالة المرابع ميديا للاعلام والاتصال جزء من وقتكم الثمين لاجراء هذه المقابلة الحصرية وشكرا علي الأجوبة الرصينة والمعززة بالمعطيات العلمية  ودمتم في خدمة العلم والمعرفة .

شاهد أيضاً

ولد اشروقة يدعو المواطنين على الحدود مع مالي إلى توخي الحذر

“مورينيوز” ـ نواكشوط ـ أكد وزير الطاقة والبترول الناطق الرسمي باسم الحكومة  الناني ولد أشروقة إن …