29 مارس 2024 , 10:21

“التعاون الثقافي”…. يعزز أواصر العلاقات الإنسانية بين…”المغرب وإسبانيا”

دور الثقافة في العلاقات المغربية الإسبانية

تعتبر الزيارة المرتقبة لملك إسبانيا للمغرب فرصة كبيرة لتعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين باعتبار المملكة شريكا أساسيا لإسبانيا وفق استراتيجية السياسة الخارجية للحكومة الإسبانية

يتقاسم البلدان مساحة جغرافية ذات أهمية اقتصادية واستراتيجية استثنائية (مضيق جبل طارق)، ويواجهان تحديات مشتركة تتعلق أساسا بالإشكالية الأمنية والهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى كون المغرب شريكا اقتصاديا وزبونا رئيسيا في المبادلات التجارية سنوات عدة؛ مما جعله الوجهة الثانية للصادرات الاسبانية خارج الاتحاد الأوروبي- بعد الولايات المتحدة الأمريكية- ناهيك عن كون المغرب يعتبر بوابة وممرا طبيعيا لإسبانيا نحو إفريقيا

وعلى الرغم من العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، فإن هذه الزيارة ستساهم لا محالة في إعطاء نفس جديد ودفعة قوية لهذه العلاقات من خلال تكثيف التبادل والتعاون المثمر في شتى المجالات

من جهة أخرى، لا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله على المستوى الاجتماعي والإنساني، باعتباره عاملا أساسيا للتعايش البناء؛ فعلى الرغم من القرب الجغرافي ووجود تراث ثقافي وتاريخي مشترك، خاصة في الأندلس، فإننا بحاجة إلى التغلب على حواجز عدم الفهم التي لا تزال قائمة وتعميق جذور المعرفة المتبادلة بين شعوب البلدين لتعزيز أسس الاحترام المتبادل بين الأفراد والمجتمعات

وفي هذا السياق، لا بد لجدول أعمال الزيارة أن يضع البعد والتعاون الثقافي ضمن أولوياته، بغية تنويع وتقوية أواصر العلاقات الإنسانية، التي من شأنها جعل العلاقات السياسية والاقتصادية أكثر صلابة

في الإطار نفسه، يمكن لمؤسسات مثل “مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط” أن تلعب دوراً رائدا في هذا المجال، باعتبارها مؤسسة دأبت منذ عشرين عاما، بمجلس مشترك بين البلدين، على تعميق الحوار الثقافي بين المغرب وإسبانيا عموما، والأندلس على وجه الخصوص

ومنذ إطلاقها في عام 1999، بفضل شراكة مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، أصبحت المؤسسة نقطة مرجعية للتفكير في القضايا الكبرى للبيئة المتوسطية، وأيضا للعمل الثقافي كأداة لمكافحة عدم الفهم ونتائجه الأكثر شيوعا كالعنصرية والتمييز. لذلك تقوم المؤسسة بتطوير برامج تستهدف المهاجرين المغاربة في الأندلس لمساعدتهم على الاندماج بشكل أفضل في المجتمع المضيف، وأيضاً لكي يتمكنوا من الحفاظ على ثقافتهم وعاداتهم

في الوقت نفسه، نحن ملتزمون بالمبادرات التي تستهدف الأندلسيين ككل، وخاصة فئة الشباب، حتى يتمكنوا من معرفة قيمة التنوع كمصدر للغنى الثقافي للمجتمعات من خلال برنامج شامل ومتنوع يتضمن السينما والموسيقى والمسرح والمعارض والزيارات الثقافية والأنشطة الرياضية والتدريب أيضاً

وتجدر الإشارة الى أنه قبل بضعة أشهر، وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر العالمي لدراسات الشرق الأوسط، WOCMES 2018، الذي نظمته مؤسسة “الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط” في إشبيلية، بحضور 3000 متخصص من 90 دولة، أشار الملك فيليب السادس إلى أن “مؤسسة الثقافات الثلاث”، التي أنشأتها المملكة المغربية والحكومة المحلية للأندلس، هي مثال بارز لما يمكن أن يحققه “المغاربة والإسبان عندما نوحد جهودنا لتغذية علاقتنا”. من هذا المنطلق يجب أن نستمر في العمل معًا في الاتجاه نفسه لجعل هذا الفضاء المشترك منطقة مشتركة للتعايش والتنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي والثقافي

مدير مؤسسة “الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط”

شاهد أيضاً

معالي الوزيرة صفية انتهاه تطلق توزيعات نقدية لصالح أسر متقاعدي وقدامي قوات الأمن “صور”

أشرفت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة و الأسرة، السيدة صفية بنت انتهاه، صباح اليوم الخميس في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *