“جبهة البولساريو الإنفصالية”تغطّي الاندحار الأوروبي بمواجهة المملكة المغربية في الاتحاد الإفريقي

مباشرة بعد نجاح الدبلوماسية المغربية في اجتياز امتحان الاتفاق الفلاحي مع الاتحاد الأوروبي، من المنتظر أن تفتح البوليساريو جبهة صراع جديدة، عقب مشاركتها في الاجتماع التحضيري للقمة الإفريقية الأوروبية، الذي عقد بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، يوم أمس، وتداول في مواضيع مختلفة مثل الأمن والهجرة والتنمية، وغيرها

الاجتماع التحضيري للنسخة الثانية من القمة التي ستعقد خلال سنة 2020، شهد حضور “وزير خارجية الجبهة” محمد سالم ولد السالك، ومحمد سيداتي “المستشار المكلف بأوروبا”، وأبا علي المكنّى “سفيرا لدى الاتحاد الإفريقي”، فيما حضره من الجانب الأوروبي وزراء خارجية مختلف البلدان، فضلا عن فريديريكا موغيريني، ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية

وخلقت مشاركة جبهة البوليساريو إلى جانب المغرب، في القمة الإفريقية الأوروبية الماضية بأبيدجان، موجة متابعة كبيرة من طرف الدبلوماسية المغربية، ما جعل الاتحاد الأوروبي يخرج مجددا للتعبير عن عدم اعترافه بالجبهة، وذلك على لسان المتحدثة باسم اللجنة الأوروبية داخل الاتحاد القاري، كاثرين ري

وفي هذا الصدد، قال رضا فلاح، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ابن زهر بأكادير، إن “مسـألة حضور جبهة البوليساريو في مثل هذه اللقاءات اعتيادية في البداية، لكن المغرب عليه التحرك من داخل آليات مؤسساتية لتجميد مشاركة البوليساريو باسم الاتحاد الإفريقي؛ إذ إن العديد من الدول الصديقة تجد حرجا لطرد هذا الكيان في اللقاءات الدولية بحكم أن المسألة داخلية وتخص الاتحاد الإفريقي أساسا”

وأضاف فلاح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغرب يتوقع منذ دخوله ردهات الاتحاد الإفريقي أن يقع في هذه المسألة، وهو ما يستوجب أن يتحرك وأصدقاؤه من أجل ضمان الشروط القانونية لطرد أو تجميد عضوية البوليساريو”، لافتا إلى أن “الحضور شكلي ولن تكون له تأثيرات ملموسة في مسار المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة”

وأوضح الأستاذ الجامعي أن “عدد الدول المناصرة للوحدة الترابية للمغرب داخل الاتحاد الإفريقي في ارتفاع متواصل”، مشددا على أن “حضور المغرب في اللقاءات الدولية بدوره يجعل الجبهة في وضع صعب لا تستطيع معه المناورة”، مضيفا أن “كل ما يحصل اليوم على المستوى الدولي، خصوصا بعد المصادقة على الاتفاق الفلاحي، مترابط، وستكون له تداعيات إيجابية عدة داخل الاتحاد الإفريقي”

وأكد فلاح أن “المغرب مطالب بمحاصرة البوليساريو محطة بمحطة خلال الاجتماعات الرسمية”، مشددا على أن “المسألة لا تضر بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية”

هسبريس نور الدين  إكجان