25 أبريل 2024 , 5:56

محامي رمزي بن الشيبة لا يستبعد تورط “الجزيرة” بكشف مكانه للاستخبارات الامريكية

رمزى ابن الشيبهأجرى موقع هسبريس المغربي حوارا مع المحامي الأمريكي لعضو تنظيم القاعدة رمزي بن الشيبة الذي وصف بمنسق هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

ومن أبرز نقاط الحوار مع المحامي الأمريكي:

احتمال قيام قناة الجزيرة بإبلاغ قطر عن مكان بن الشيبة ومن ثم إبلاغ المخابرات الأمريكية بالمكان.

بن الشيبة تم تعذيبه في المغرب، وتعرض لاكثر من ثلاث سنوات ونصف لتعذيب متواصل

هناك 17 دولة لها صلة بقضية تعذيب بن الشيبة.

رمزي بن الشيبة ما زال يتمتع بروح فكاهية ومرحة

وفيما يلي النص الكامل للحوار:

حاوره: طارق بنهدا (صور منير امحيمدات)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المحامي الرئيسي للمعتقل اليمني رمزي بن الشَّيْبة، أخطر رجل في العالم على أمن أمريكا والذي يواجه حكمًا بالإعدام كـ”منسق عام” لتفجيرات 11 شتنبر 2001، عن بعض أسرار معتقل غوانتنامو الأمريكي المتواجد بالخليج الكوبي، وتعرُّض العديد من المعتقلين من مختلف الجنسيات لحالات من التعذيب والتجاوزات، أهمها تواجدهم لأزيد من 10 سنوات في أسوأ معتقل ذكرا وتاريخا، من دون محاكمة.

ويوضح المحامي الأمريكي الخبير في قضايا الإعدام والمحاكمات العسكري، الذي حلّ وفريقَه ضيفا على هسبريس، أن الداعي من تواجده بالمغرب يعود لطلب لقاء عدة شخصيات، فضّل عدم الكشف عن هوياتها، حفاظا على أمنها كما يقول، وهي شخصيات لها علاقة برمزي بن الشيبة، الذي كان يتزعم خلية “هامبورغ” التي خططت لتفجير بُرجي التجارة العالمي عبر طائرات، قبل وقوعها؛ مشيرا في الوقت نفسه إلى أن غوانتنامو يخضع لقوانين خاصة ليس لها سابق في التاريخ ولا تحتكم للدستور الأمريكي، لأنه يقع خارج أراضيها.

 

 

 

فيما يلي نص الحوار كما أجرته هسبريس مع فريق الدفاع عن رمزي بن الشَّيْبة.

 

هل من ورقة تعريفية؟

جيم هارينتون، المحامي الرئيسي في قضية رمزي بن الشيبة، ويعود السبب الأساسي في اختيارهم لي للمهمة، إضافة إلى 5 محامين عسكريين آخرين، لأنها أولا قضية إعدام، وأنا لدي خبرة في هذه الملفات.

معي أيضا ألبرت كروز، وهو محقق في القضية، إضافة إلى وليد جناني مترجم وله خبرة في قضايا الشرق الأوسط ومستشار ثقافي لدينا.

 

لماذا أنتم في المغرب؟ خصوصا أن الملف لا ارتباط له بالبلد؟

نحن هنا بالمغرب من أجل التواصل واللقاء مع أناس لديهم معلومات تاريخية عن القضية، بصفتهم كانوا يعرفون رمزي بن الشيبة قبل أحداث 11 شتنبر 2001.

 

هل هي جهات رسمية أم هيئات غير حكومية أم شخصيات بعينها؟

هم فقط شخصيات عادية.

 

هل من الممكن أن نعرف أسماءهم؟

ليس الآن، وذلك لأجل حمايتهم، وأشدد على أنهم عاديون ولا علاقة لهم بالأحداث.

قيل بأن بن شيبة بعد اعتقاله في كراتشي بباكستان عام 2002، نقل إلى المغرب مسجونا لفترة بشكل سري، ثم إلى غوانتانامو، هل هذا أحد أسباب تواجدكم بالمغرب أيضا؟

صراحة، ليس لنا تعليق على الأمر، لأن ما ذكرتَه معلومات مصنفة، ولدينا تعليمات بألا نتكلم فيها.

 

طيّب، أين وصلت قضية رمزي بن الشيبة المتهم بتنسيقه لعمليات11 شتنبر 2001؟

لغاية الآن لا زلنا نناقش بعض الالتماسات الخاصة بقانونية الإجراءات مع المحكمة العسكرية التي تبث في القضية، فبدلا من ان توجه الاتهامات لرمزي وباقي أعضاء المجموعة الأربعة، فهناك إجراءات توجيه الاتهامات.

هناك تحديات كثيرة نواجهها، أهمها أن اعتقال بن الشيبة ضد الدستور الأمريكي، ولهذا السبب نناقش عدة التماسات مع القاضي العسكري في المحكمة؛ فعلى سبيل المثال، قضية أين سجن رمزي بن شيبة بعد اعتقاله، وهو سؤالك السابق، الذي لا يناقش سوى مع القاضي العسكري.

 

كم عدد الالتماسات التي تم تقديمها؟

هناك أكثر من 200 التماس قُدّم للمحكمة، مختلف الأهمية، وهناك حوالي 20 آخر سيتم تقديمهم مستقبلا، حيث ممكن أن تكون من أكبر الالتماسات التي ستقدم في المرافعة.

 

مضى على اعتقال بن الشَّيْبة أزيد من 10 سنوات، لم يتم خلالها توجيه أي تهمة رسمية إليه، وهو الأمر الذي حدث السنة الماضية، كيف تقبلتم الأمر؟

هذه مشكلة معقدة جدا، لنفترض أن بن الشيبة سُجن طول هذه المدة على الأرض الأمريكية، فسيُخلى سبيله، لأنه لا يوجد أي نص في الدستور الأمريكي يقول بالإبقاء على شخص معتقلا طيلة 10 سنوات دون توجيه تهمة له.

هناك أمر في الدستور الأمريكي يسمح للمعتقل لمدة طويلة دون توجيه تهمة له أن يطلب “محاكمة سريعة”، لكن حالة رمزي بن الشيبة يعتبر من خلالها “عدوا مقاتلا”، وبحكم أنه مسجون في خليج غوانتانامو بكوبا فلا يطبق عليه القانون الأمريكي.

لم يسمع أحد في تاريخ المحاكمات بالولايات المتحدة بسجن شخص لمدة 10 سنوات دون محاكمته، ولا أتكلم هنا عن رمزي فقط بل عن كل المعتقلين المسلمين في غوانتنامو الذي يعيشون الحالة ذاتها.

 

لماذا الإبقاء على هؤلاء المعتقلين في معتقل غوانتنامو؟

من اجل استيعاب القضية، هناك فئات يتم تصنيفها داخل السجن؛ فهناك فئة السجناء ذوي “القيمة العالية”، وعددهم 20، ضمنهم رمزي بن الشيبة، وحسب علمي فستتم محاكمتهم عسكريّا قريبا.

وهناك 144 آخرون، يندرجون ضمن فئة سجناء القيمة الدنيا، وستوجه لهم أيضا التهم مستقبلا، وهذه التصنيفات هي مبينة وفقا لدرجة أهمية المعلومات التي يتوفر عليها الأمن القومي الأمريكي.

هناك 65 معتقلين كانوا ضمن فئة القيمة العالية، ولم توجه لهم أي تهمة، وسيتم إخلاء سبيلهم إلى بلدانهم قريبا، وإذا رفضت هذه البدان استقبالهم فهناك أخرى تتطوع لذلك، وكثير منهم يمنيون، وسمعت أنهذ هناك إجراءات لبناء مركز تأهيلي يستقبلهم في كل من اليمن والسعودية.

وهناك معتقلون آخرون، لا يعلم أحد عنهم شيئا ولم توجه لهم اي تهمة ولم يتم تسريحهم من السجن، إما لأسباب سياسية متعلقة بالأمن القومي الأمريكي حيث تخاف الجهات الأمنية الأمريكية من عودتهم إلى الجهاد بعد إطلاق سراحهم، أو متعلقة ببلدانهم الأصلية التي ترفض استقبالهم.

 

ماهي أهم التهم التي وجهت لرمزي، وما موقفكم منها؟

هناك 8 تُهَم موجهة لرمزي، من ضمنها تحطيم طائرات، التي ضربت بُرجي التجارة العالمي عام 2001، وقتل مدنيين وتدمير مبانٍ مدنية وكذا الإرهاب.

وفي كل قضية إدانة تحدث في أمريكا، لا بد من أمرين، الأول على الحكومة أن تثبت إدانتها لرمزي بن الشيبة والأربعة الآخرين المتهمين، بالضلوع في أحداث 11 شتنبر، وإذا حصلت الإدانة، فهناك حُكمين فقط: إما إصدار الحكم بالإعدام أو الحكم بالسجن مدى الحياة.

يجب على الحكومة أن تثبت ما عندها من أدلة مادية تثبت انخراط بن الشيبة في الجريمة، وكما تعلم فإن المدعي العام يقول بأن هناك أدلة في كون بن الشيبة دبر لتلك العمليات خارج الولايات المتحدة.

والحكومة تستند في ذلك إلى إفاداته لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI عند استجوابه عام 2006، ونحن نشدد على ألا يمكن استخدام أي إفادة تحت واقع التعذيب.

 

وهل يتوفرون فعلاً على أدلة مادية؟

سؤال جيد جدا، المحكمة تقول إن بن الشيبة يتوفر على أموال طائلة كان يرسلها إلى حسابات بنكية من ألمانيا إلى أمريكا، إضافة إلى وثائق يقولون إنها تفيد ضلوعه في التفجيرات.

من جهة أخرى، بن الشيبة تعرض للتعذيب خلال 3 سنوات ونصف قبل سجنه في غوانتنامو، وأعطى خلال تلك الفترة عدة إفادات وتصريحات، وأتساءل هل بإمكان المحكم العسكرية أن تدينه بالإعدام استنادا على تصريحات أخذت منه تحت طائلة التعذيب.

وماذا عن التصريحات/الاعترافات التي نقلتها قناة الجزيرة في برنامج “سري للغاية” عام 2002، عن رمزي بن الشيبة بشكل مباشر؟

إذا ما أعطى بن الشيبة أية إفادة خارج الولايات المتحدة الأمريكية فيمكن للمحكمة أن تستخدمها ضده في المحاكمة، لكن بغض النظر عن صحة تلك التصريحات، فلا يمكنني أن أثبت لك شيئا.

أمريكا ألقت القبض على بن الشيبة أشهرا بعد بث البرنامج، هل تتهمون “الجزيرة” بالضلوع في هذه العملية؟

هناك عدة جهات تفيد بأن قناة الجزيرة أعطت معلومات عن مكان تواجد وتحركات رمزي بن الشيبة للدولة القطرية، وأن الأخيرة بدورها سلمتها لوكالة الاستخبارات الأمريكية، فيما تشير جهات أخرى إلى القبض عليه ولم يتعرفوا على هويته، على أيه حال هناك روايات متضاربة ولا يمكن الحسم في أي واحد منها.

رمزي بن الشيبة هو منسق عمليات تفجيرات 11 شتنبر والرجل الثاني بعد خالد شيخ محمد ضمن خلية “هامبورغ”، ويواجه حكما بالإعدام، كيف ترون هذه الاتهامات؟

ليس من المناسب لي أن تحدث عما كان دوره حين كان في ألمانيا، لأنه الأمر من اختصاص المحكمة.

لكن إذا ما تم الحكم عليه بالإعدام، فهناك مرحلة الاستئناف التي ستقدم بواشنطن، ثم تقديم القضية أمام المحكمة العليا في حالة عدم تقديم اي مانع على الحكم.

المحكمة العسكرية المشرفة حاليا على محاكمة بن الشيبة ومن معه فريدة من نوعها في تاريخ المحاكمات العالمية، وستتخذ إجراءات وقوانين استثنائية وجديدة لا علم لنا بها، ما من شأنه أن يجرنا إلى سنوات من أجل اتخاذها.

وعموما، فأي قرار يعود لرمزي بن الشيبة وحده بعد صدور الحكم.

 

هل تعرض بن الشيبة فعلا للتعذيب كما هو مُشَاع؟

نعم لقد تعرض للتعذيب، وجدير بالذكر أن عدة جهات أعطت التعذيب عدة تعريفات، خصوصا بعد أحداث 11 شتنبر، وهي توصيفات تذهب إلى اعتبار التعذيب ضد الحقوق الانسانية ومعاهدة جنيف.

ونحن سنستخدم ملف التعذيب في حالة صدور الحكم بالإعدام، كما أن هناك حالات تعذيبه جرت أثناء اعتقاله في بلدان أخرى، لكن لا أستطيع الإدلاء بها الآن.

كما أنه من بين اشكال التعذيب التي تمارس عليه حاليا داخل “غوانتنامو” هو التأثير على نفسيته وأعصابه بإصدار أصوات مجهولة المصدر تمنعه من النوم بشكل طبيعي.

 

صدر هذا العام التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية، وتحدث عن انتهاكات حقوق الانسان من طرف الولايات المتحدة في غوانتنامو، ما قراءتكم لنتائج التقرير؟

يجب أن نتذكر هنا تلك المشاهد المأساوية فترة قصيرة بعد فتح سجن “غوانتنامو” في وجه سجناء العالم المسلمين، حيث ركوعهم وتقييدهم بسلاسل حول أيديهم وأقدامهم.. لكن تلك المشاهد تغيرت وبات السجن في شكل آخر بعد إجراء المكتب الفيديرالي للتحقيقات FBI لتحقيق في يناير 2007، حيث بات السجن مختلفا الآن عما كان عليه من قبل.

 

وماذا عن قضية تخلف أوباما عن وعده في إغلاق معتقل غوانتنامو، بعد مرور 3 سنوات على الموعد النهائي المحدد؟

الرئيس الأمريكي أوباما لم يتوقع أن تكون هناك معارضة سياسية ضد قرار إغلاق المعتقل أو تحويله إلى سجن شديد الحراسة بالأراضي الأمريكية، لدرجة أن الكونغرس الأمريكي شدد على عدم تخصيص أية ميزانية لها علاقة بإغلاق أو تحويل السجن إلى أمريكا ضمن الميزانية العامة للدولة.

وكان أوباما يتوقع خلال مدة سنة التي وعد فيها بإغلاق السجن بأن سيتم إخلاء سبيل كل المعتقلين.

 

ألم يكن الغرض من إغلاقه سياسيا؟

طبعا هناك أسباب سياسية، أوباما كان يعتقد بأن معظم الموجودين في “غوانتنامو” سيتم نقلهم إلى سجون أمريكية ويحاكموا في المحاكم الفدرالية، وهناك في الدستور الأمريكي ما ينص على حق السجناء في الظهور أمام المحاكم، وهو حق اغتصب من السجناء في “غوانتنامو”، لأنهم يتواجدون خارج الأراضي الأمريكية، أي في كوبا.

 

الدستور الأمريكي لا يطبق في “غوانتنامو”.

 

هل هناك دول أخرى تشمل زيارتكم؟

نعم، المغرب جزء من جولة نقوم بها، في إطار برنامج لأجل تجميع إفادات ومعلومات جديدة متعلقة بملف رمزي بن الشيبة ومن معه.

 

وما الخطوط العريضة لبرنامجكم؟

أجرينا بحوثا كثيرة أسفرت عن علاقة 17 بلدا بشكل مباشر وغير مباشر بقضية رمزي وخالد محد الشيخ ومن معهما، وهي بلدان سنكمل زيارتها في المستقبل القريب، إضافة إلى إجراءنا لبحث يرمي الحصول على خبراء في الشريعة والثقافة العربية والإسلامية للمساعدة ما أمكن في الملف.

 

هل لكم لقاءات مع بن الشيبة؟

نعم نلتقي به بشكل دوري

 

كيف هي حالته الشخصية؟

بغض النظر عن أحوال التي يعيشها داخل الزنزانة من خلال التشويش على نفسيته، فهو رجل ذكي جدا وله حضوره الفكري ويساعد في تحضير المرافعات، التي قدمنا منها العديد هذا العام.

يمتاز أيضا بطابعه الفكاهي، كما يتحدث الانجليزية بطلاقة ويكتب بها، حيث تعلمها طوال تواجده في “غوانتنامو”.

 

هل يستطلع ما يجري من أحداث دولية وعربية؟

نركز في حديثنا طبعا على قضيته، لكن الأخبار تصله عبر الجرائد التي يتوصل بها متأخرة عن تاريخ صدروها بـ3 أو 4 أسابيع.

كما يخصص للمعتقلين هناك ساعتان للترفيه لإجراء التمارين الرياضية أو متابعة الأخبار التي تكون مسجلة من يومين أو ثلاثة.

إضافة إلى ذلك، يتوصل بالجرائد العربية التي تتحدث عما يجري في العالم العربي في سوريا ومصر وغيرها، لكنه يتسلمها بعد أن يتم إجراء فحص عليها، وفي بعض الأحيان يتم تمزيق بعض المقالات قبل أن تصله الصحف.

 

سؤال أخيرا، من وجهة نظرك ووجهة نظر موكلكم، هل رمزي بن الشيبة هو فعلا المنسق الفعلي لتفجيرات 11 شتنبر 2001؟

سؤال صعب لا أستطيع الإجابة عليه حاليا، إلى حين انتهاء القضية.

 

رابط الحوار:

http://hespress.com/automobile/%D8%A…%AA/94080.html

شاهد أيضاً

نواشيبو: لجنة الوزراء تبدأ تقصي مشاكل المدينة، وتعاين بعض المرافق

 أعلنت اللجنة الوزارية التي شكّلها الرئيس محمد ولد الغزواني مساء أمس، وأمرها بالبقاء في مدينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *