دخولٌ اجتماعيّ عاصف ينتظرُ قادة الصف الأول لجبهة البوليساريو بعد عودتهم من العطلة السنوية التي قضوها في بلدان أوربا الشمالية، إذ مازالَ حبلُ الخلافات يتوسع وشبح الانهيار التَّام بات يقترب أكثر فأكثر؛ ما سيجعلُ الدخول الاجتماعي في الجبهة محملا بالكثير من المتاعب التي ستواجه القيادة الانفصالية، خاصة مع تزايد السخط الشعبي داخل المخيمات
“الكوليرا” ومستقبل الجزائر يضعان “البوليساريو” أمام امتحان “الموت”. ومن المنتظرِ أن تواجهَ ميليشيات إبراهيم غالي السخط العارم الذي بات محتدماً داخل مخيمات الجبهة، مع انتشار فضائح التعليم والصحة خلال فصل الصيف المنصرم، بعدما تمت سرقة أجهزة مخصصة للتمريض والكشف الطبي من إحدى المؤسسات الاستشفائية المهترئة داخل التنظيم؛ ما دفع سكان المخيمات إلى الاحتجاج على الوضع المتدهور أمام صمتِ المسؤولين الانفصاليين
ونقلت وسائل إعلام مقربة من الجبهة أن “الجمود السياسي الذي تعيشُ على وقعه المخيمات يساهمُ في تأزيم الوضع أمام ضعف الأداء الحكومي”، موردة أن “الرعاية الاجتماعية للفئات الضعيفة تبقى منعدمة داخل المخيمات وبعيدة عن أنظار الرئيس والحكومة نفسها”، متوقفة عند “مرض الكوليرا الذي بات يقض مضجع سكان المخيمات في ظل غياب التوعية الصحية وانتشار الأوبئة”
وأورد المحلل السياسي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “هناك ثلاث مخاطر محدقة بالجبهة؛ أولاً الكوليرا، فالمخيمات هشة، وهي جزء من الأراضي الجزائرية، وقد تكون حملت إليها من طرف المشاركين في مخيمات الجزائر الصيفية، ومنها لقاءات بومرداس”
أما الخطر الثاني الذي يهدد الجبهة حسب الأستاذ الجامعي فيتعلق بـ”المستقبل الاجتماعي لبقاء المخيمات، الذي بات مرتبطا بأمرين غامضين لا يستطيع إبراهيم غالي تقديم أي أجوبة عنهما”، وزاد موضحا: “تتعلق المسألة الأولى بمستقبل الرئاسة في الجزائر، فانقلاب القايد صالح على سعيد بوتفليقة، الحاكم من وراء أخيه عبد العزيز بوتفليقة، لن يجعل مصير البوليساريو مشابها في حالة قدرة السعيد بوتفليقة والجنرال بن علي بن علي على تصفية القايد صالح”
وأشار السليمي إلى أن الخطر الثالث يتمثل في الوضع الاجتماعي لساكنة المخيمات؛ “الذي أصبح مرتبطاً بدرجة استمرار السلطات الموريتانية في السماح بتوطين المزيد من الصحراويين فوق أراضيها”، وقال إن “السلطات الجزائرية ترمي بالعديد من الصحراويين نحو الشمال الشرقي والشمال الموريتاني”، مضيفا أن “هؤلاء يصوتون في الانتخابات الموريتانية والجزائرية معا، وهو ما يؤجل مسألة طردهم من طرف الرئاسة الموريتانية” على حد تعبيره
هسبريس : عبد السلام الشامخ