كولر يزور الصحراء…النموذج التنموي للمغرب يُحاصر جبهة البوليساريو الإنفصالية

في خطوة جديدة، أعلنت الأمم المتحدة، رسمياً، زيارة يقوم بها المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، إلى المنطقة انطلاقا من السبت، وتشمل الجزائر، وموريتانيا، ومخيمات تندوف، ثم المحطة الأخيرة المغرب

المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق كشف في الندوة الصحافية اليومية بمقر المنظمة الأممية بنيويورك عن برنامج الزيارة الذي يستغرق عشرة أيام، وضمنه زيارة ثلاث مدن بالصحراء المغربية، وهي العيون ثم السمارة والداخلة، بعد محطة العاصمة الرباط يوم 28 يونيو المقبل

وكانت مصادر أممية أكدت لهسبريس أن المبعوث سيقوم بالموازاة مع المحادثات الدبلوماسية أحادية الجانب بجولة تفقدية في مواقع البعثة الأممية الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار (المينورسو)؛ للاطلاع عن كثب على حقيقة الإشكالات التي تُواجه عملها بالمنطقة

وتعد زيارة المسؤول الأممي هذه الثانية من نوعها إلى المنطقة، بعد زيارة “جس النبض” في أكتوبر الماضي، وتأتي بعد قرار مجلس الأمن الأخير الذي جدد ولاية بعثة “المينورسو” لمدة ستة أشهر فقط عوض سنة كما هو معتاد؛ كما دعا المغرب وجبهة البوليساريو إلى الانخراط في مفاوضات لإيجاد “حل سياسي واقعي وعملي ودائم لنزاع”، مؤكدا أيضاً على ضرورة أن تتحمل الجزائر مسؤوليتها في عملية التفاوض بين أطراف النزاع

ويرى مراقبون أن الزيارة الميدانية للرئيس الألماني السابق كولر تهدف إلى حث جميع الأطراف على الدخول في جولة خامسة من المفاوضات المباشرة قبيل انتهاء الولاية الانتدابية الحالية لـ”المينورسو” يوم 31 أكتوبر، إذ سيكون المبعوث الأممي مطالبا برفع تقرير مفصل لأعضاء مجلس الأمن الدولي حول مجهوداته ومساعيه لتقريب وجهات النظر، وكذا مدى التزام الأطراف المعنية ببنود القرار الأممي الأخير 2414

واستبقت جبهة البوليساريو الانفصالية زيارة الموفد الأممي إلى الصحراء، مؤكدة في تصريح صحافي أنها مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب من أجل حل النزاع القائم. جاء ذلك على لسان محمد سالم ولد السالك، “وزير الشؤون الخارجية” ضمن التنظيم الانفصالي

عبد الفتاح بلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية، يرى أن الأمم المتحدة اليوم أمام مسؤولية إعادة الدفع بالمسلسل السياسي، معتبرا أن منهجيتها الجديدة تأتي لقراءة الوقائع انطلاقا من الميدان، وهو ما يفسر زيارة كولر إلى ثلاث مدن بالصحراء

وحول الجولة التفقدية لمواقع البعثة الأممية الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار بالصحراء، أورد بلعمشي أن الأزمة الأخيرة في المنطقة العازلة “كشفت عدم وجود إمكانيات وافرة لدى البعثة الأممية قصد تغطية جميع المناطق، وهو ما يريد كولر الوقوف عليه عن كثب”

ويُورد الخبير في قضايا الصحراء أن زيارة كولر إلى المدن الصحراوية الثلاث “يمكن أن تشكل نقطة إيجابية لصالح المغرب، بعد وقوفه عن قرب على التنمية التي طالت هذه الأقاليم الصحراوية، في وقت يوجد باقي الصحراويين بلا عمل داخل المخيمات ينتظرون الإعانات الدولية، التي يتم التلاعب فيها من طرف قيادات الجبهة”

هسبريس : عبد الرحيم العسري