16 أبريل 2024 , 6:14

كوكاس يقتفي أثر البوليساريو من حلم التحرر إلى “أوهام الانفصال”

يقول الروائي الليبي إبراهيم الكوني في روايته “نزيف الحجر”: “في الصحراء يموت المرء بأحد النقيضين، العطش أو السيل”، بين هذين الحدين يختزل الكاتب والصحافي عبد العزيز كوكاس مسيرة جبهة بوليساريو.. “من مرحلة تعطش شباب مغربي حالم بالحرية والثورة إلى لحظة تعقد المصالح والمطامح الذي صاحب عملية استرجاع المغرب للصحراء وما تولد عن توسيع رقعة نزاع بين إدارة مستعمرة ودولة نجحت في قيادة تحرير أجزاء كبرى من امتدادها الجغرافي في الصحراء على مراحل وفق قواعد حرب نظيفة في مؤسسات دولية مختصة بحل النزاعات وفي المحافل الدبلوماسية وعبر حوار مباشر مع الأطراف المعنية ومن خلال إبداع مسيرة سلمية فرضت موازين قوى جديدة في المنطقة، حتى احتضان الحركة الشبيبية من طرف ليبيا والجزائر وإسبانيا في زمن الحرب الباردة التي قُدر للمنطقة أن تحترق بنيرانها.. فحولت بنادقها من صدر العدو المحتل إلى جسد الوطن المحرر”.

الكتاب الجديد، الموسوم بعنوان: “جبهة بوليساريو.. من حلم التحرر إلى أوهام الانفصال”، يعكس رؤية مغايرة للصراع بجنوب الصحراء، يقول الزميل كوكاس في مفتتح كتابه الذي يقع في 162 من الحجم المتوسط: “حاولت أن أقدم في هذا الكتاب ما كنت قد اشتغلت عليه في مسار تطور حركة بوليساريو خارج القراءات الرائجة، المسكونة بعنف لغوي يخفي تحت طبقاته الكثير من الحقائق

وها أنا أطرح هنا حصيلة جزء من مسار حركة كان كافيا طول الزمن أن يلبس نشأتها الكثير من طبقات الكذب وتصبح لغة التوصيف من هذا الطرف أو ذاك، لغة عنيفة لها مخالب وأنياب، ذلك أن الحقيقة هي أول ضحية في لحظة الصراع، والصدق هو الشهيد الأكبر في ساحة تاريخ أُدخل مختبرات العديد من الدول لها مصلحة في استدامة الأزمة”

وخلال بحثه في موضوع المسار الذي عبرته جبهة بوليساريو، يكتشف الكاتب الصحافي أن في قضية الصحراء بالذات يُعتبر “المغرب ضحية النظر إليه من بعيد، ما يصاغ عن الوحدة الترابية للمملكة، هو وجهة نظر الأجانب وتصوراتهم عن واقع لا يقيمون فيه، ولا يسكنون لغته ورموزه وإشاراته، أنتجوا “مغربا” صنعوه، وأضحينا نستشهد باللغة التي فُهم بها المغرب الذي نسكنه ويسكننا..

إما مغرب سياحي بارد أشبه بصور البطائق البريدية منمق مثل الصفحات الإشهارية، وإما مغرب بعيد قادم من بدائية ضاربة في التاريخ، منشطر على ذاته، متناقض مع مكوناته” بالرغم من أن المقيم الفرنسي الجنرال ليوطي حين دخل المغرب كتب استثناء: “لقد وجدنا هنا شعبا.. وجدنا هنا دولة”

الكاتب عبد العزيز كوكاس يحاول، من خلال كتابه الجديد “جبهة بوليساريو.. من حلم التحرر إلى أوهام الانفصال”، بجرأة وبمقاربة نقدية، الإجابة عن أسئلة تعتبر جزءا أساسيا من صراع عمر طويلا؛ ضمنها: “كيف تحولت بوليساريو من حركة تحررية بأطر مغربية جلها درست في الجامعات المغربية وانحدر العديد منها من جنود “جيش التحرير”، إلى حركة انفصالية في لحظة دقيقة من تحرير المغرب للصحراء؟

من هي الأطراف الحقيقية في أزمة الصحراء الغربية؟ “بوليساريو الداخل” هل هو حقيقة أم مجرد صناعة إعلامية؟ ما العلاقة بين “بوليساريو الداخل” وبوليساريو الخارج؟ كيف يؤدي المغرب فاتورة كسل القانون الدولي في تحديد مفاهيم الوحدة وتقرير المصير؟

 

شاهد أيضاً

رئيس الوزراء البلجيكي يجدد الدعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية

جدد رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، موقف بلاده المعبر عنه سنة 2022، الذي تدعم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *