افتتاحية المرابع ميديا : معركة الباعة والأمن من يحسم الموقف ؟

ليست المرة الاولى التى تخرج فيها قوات أمننا الباسلة؛ لتصفي حساب المجموعة الحضرية مع الباعة الصغار؛ ممن دفعهم نكد العيش وصعوبة الحال والاستغناء عن السؤال؛ إلى  الاحتماء بجدران الاسواق وأمام بواباتها؛ عارضين ما تسيير مما يستهوي  الزبناء  الفقراء.

 لكن كثرا ما تخمد نيران تلك المعارك اليومية أحيانا والأسبوعية أحايين أخرى والموسمية في المطلق دون تسجيل خسائر كبيرة ؛يعود بعدها أصحاب الشأن إلى اماكنهم بسلام بعد التفاهم على دفع مسبق تتم المساومة عليه بعيدا عن الأضواء.
اليوم يبدو المشهد مغايرا ؛المجموعة الحضرية عازمة على الحسم النهائي والسلطة تبطش وتنكل بالمخالفين؛ والباعة يشنون غارات معاركهم بأساليب الكر والفر.
فإلى أين يتجه سير المعارك ؟

وما سر هذا الإجراء  الآن قبيل انتخابات حاسمة ؟وهل العملية برمتها تكتيك للبحث عن ذرائع لرسوم وضرائب جديدة تثقل كاهل هؤلاء وتعمر الخزينة المتخمة كما يقول اهل الشأن بالمال الوفير؟ أم العملية إجراء ظرفي سيعود بعده كل شيئ إلى اصله….. ؟
كل شيئ محتمل في بلاد العجائب هذه لكن على المجموعة الحضرية والسلطات الأمنية أن تعلم جيدا أن التنكيل والقهر والذل والاستخفاف والتسلط والعبث بأموال البسطاء والتحكم في معيشتهم هو داء أشد وطأة من البلاء وأ كثر هولا من الحريق وأعظم تخريبا من السيل وأذل للنفوس من السؤال .