الرسول ﷺ أوصى بالوحدة وعدم التكفير في خطبة الوداع “شاهد الفيديو”

قال الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد إن الحرية والمسؤولية قيم إنسانية، فليس معنى الحرية أن تعمل برأيك، وتثقل على الناس، حيث جعل النبي ﷺ الحج بلا تشدد، فيجب أن نفهم الدين فهما صحيحًا لا مغالاة فيه.

وأضاف خالد، في الحلقة الثامنة من برنامجه “حجة الوداع”، أن من أهم وصايا الرسول ﷺ في خطبة الوداع “أيها الناس.. لا يجني الجاني إلا على نفسه.. ألا لا يجني الوالد على ولده.. ولا ولد على والده”.

وأوضح أن النبي الكريم رسخ لأهم القواعد التي يجب أن تسير عليها الإنسانية وقيمها، ألا وهي “الحرية والمسؤولية”؛ فكل فرد مسؤول عن أفعاله، ولن يحاسب أحد عن تصرفات الآخر.

وأشار الداعية الإسلامي إلى المبدأ الأخير في خطبة الوداع، إذ خاطب النبي الحجاج قائلاً: “أيها الناس.. لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض.. فإني تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا.. كتاب الله وسنتي” فليس معنى “كفارًا” أن يكفروا بالله، أي كفر اعتقاد، لكن كفر النعمة، وعدم شكر الله عليها.

وشدد خالد على أن رسول الله ختم خطبته الشهيرة الخالدة، بمبادئ هي ميثاق راسخ للإنسانية، وهي إعلان حقوق الإنسان، وثيقة عامة للإنسانية، الوحدة وعدم الصراع وعدم تكفير الناس.

وأوضح أن حجة النبي ﷺ كانت حجة بلا تشدد ولا مغالاة، فالدين يسر ولن يأخذ التدين بالمظاهر والتشدد، لافتًا إلى أن النبي الحبيب كان يعذر الناس، ومن كان يسأله في مسألة كان رده دومًا: “افعل ولا حرج”.

وأشار خالد إلى أن السيدة فاطمة الزهراء، بعد أن تحللت من الإحرام بالعمرة، دخل عليها زوجها علي بن أبي طالب، فرآها متكحلة وترتدي ملابس ملونة، فاستنكر عليها فقالت: “أمرني أبي بذلك”، فذهب إلى النبي ليسأله فقال الحبيب: “صدقت!”.

وتابع الداعية الإسلامي: “النبي ﷺ هون على أمته، وألغى الصدام بين الدين والحياة؛ فلا تعصب ولا تشدد في الدين أبدًا، فمن مظاهر التيسير على الحجاج أن النبي يسر على المسلمين بعد المبيت في المزدلفة حتى لا يشق عليهم، فالدين بعيد جدًا عن المتشددين المعقدين”.

وأردف خالد قائلاً إنه “ﷺ هو من سن الفطر على الموجودين بيوم عرفات حتى لا يتعسر أمر العبادة عليهم، وسنه لمن لا يشهد هذا اليوم العظيم فإنه يكفر عامًا مضى وعامًا مقبل”.

وأكد الداعية أنه ليس أحد أحب إليه العذر من الله، فسبحانه أباح الأعذار، واستغاض عنها رسول الله قائلاً: “هلك المتشددون، فهو لن ينفر أحدًا من الدين”، فما غضب النبي من شيء كما غضب من المتشددين