20 أبريل 2024 , 7:31

انضمام المغرب إلى “إيكواس”…تخوف أوروبي ولوبيات جزائرية

مع اقتراب المصادقة النهائية على طلب المغرب المتعلق بالانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا المعروفة اختصارا بالـ”إيكواس”، تتواصل الأصوات المعادية لهذه الخطوة التي بادرت إليها المملكة؛ وهي الأصوات التي يصفها الموساوي العجلاوي، أستاذ العلاقات الدولية، بغير المؤثرة على مضي الرباط قدما في مسلسل العودة التدريجية إلى أحضان إفريقيا.

واعتبر الباحث في معهد الدراسات الإفريقية بالرباط، في تصريح خصّ به هسبريس، أن “الأصوات الرافضة لخطوة المغرب، خصوصا في نيجيريا والطوغو وسيراليون، هي أصوات إما مدفوعة من لوبيات جزائرية، وهي ليست مجانية بتاتا، وإما أنها أصوات تتخوف من هيمنة المغرب الاقتصادية على هذه الدول”.

وفي الوقت الذي وافقت فيه القمة الأخيرة لرؤساء دول وحكومات مجموعة “إيكواس” على طلب المغرب من الناحية المبدئية، أبرز العجلاوي أن هناك إجراءات تتطلب وقتا لاستكمال العضوية، مضيفا أنه “من المرجح أن تتم الموافقة على طلب المغرب نهائيا في القمة المقبلة المزمع انعقادها في دجنبر المقبل، ومن الممكن أن تكون هناك مرحلة لطمأنة بعض الأصوات التي تخاف من الحضور القوي للمغرب في المنطقة، على اعتبار أنه المستثمر الأول في منطقة غرب إفريقيا، إذ سبق أن أزاح فرنسا من كوت ديفوار على هذا المستوى”.

طلب المغرب للانضمام إلى هذا التكتل الاقتصادي هو طرح سياسي، حسب العجلاوي، الذي اعتبر أن المغرب بحاجة إلى متنفس إقليمي، موردا أن أقرب تكتل بالنسبة إليه هو المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.

وأبرز المتحدث نفسه أن النقاش الحالي حول انضمام المغرب ودعوة موريتانيا إلى الخطوة نفسها ولّد تخوفات لدى فرنسا وإسبانيا من أن يصبح المغرب قاعدة لمهاجري دول غرب إفريقيا؛ و”هو ما يفسر شد الحبل الأخير بين الرباط ومدريد، في سياق تسريب الفيديو الخاص بجزيرة ليلى وما تلاه من توتّرات”، يقول العجلاوي.

وفي السياق ذاته، سجّل أستاذ العلاقات الدولية أن أوضاع مهاجري دول غرب القارة الإفريقية من أهم أسباب الأوضاع المضطربة في ليبيا بخصوص الهجرة غير الشرعية، بحيث يعطي القانون المؤسس للتكتل الاقتصادي الحق لمواطني هذه الدول بالانتقال الحر بين دول المجموعة.

ونبّه العجلاوي من هذه النقطة، متسائلا عن إمكانية تدبير المغرب لوضعية 50 أو 100 ألف مهاجر جديد من هذه الدول في حالة توافدهم على المغرب، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة حفاظ المغرب على تحكمه في هؤلاء المهاجرين، تماشيا مع سياسته الجديدة في الهجرة، مبرزا في الوقت ذاته أن فرنسا وإسبانيا متوجستان من تحول المملكة إلى جسر عبور بالنسبة إلى مهاجري هذه الدول إلى سبتة ومليلية المحتلتين.

“هناك تخوف آخر من انضمام المغرب إلى هذه المجموعة، بحيث سيخلق هذا الأمر مجالا جيو سياسيا جديدا اسمه شمال غرب إفريقيا، سيربط بين البحر الأبيض المتوسط وبين خليج غينيا. وهذا الأمر يشكل هاجسا بالنسبة إلى بعض الدول الأوروبية، التي تتخوف من أن يصبح هذا المجال قويا”، يردف المتحدث ذاته.

وشدد أستاذ العلاقات الدولية في مقابل ذلك على أن المغرب “مطالب بالسعي إلى طمأنة هذه الأطراف، وأن يعتبر أن الأصوات المعادية لحضوره في منطقة غرب إفريقيا هي أصوات نشاز”.

وبالنسبة إلى التخوفات الاقتصادية، أبرز الباحث في معهد الدراسات الإفريقية بالرباط أن الاقتصاد الوحيد الذي من شأنه أن ينافس الاقتصاد المغربي هو الاقتصاد النيجيري؛ إلا أن نيجيريا عوض أن تكون قاطرة، باعتبارها القوة الاقتصادية الأولى بهذه المنطقة من حيث الرأسمال وعدد السكان وغيرها، أصبحت تشكل إشكالا بالنسبة إلى دول “إكواس”.

وأرجع العجلاوي تلك الوضعية التي تعيشها نيجيريا إلى “عدم الاستقرار داخلها، والجدل الذي تسببه جماعة بوكو حرام المتطرفة، إضافة إلى نشاط القرصنة في خليج غينيا”، موردا في المقابل أن إضعاف المغرب لمكانة نيجيريا في المنطقة من عدمه يبقى سؤالا ملحّا

شاهد أيضاً

المملكة المغربية الشقيقة كانت وبفضل القيادة المستنيرة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أول بلد يقوم بنقل مساعدات إنسانية عبر طريق بري إلي سكان غزة

المملكة المغربية الشقيقة كانت وبفضل القيادة المستنيرة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *