28 مارس 2024 , 20:51

شعبنا قدم أغلى الدروس، والرئيس أعطى أحسن المثل؟

يتغير العالم من حولنا بوتيرة مذهلة ، فقد مزق العراك بين المتصارعين اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ، التي كانت اتفاقا وتفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة ، بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا، بعد تهاوي الدولة العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى .

ويتم منذ انتهاء عصر النفط ، وبروز عصر حروب الغاز ومشتقاته، والإرهاب وشبكاته، محاولة رسم خرائط جديدة محورها المنطقة العربية من مضيق المندب باليمن، مرورا بشط العرب بالعراق، ومركز الصراع بسوريا(“رؤية البحار الخمسة” لبناء الطرق والموانئ، وخطوط الأنابيب) ، ومثلث صراع الهويات في الشرق الوسط ( غزة، ولبنان، وسيناء)، وانتهاء بشواطئ كل من البحر الأبيض المتوسط ، و المحيط الأطلسي، و ما تواجهه من تحديات دول الساحل والصحراء.

ويبدو أن هذا الصراع المتوحش، لا تؤخذ فيه المشورة مع شعوب وأنظمة – أطراف ومراكز الصراع- كما أ ن وقف إطلاق النار، وحدود ومألات الصراعات المشتعلة، يحاول الأجنبي أن يقررها وحده ، بأصول ثرواتها ،ومتغيراتها على الأرض، وبهجراتها البشرية، وبهلالها الشيعي، وبأجندتها وتحالفاتها المتغيرة.

**

إلا أن الانجراف الحاصل في لعبة التدمير لأكثر من بلد عربي وإسلامي ، أظهر الفشل الذريع لتجارب نظرية التشبيك بين الحركات التكفيرية مع الأنظمة المشاطئة لهذه البحار من جهة ، وبين من جهة أخرى أن من يزرع ثقافة الكراهية والعنف ضد إخوته وجيرانه العرب، وأهل ملته من أهل السنة، لن يحصد الرفاهية ولن ينعم لوحده بالاستقرار، فقد ارتد ت سياسات بناء الكانتونات المسلحة إلي من سهل لها الدعاية، ومدها بالسلاح، وجيش لها قنوات التمويل والتحريض، اكتوى بذلك اللاعبون الكبار واللاعبون الصغار، على حد سواء.، فزلزلهم نحس ولظى الإرهاب ، وحاصرهم فكره المأزوم.

**

وفي قارتنا الإفريقية الفتية، مركز الثروات والهجرات البشرية ، حيث تتجاور الأسواق الجديدة ، وشبكات تهريب العمالة الرخيصة إلي القارة العجوز، وتتنافس بشكل محموم القوى الجديدة الجاذبة للنمو والاستثمار في الصين ودول نمور أسيا ، لا يزال الحفاظ على الأمن والاستقرار أولوية الأولويات، لكون أغلب القيادات السياسية الإفريقية التي تجاورنا،أو التي تعارض تجربيتنا الموريتانية ، رتعت في عهود متتالية من عبادة الفرد والسير إلى الخلف، والصراعات المتخلفة التي أوجدت نخبا وأحزابا ودولا فاشلة، لا تملك شجاعة ، ولا تجمعها رؤية تنمية مستدامة.

**

وهذا الوضع إذا نظرنا إليه بتمعن نجد جوارنا ، وأصدقاءنا، يأملون من قيادتنا، وحكمة شعبنا، أن تتحمل بلادنا مسؤولياتها التاريخية اتجاهه، وقد برهن الرئيس محمد ولد عبد العزيز، منذ وصوله إلى دفة الحكم على أن موريتانيا أهلا لأن تكون نموذجا في دعم إخوتها ، وتحمل مسؤولياتها ، بشجاعة لا رعونة فيها.

**

وتجسيدا لذلك ، وقبل الربيع العربي القاني بدماء الأبرياء ، وقبل إنشاء عاصفة الحزم ، والقوة الإفريقية المشتركة اليوم ، بين فخامة الرئيس برؤية ثاقبة كيف قرأ شعبنا جيدا الدروس، وكيف جنب بسيره الى الأمام و بأمان بلدنا كل النحوس.، وكيف قدمت موريتانيا المتصالحة مع ذاتها ومحيطها ، للعرب وللأفارقة مجتمعين أغلى الدروس.، وأصبح قائدها الرمز، برؤاه ومبادراته الشجاعة ، أحسن المثل.

**

موريتانيا آوت اللاجئين الماليين ، وحاربت الإرهابيين وحدها ، وهزمتهم بقدرات وأفكار أبنائها ، قاومت سياسة الخنوع للوسطاء، ودفع الفدية للمتطرفين، والتماهي مع خطاباتهم وتجنيدهم لفلذات أكبادنا .

قبلت احتضان القمة العربية ، قادت جهود الصلح بين الأشقاء في الشمال المالي وفي غامبيا والسرليون وليبيا ، وقواتنا تعمل على خطوط التماس، باقتدار ومصداقية في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، ودعمت بلادنا بحزم مبادرة أمير الكويت لوقف الحرب بين الأشقاء في اليمن ، وأعلنت دون تلعثم قطع علاقاتها مع إسرائيل ومع من يأوي قواعد الهدم والإرهاب، وستستقبل بلادنا لأول مرة القمة الإفريقية المقبلة، تأكيدا للزعامة العربية والإفريقية التي تطوق اليوم بعز أعناق كل الموريتانيين الأمجاد.

**

قلنا ذلك ليفهم أبناء جلدتنا، أن السنوات الصعبة التي مرت، والتي أثمرت لبلدنا نموذج استقرار فريد، في عالم عربي يمور مورا ، عالم عربي سيادة أراضيه ومصير شعوبه، يقرران الآن في جنيف ، أو الاستانة، أومؤتمر مجموعة دول العشرين20

**

رسمنا ذلك، نقطة على السطر، لنؤكد لبعض سياسيينا المعارضين المتخاذلين والمتكايدين في الداخل ، والمتصارعين علي مصالح شخصية وآنية زائلة ، أن موريتانيا اليوم، في مراكز صنع القرار في العالم، وفي التجمعات القارية والإقليمية ، هي البلد الإفريقي والعربي المستقر ، الأكثر حرية وأمنا، والذي أنجز المقاربات التنموية والأمنية الناجعة، في عشرية عاصفة ومدمرة، لا تزال ارتداداتها، وحدة صراعاتها ، تقلق أكثر المحللين في مجالات: الأمن، والسياسة، والاقتصاد، وعلم الاجتماع.

**

السير الآن إلى الأمام، برسم أحلام شعبنا ، وشجاعة وحكمة قائدنا، هو ديدن هذه المرحلة، وكل من يراهن على الفقعات أثبتت سنوات الصيف الحار ، والربيع الهائج، ومعارك الرمال المتحركة في الساحل والصحراء، أن رهاناته أسقطتها صناديق الاقتراع، و شجاعة قرارات قائد ملهم يملك الزمام ، يعمل بصمت وتؤدة ، وحين يسير إلى الأمام، لا يلتفت إلى الخلف.

**

موريتانيا التي ألهمت غيرها الدروس، يؤكد نهجها الديمقراطي الجمهوري بقيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، أن بلدنا سيعبر بسلام عصر حروب الإرهاب والغاز، والتحديات التي تواجه الأمن القومي ، وتجارالمواقف والصراعات الموهومة لنخب أكلها الصراع على الكراسي، والتنابز على موائد فتات الفساد.

و الوقت الآن هو لرص الصفوف، و التمسك الحازم بما يقرره من عبر بالسفينة مرارا وتكرارا ، إلي بر النجاة.

لدينا رئيس جمهورية يمسك زمام المبادرة بيده ، اجتاز بنا أهم الصعاب ، جعل من المصلحة العليا لوطنه وشعبه شعاره الأول والأخير.، ويثق شعبنا ،وجيراننا ، وغرماءنا ، والعالم من حولنا ،أنه: إذا قال فعل ، وإذا قاتل انتصر.، وشعبنا لم يدعه هذا الرئيس المنتخب لخيار تغيير أو استفتاء أو قتال ، إلا أراه، وسيريه منه ، ما حمده وأسر.

وراية الفتح ، منذ فتح مكة، لا تسلم إلا لمن جرب في وطيس المعارك، يحب الله ورسوله : إذا تكلم فعل ، وإذا غزا غزوة أو ركب صهوة، رآه الجميع بكل وقار، فتح البيت و انتصر.

محمد الشيخ ولد سيد محمد / أستاذ وكاتب صحفي

شاهد أيضاً

ما أصعب أن تُقاوم على جبهتين! / محمد الأمين الفاضل

منذ فترة ليست بالقصيرة، وأنا تترسخ لدي يوما بعد يوم قناعة مفادها أن هناك ضرورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *