29 مارس 2024 , 9:20

هل حقا المهندس يحي ولد حدمين”رجل قبلي”..!!؟

بعد النتائج السياسية الكبيرة، والنجاح الواضح لزيارة الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين الأخيرة لمناطق بولايات: لعصابه، والحوضين، تصاعدت بشكل ملحوظ الحملة الهستيرية ضد الرجل، بل وضد الحكومة، ورئيس الجمهورية، وفي البداية حاول هؤلاء إعطاء انطباع كاذب بأن زيارة الوزير الأول للشرق ستؤجج الصراعات القبلية، والجهوية، وستظهر معارضة الشعب للتعديلات الدستورية، وأنفقوا في هذه الدعاية المغرضة وقتا، وجهدا ليس باليسير، ومع أول محطة لولد حدمين، وكانت من “أفام لخذيرات” تبين لهؤلاء أن تلك الدعاية غير قابلة للصمود، فالصور الواردة من مهرجان أفام لخذيرات لا تسعفهم، ولا يمكن إطلاق وصف “العشرات” ولا المئات على من حضروا ذلك المهرجان، فالجموع البشرية كانت أكبر من قدرتهم على التزييف، والتحريف، .. انتظروا الطينطان، بما يحمله من ثقل سياسي، وتشابك قبلي، وتباين في الآراء، لكن محطة الوزير الأول في الطينطان كانت أكبر من أختها، فحينها أيقن هؤلاء استحالة، وعبثية الاستمرار في تقزيم هذه الجولة، فقرروا تفعيل السيناريو البديل، وانتقلوا من التقليل من أهمية الزيارة، وتقزيم حضورها، إلى الدعاية بأنها “تجمعات قبلية” وصبوا جام غضبهم على القبائل، ووصفوا ولد حدمين بأنه رجل قبلي

 وواصلوا محاولات التشويش، والمشاغبة من محطة “اعوينات ازبل”، باختلاق قصة مفبركة عن تعرض موكب الوزير الأول للرشق بالحجارة، وهي الكذبة التي نفاها عمدة لعوينات أمام الوزير الأول، والآلاف في مهرجان جيكني، وقد راهن هؤلاء على أن مهرجان جكني لن يكون حضوره بحجم افام لخذيرات، ولا الطينطان، واستبقوا المهرجان بحملات من الإشاعات عن مقاطعته، ورفض المنتخبين المشاركة فيه، لكن مساء الجمعة 27 مايو 2017 كان يوما فارقا في تاريخ الحياة السياسية في جكني، حيث زحفت جموع بالآلاف من مختلف بلديات مقاطعة جكني، بل ومن ولاية الحوض الشرقي عموما، وحتى من خارج الولاية، وكان لافتا أن الحضور كان كبيرا بكل المقاييس، وبمعايير السياسة كان حضورا وازنا، فجميع المشاركين في المهرجان تقريبا بلغوا سن التصويت، كما أن نحو 15 منتخبا محليا، ما بين برلماني، وعمدة حضروا المهرجان، وتعاقبوا على منصة الخطابة، وهو ما يعكس بحق تمثيل الساكنة، بناخبيها، ومنتخبيها

ومع أن الصور أبلغ من الكلام، فقد صدمت صور مهرجان جكني هؤلاء، وصدموا أكثر بالخطاب الذي ألقاه الوزير الأول أمام الآلاف هناك، حيث كان خطابا واعيا، كل كلمة فيه تحمل رسالة، وتعبر عن موقف، وترسم معالم المستقبل، لكن الملاحظة الأبرز كانت تركيز ولد حدمين على الدفاع عن النظام، وتوضيح إنجازات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وشرح مزايا التعديلات الدستورية المرتقبة، ودحض حجج رافضيها، ولم ينشغل الوزير الأول بفسيفساء التنافس السياسي في جكني، تاركا للمراقبين فرصة الحكم على موازين القوى هناك، فالرجل جاء للدفاع عن نظامه، ورئيسه بالدرجة الأولى

لماذا يصف البعض إذا الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين بأنه “رجل قبلي”..؟ … إذا كانوا يقصدون أنه يسخر مكانته السياسية، ومنصبه لصالح قبيلته، ومقربيه، فهذا مردود عليه، ولا يستحق النقاش، لأن ولد حدمين معروف بابتعاده عن التخندق القبلي حتى في ممارسته للسياسة، ويرفض دائما الدخول في أي نزاع، أو قضية ذات طابع قبلي بحت، ويعتبر أن الدولة للجميع، وفوق الجميع كذلك

وإذا كانوا يقصدون بوصف ولد حدمين بأنه قبلي، أن قبائل الشرق، وأطره، وفاعليه السياسيين استقبلوه، ونصروه، ولبوا دعوته، وفهموا الرسالة التي حملها إليهم من رئيس الجمهورية، فولد حدمين بهذا المعنى رجل قبلي بامتياز.. كما أن الرئيس ولد عبد العزيز قبلي كذلك، عندما يستقبل شيوخ القبائل، وأعيان المجتمع، ووجهاءه، البعض للأسف لا يفرق بين القبيلة، والقبلية، فالقبيلة تحمل معان نبيلة، مثل التكافل، والتعاون، وصلة الأرحام، والتعارف..الخ، كما جاء في محكم التنزيل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)صدق الله العظيم

وموريتانيا – مثل كل الدول العربية- يحكمها مجتمع قبلي بالمجمل، فما من موريتاني إلا وله نسب معلوم، والقبيلة ظلت دائما حضنا للمجتمع، وحصنا له، ومن يتهجمون على القبائل بهذه الطريقة عليهم أن يفهموا أن العيب فيهم، وليس في قبائلهم، ومجتمعاتهم

خلال زيارة الوزير الأول، ووزير الداخلية الأخيرة لشيخ الطريقة التيجانية في مدينة انيور، حاول هؤلاء الإيحاء بأن الوزير الأول ذهب إلى الزعيم الروحي بصفته القبلية،  ضمن حملة تشويه صاحبت تلك الزيارة، قبل أن يوفد ولد الشيخ حماه الله نفسه عمدة بلدية كوكي ليتحدث في مهرجان جكني، ويؤكد أن ولد الشيخ حماه الله قرر بالفعل دعم جهود الوزير الأول الرامية لإنجاح التعديلات الدستورية، وأنه- أي الشيخ حماه الله- يقف بقوة خلف سياسة الرئيس ولد عبد العزيز، وهي القشة التي قصمت ظهر بعير هؤلاء

 لا حاجة إذا للمهندس يحي ولد حدمين لأن يكون “قبليا” بالمعنى القدحي للكلمة، ذلك أنه لا يعاني أصلا من فراغ قبلي، وهو الذي تربى في بيت عز، وكرم، ولم يتحصل على قبيلته بعد حصوله على المنصب، لكنه يدرك حقوق الدولة، وحقوق المجتمع، ويعي جيدا أين تنتهي حدود القبيلة، وتبدأ مقتضيا الدولة

شاهد أيضاً

ما أصعب أن تُقاوم على جبهتين! / محمد الأمين الفاضل

منذ فترة ليست بالقصيرة، وأنا تترسخ لدي يوما بعد يوم قناعة مفادها أن هناك ضرورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *