29 مارس 2024 , 8:13

مهرجان نواكشوط للفلم القصير … شباب يصنعون المستقبل : حمودي / حمادي

تعتبر السينما الوجه الثاني الذي يعكس واقع البلد من الناحية الاجتماعية و الثقافية و السياسية, و إعطاء لمحة عن الظروف و المشاكل المطروحة أمام الشباب و حالة الفوضى التي تعم البلاد أمور أخرى لا يريد الرأي العام الخوض فيها و لا معالجتها احتراما لرغبة الدولة و جرائم الاغتصاب التي تعترض طريق نساء موريتانيا في مواصلة مشوار ألف ميل , حيث تقوم السينما بمعالجة الموضوع و وضع حل له في خاتمة الفيلم و المسلسل.

لكل بلد روايات و قصص كما لكل بلد معاناة و مشاكل و تختلف تلك المشاكل من بلد إلى آخر, حاول الكثير أن يجسد الواقع المعاش و الظروف و حالة التهميش و الهروب و التسرب و الانحراف و التعري و أن يعطى لحمة عن الوجوه الشريرة التي تسعى إلى تخريب البلد, لكن قلة الوعي لضرورة السينما و تدريسها حال دون ذالك, أفكار ذهبية لم تجد من يقويها , خطوات شجاعة لشباب في مقتبل العمر يرسمون بلدهم بأيادي ساحرة, يرسمون لوحة فنية تشد أنظار القادمين عن بلد عاش حقبة من زمن في الجهل و الفقر و المعاناة.

رغم وجود وزارة الثقافة و الشباب و الرياضة يغيب دور السينما عن الساحة الثقافية الموريتانية , لا توجد في موريتانيا سواء دار واحدة لسينما تسعى إلى كشف هواة “العمل السينمائي “و تشجيعهم و إعطاء فرصة لهم لتحقيق ما يصبون إليه من أفكار في الإخراج و التصوير و المونتاج و الكتابة, دار السينمائيين الموريتانيين استطاعت أن تكشف لرأي العام عن وجود شباب قادر و مقتدر على إنتاج أفلام من الواقع و أن يرسم المستقبل بأيده و ذالك من خلال ” مهرجان  نواكشوط الفلم القصير ” الذي تقدمه دار السينمائيين لشباب كفرصة لتعلم الإخراج و الإنتاج السينمائي و كذالك الكتابة و التصوير و المونتاج.

8 سنوات من العمل السينمائي في بلد لم يشهد الثورة السينمائية بعد , و لم يقدر لشعبه  مشاهدة أفلام محلية من إخراج أبنائه , مواطنون مهموسون بمتابعة السينما الغربية و أبطالها لا يظنون أن في هذه البلاد من يستطيع أن يرفع الستار عن حلم مستعار يتمثل في قيام السينما الموريتانية من إنتاج جيل الغد  تفاجئ العالم بأسره.

تسعى دار السينمائيين الموريتانيين إلى التطوير من الإنتاج الشبابي و توفير معدات من كاميرات و مصورون و منتجون لمن يريد أن يجرب الإخراج لعل الحظ يحالفه , كما تقوم بتحفيز الشباب و منافستهم و ذلك من خلال إعطاء جائزة المهرجان لأحسن فيلم حاز على تصويت الجمهور و لجنة التحكيم ليقود ذالك الشباب إلى الوعي إلى ضرورة السينما و خاصة في بلد وهبه الله هذه المواهب.

يقودنا الحديث إلى أن نتساءل هل حقق المهرجان نواكشوط الفلم القصير أحلام الشباب ؟ و أين هي الأفلام التي تم إنتاجها على مر 8 سنوات ؟ لماذا لم يتم عرضها ؟ و هل حققت دار السينمائيين ما تم إنشاء مهرجان نواكشوط الفلم القصير لأجله ؟ و لماذا إلى حدي الآن لا يوجد معهد لتدريس السينما و كذالك الإخراج و الكتابة ؟ هل تبقى أحلام الشباب الموريتاني في صنع أفلام متعلقة بمهرجان الفلم القصير و أين الدولة من ذالك ؟ و من مسؤول عن غياب دور السينما و الدراما بشكل العام ؟

يعتبر مهرجان نواكشوط للفلم القصير فرصة نادرة لدخول عالم الفن السابع من أوسع أبوابه نعم ليس كسائر المهرجانات السينمائية العالمية لكنه مهرجان من إنتاج و أفكار من تعلموا الفن السابع و أتقنه من أدخلوا السينما إلى العاصمة نواكشوط و أختارها عنوانا للمهرجان ليعلم العالم أن في  هذه صحراء كنوز  لم يكتشفها إنسان بعد.

دار السينمائيين لم تصنع أفلاما فقط بل صنعت مخرجون من نساء و رجال باختصار من شنقيط العروبة و قامت بتطويرهم ليمثلوا موريتانيا أحسن تمثيل و ليصنعوا المستقبل و ليساعدوا من لم يحالفهم الحظ في التطوير و الإخراج و الكتابة و التصوير و المونتاج , هم أيضا أنتجوا أفلاما تدل على تطويرهم حيث أصبحن ذات قدرة على الإخراج و الكتابة بدون عوائق ليصبح باستطاعة هواة الفن السابع مواصلة أحلامهم و الأمل في تحقيقها رغم التجاهل و التفريط.

تحية تقدير لدار السينمائيين على الدور الكبير الذي حققته لأجل الشباب خارج عن نقاط الدولة و شؤونها تعظيما لدور الكبير الذي يلعبه الشباب و محاربة لتفريط الذي يتعرض له الشاب الموريتاني في الفترة الراهنة و إيمانا منها بأن هناك من باستطاعتهم أن يرفعوا عالم موريتانيا فوق كل البلدان العالم رغم أنف الحاسدين , جهود كبير قام بها المشرفون على المهرجان لتقديم خدمة تليق بهواة الفن السابع حيث فتحت دار السينمائيين ورشات لتكوين على العمل الفني بإمكان أيا كان المشاركة فيها كما سيحصل المشاركين على شهادات باستطاعتهم استخدامها لضرورة كدليل على مشاركتهم.

هل سيحالف الحظ رموز هذه البلاد و يدركون أن ما قامت به دار السينمائيين من عمل يوحي إلى أهمية السينما في بلد مثل موريتانيا له تاريخ عريق و حضارة عظيمة يجب على الأجيال إدراكها لتبقى الشجاعة الأجداد و تقاليد المجتمع قائمة رغم الغزو.

أيام قليلة تفصلنا عن بدء النسخة الثامنة من مهرجان نواكشوط للفلم القصير  المقرر إجرائها كالعادة 23 أكتوبر الجاري, ماذا تخبئ لنا النسخة الثامنة و جوه جديدة و أفكار ذهبية تتنافس على الفيلم الأفضل لهذه النسخة, آلاف الأفلام و الورشات قدمت على شاشة صغيرة لثمانية سنوات في فضاء رحب و أجواء ملائمة للمنافسة و أمام جمهور من هواة الفن السابع يسوده الصمت عند رفع الستار ليتأمل الصورة و يراجع كتابة النص.

أحلام شباب أثرت عليه البطالة , أحلام شباب لم يحظى بالدراسة الكافية , أفكار شباب عاشقٌ الدراما و السينما الغربية  إلى ما لا نهاية تعلقوا بها. تشاهدُ عن غرب و في المدينة نسفها “نواكشوط” لعلها ترسم لوحة عن أصحابها من المجهولون الذين حالت الظروف دون أن يشاركوا فيها.

هل ستبقى أحلام الشباب معلقة بمهرجان نواكشوط للفلم القصير و هل على دار السينمائيين تحمل أخطاء هواة الفن السابع  الذين لم  يتعلموا السينما إنما شاهدوا أفلاما و ظنها سهلة صنع.

يجب على دار السينمائيين عرض أفلام ورشات الأعوام الماضية لتثبت لرأي العام أن هناك من هم بحاجة إلى استمرار هذا المهرجان و إلى مواصلته سنويا و أعطاء فرص أكثر لشباب ليشهد البلد نهضة و ليلتحق بغيره من البلدان العربية التي حازت على جوائز عالمية في صناعة الأفلام.

تحية تقدير للقائمين على المهرجان من نساء و رجال … تحية لكل من تحمل أخطاء عشاق الفن السابع و سذاجتهم و شكر موصول لدار السينمائيين على الجهود الكبيرة التي قدمُوها بدون مقابل لصالح البلد و المواطن بصفة خاصة.

وقفة تضامنية 0237amouddy@gmail.com          istaylo.hamoudi@gmail.com

 

شاهد أيضاً

ما أصعب أن تُقاوم على جبهتين! / محمد الأمين الفاضل

منذ فترة ليست بالقصيرة، وأنا تترسخ لدي يوما بعد يوم قناعة مفادها أن هناك ضرورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *