18 أبريل 2024 , 21:05

يسألونك عن الإصلاح فى بلدي؟ قل ذهبوا فيه طرائق قددا//أعل بكاي

 17
شعار الإصلاح في بلادي شعار فضفاض، لا يوجد له تعريف جامع مانع؛ فهو في أدبيات المعارضة وتعريفاتها يعنى تنازل النظام عن كبريائه والجلوس إلى طاولة حوار خارطة طريقها تشكيل حكومة وحدة وطنية ومشاركة حقيقة في الغنائم والأسلاب فالكعكة دسمة و مفيدة لذوى الألباب

أما الإصلاح عند النظام فهو تحميد وتسبيح وثناء على المنجزات، واعتراف بالخطوات، وإبراز للمكرمات، وتسليم بالوفاء على التعهدات، وإشهار أن الباقي مجرد معجزات في عالم تجتاحه الأزمات.. وعند النقابات الإصلاح حوار وجسور تواصل، وزيادة على الرواتب بقنطار أو بدرهم واحد. أما عند ما يسمى شباب 25 فبراير فالإصلاح ترخيص للمظاهرات، وتغطية يومية في الإعلام العمومي لسخونة الاحتجاجات، وتفهم للمطالب والمطالبات، والتفكير جديا في صحوة شبابنا وفى تجربة الصحوات. ولأن الإصلاح هو هكذا كل فيما يعنيه؛ فأنا أرى أوله وأشده إلحاحا في المبدأ: تطهير إعلامنا الرسمي من كل هماز مشاء بنميم عتل بعد ذالك زنيم، شاءت الأقدار أن يكون رواده في الأغلب أبالسة أحبارا في التملق والتزويق، طريقهم في ذالك باطن الأرض لا ظاهرها (كما هو حال الضفدعة).. إنهم في ولائهم المزيف للسلطة يتفننون، وفى علاقتهم بأهل الباطن (إدارة الأمن) يفاخرون، وللحزب الحاكم يجاهرون أنهم موالون.. تراهم فى الهاتف النقال يوميا يتحادثون، وللمكالمات يسجلون . إنهم في الإعلام الرسمي أكفاء ومجدون، لكنهم عن قول الحق عاجزون.. لا يبينون ولا يفصحون، بل هم ساكتون مفرطون، شهود زور على الباطل دوما لا ينطقون!. أما الإعلام المستقل فليس أهله ملائكة رحمة، بل عتاة ومردة شياطين، أكثرهم متسولون يمجدون الناس عند الدفع، وحين تمنعهم يسبون.. يسألونك عن الهدايا والعطايا ألف مرة في اليوم وعن من يدفع أكثر وما يشبعون. جرائدهم ملصقات إعلانية مذيلة بأسماء أصحابها وعناوينهم لعلكم تطلبون أو تتصلون.. لكن في النصف الآخر من الكأس ما تشتهون؛ حيث هناك في هذا الإعلام مبدعون، لهذه الأرض محبون: إنهم فاعلون إن سألت عنهم وجدتهم للقلم ماسكين، وعن المواطن وهمه باحثين، لا يكلون، لا يتكلون لا يسألون، زادهم قناعتهم، وهمهم وطن أهلكه الفساد والمفسدون. إنهم دائما عند بهرجة الصورة غائبون، لكنهم موجودون حيث يغيب الآخرون.

شاهد أيضاً

تساؤلات من مراقب !!!/ التراد ولد سيدي

في ظروف توالد وتكاثر المبادرات التي يتنافس فيها الآخيرون مع الاولين في إظهار ولائهم الحقيقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *