19 أبريل 2024 , 10:15

ملك المغرب محمد السادس اقترب من مرحلة الارتجال المميّزة لوالده

%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%87%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a

 

 

 

 

 

لعل أبرز أوجه الاختلاف بين الملك الراحل الحسن الثاني والملك محمد السادس يمكن في مدى انفتاحهما على الإعلام، خاصة الدولي

فالحسن الثاني، وخلال مدة حكمه، أجرى عددا كبيرا من الحوارات الصحافية، لازالت تجد متابعة إلى حدود الساعة على الإنترنيت، خاصة المقاطع التي تتضمن إجاباته الدبلوماسية على أسئلة الصحافيين باللغات الثلاث؛ العربية والفرنسية والإنجليزية

وعكس الراحل الملك الحسن الثاني، اختار محمد السادس أن يبتعد، ما أمكن، عن إجراء حوارات صحافية، معتمدا بالأساس على خرجاته الرسمية من خلال خطبه في الأعياد والمناسبات الوطنية، مجريا بذلك حوارات تعد على رؤوس الأصابع، كان آخرها الحوار الذي خص به بعض المنابر الإعلامية بمدغشقر، بعد حوالي 13 سنة عن آخر حوار أجراه مع صحفية “ايل باييس الإسبانية” سنة 2005، تزامنا مع الزيارة التي قام بها آنذاك الملك الإسباني إلى المغرب

ويعود أول حوار أجراه الملك محمد السادس إلى سنة 2000؛ أي أشهرا قليلة بعد جلوسه على العرش، استقبل فيه “سكوت ماكلود”، مدير المجلة الأمريكية الشهيرة “التايم” بالقاهرة، الذي أجرى الحوار على ثلاث محطات بعد ما قضى أكثر من ثلاثة أيام رفقة ملك المغرب

وجه الاختلاف ما بين الملك محمد السادس ووالده في التواصل مع الإعلام علّق عليه عبد الرحيم العلام، الباحث في العلوم السياسية، بالقول إن الأمر له علاقة بالاحتكاك بالطبقة السياسية، “فالحسن الثاني ومنذ صغره احتك مع زعماء الأحزاب وكان بينهم الكثير من السجال، سواء مع المهدي بن بركة أو عبد الرحيم بوعبيد وعبد الله إبراهيم، وكان بمثابة زعيم حزب السياسي تمرس على الحوار والنقاش والسجال”

كما أن تحمله للمسؤولية، وهو في سن صغيرة، بعدما عين نائبا لرئيس الحكومة في سن أقل من ثلاثين سنة، مكن الحسن الثاني، بحسب العلام، من “اكتساب تجربة أكبر، فضلا عمّا يمز شخصيته من استبداد في القول وثقة في النفس زائدة مقارنة مع والده محمد الخامس”، ما مكنه من اكتساب قدرة على الكلام، والارتجال بالخصوص، “وهو ما انعكس بشكل أوتوماتيكي على قدرته على المجابهة خلال الحوارات الصحافية التي أجراها”، بتعبير العلام

الدكتور في القانون الدستوري وعلم السياسة أردف أن الملك محمد السادس لم تتوفر له تقريبا الظروف التي توفرت لوالده، حتى إنه كان شبه منفصل على الشأن العام إلى أن تولى الحكم مباشرة بعد وفاة الحسن الثاني، “وهذه المسألة جعلت الحوارات الصحافية التي أجراها قليلة، لكن مؤخرا بدأنا نلحظ بعض الارتجال في تعامل الملك محمد السادس”، وضرب العلام المثل على ذلك، “حينما انطفأ الضوء في البرلمان، وطلب الملك من مقرئ البرلمان أن يتلو بعض الآيات، أو من خلال الطريقة التي تعامل بها مع الرئيس الزيمبابوي خلال حلوله بمراكش على هامش القمة المناخية”

المتحدث ذاته خلص إلى فكرة مفادها أن الملك محمدا السادس اقترب من مرحلة الارتجال في الكلام، التي ميزت والده في سن صغيرة؛ وبذلك “سيتمكن كذلك من إتقان البوليميك السياسي الذي يتأتى بالاحتكاك وممارسة السلطة، وأعتقد أن محمدا السادس يسير في الاتجاه ذاته”، يقول العلام

وإذا كان ما يميز الحسن الثاني هو إتقانه للحوار بطريقة ارتجالية، فإن محمدا السادس، يضيف العلام، “يتميز بكثرة حركيته، معوضا الحديث بالحركة، حتى إنه يمكن أن ينطبق عليه ما قيل عن جده الحسن الأول من أن عرشه كان فوق صهوة جواده

شاهد أيضاً

ولد اشروقة يدعو المواطنين على الحدود مع مالي إلى توخي الحذر

“مورينيوز” ـ نواكشوط ـ أكد وزير الطاقة والبترول الناطق الرسمي باسم الحكومة  الناني ولد أشروقة إن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *