24 أبريل 2024 , 5:54

البوليساريو ورقة تنافُس بين بوتفليقة والجيش الجزائري

%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%8877

بينما تواصل حربها الإعلامية الشرسة ضد المغرب بكيل الاتهامات المسترسلة، خرجت البوليساريو بخطاب جديد يكشف تناقضا كبيرا في مواقفها، بعد ما وصفت المغرب بـ”المملكة الشقيقة” في نص رسالتها الموجهة إلى الجزائر بمناسبة عيد الأضحى

وعلى نهج “الجارة الشرقية”، التي دأبت على بعث رسائل التهنئة إلى المملكة في المناسبات الوطنية والأعياد الدينية، رغم توجهها نحو معاكستها بدعم “الكيان الوهمي”، سارت قيادة البوليساريو بتبنيها عبارات الود في الحديث عن المملكة؛ وذلك بعدما عبرت ضمن الرسالة ذاتها عن “نيتها الصادقة فتح صفحة مشرقة من علاقات السلام وحسن الجوار والتعاون والاحترام المتبادل مع المملكة المغربية الشقيقة ومع كل شعوب وبلدان المنطقة”

وتأتي عبارات التودد التي حملتها رسالة الأمين العام للجبهة، إبراهيم غالي، تجاه المغرب، في وقت تواصل البوليساريو استفزازاتها للمغرب على خلفية العملية التطهيرية التي تشنها قوات الدرك بمنطقة “الكركرات” الحدودية مع موريتانيا؛ وذلك عبر محاولاتها تأليب الأمانة العامة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي على المغرب، ومنازعته في سيادته على أقاليمه الجنوبية

تناقض خطاب الجبهة في علاقتها بالمغرب فسره المساوي العجلاوي، الخبير في الشؤون الإفريقية، بكونه “إفرازا للصراع القائم حاليا في هرم الدولة الجزائرية، التي يعرف الجميع أنها الواقفة خلف كيان البوليساريو”، وزاد موضحا: “ربما أصبحت البوليساريو ورقة يتصارع عليها قطبان؛ الأول متمثل في جماعة الرئيس بوتفليقة، والثاني في الجيش الماسك بمفاصل الدولة الجزائرية”

وأكد العجلاوي، في تصريح لهسبريس، أن “الجماعة التي يقودها الرئيس الجزائري تحاول التقرب من المغرب وحل خلافاتها معه، عكس قيادات الجيش، التي تريد الحفاظ على نار الصراع مشتعلة”، قبل أن يضيف: “ما يعكس الإرادة الودية تجاه المملكة من طرف بوتفليقة هي رسالة التهنئة التي بعثها إلى الملك محمد السادس بمناسبة عيد الأضحى”

وأوضح الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية أن “بروز قوتين على مستوى النظام الجزائري انعكس على مواقف البوليساريو؛ وهو ما يفسر تناقض مواقفها بشأن المغرب”.. “جماعة بوتفليقة تدفع الجبهة في اتجاه التهدئة مع المغرب؛ بينما تضغط قيادات الجيش على صنيعتها البوليساريو من أجل ترك الصراع قائما مع المملكة”، يضيف المتحدث ذاته

“على المغرب في كلتا الحالتين أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الإشارات، ويبحث عن إمكانية الحوار مع أطراف داخل قيادة البوليساريو، لاسيما مع الجيل الأول الذي ينتمي إليه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة”، يورد العجلاوي

شاهد أيضاً

الطاقة المتجددة في موريتانيا تشهد مشروعًا جديدًا.. بالتعاون مع ألمانيا

من المقرر أن تنتعش مشروعات الطاقة المتجددة في موريتانيا، من خلال إقامة مشروع طاقي تنموي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *