24 أبريل 2024 , 2:49

تركيا الباكستانية” التي سبقت “سوريا الأفغانية للكاتب محمد نور دين

01
حظيت الاشتباكات التي بدأت ولم تنته بين تنظيم
الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» من جهة و«الجيش السوري الحر» من جهة، على الحدود مع تركيا بتعليقات الصحافة التركية التي رأت فيها خطرا كبيرا داهما على تركيا.
ولعل من أبرز تلك المقالات ما كتبه قدري غورسيل في صحيفة «ميللييت»، الذي دعا «الحكومة التركية إلى التحرك لوقف خطر تنظيم القاعدة على تركيا».

وقال إن تحذير الصحافي البريطاني روبرت فيسك، في أيلول من العام الماضي، من تحول تركيا إلى باكستان أخرى كان في محله. ويقول غورسيل ان «خط الحدود من هاتاي الى غازي عينتاب قد تحول الى بيشاور تركيا حيث شريان الحياة والإمداد للجهاديين».

وأضاف «في ظل غياب رقابة الدولة فإن خيول القوى غير الشرعية تسرح هناك وتمرح». وتابع ان «تركيا تحث الخطى على طريق أن تكون باكستان أخرى ولبنان آخر (الخلاف الاتني والمذهبي) وصومالا أخرى (انهيار النظام العام والدولة) وأفغانستان أخرى (سيطرة القاعدة والجهاديين). لقد تحولت تركيا إلى أفغانستان أخرى من ادلب إلى حدود العراق، مرورا بالمناطق الكردية ووادي الفرات ودير الزور».

وتوقف الكاتب عند مقولة مهمة بقوله «الحقيقة الآن هي انه لو لم تتحول تركيا الى باكستان لما تحولت سوريا الى أفغاستان»، مضيفا «لولا خطوط الإمداد من تركيا الى المنظمات الراديكالية، ومنها القاعدة وجبهة النصرة، لما كان لهذه المجموعات ان تتحرك بسهولة ولما حوّلت المناطق السورية الشمالية الى أفغانستان جديدة، ولما استطاعت جبهة النصرة ان تحارب الأكراد في شمال سوريا. لقد نقلت الولايات المتحدة في اجتماع (الرئيس باراك) اوباما و(رئيس الحكومة التركية رجب طيب) اردوغان في ايار الماضي قلقها من الإمكانات التي توفرها تركيا للقاعدة».

وقال «لقد ادركت تركيا مؤخرا خطر جبهة النصرة. ولقد أبلغنا مسؤول كبير في لقاء معه ومجموعة من الصحافيين في مطلع ايلول الحالي ان جبهة النصرة باتت تشكل تهديدا لتركيا، وتركيا ليست في وارد تقديم الدعم لها. وقال ذلك المسؤول ان المسؤولية السياسية تقع على عاتق الجميع». واعتبر غورسيل ان «المسؤول كان يقصد هنا مسؤولية الحكومة وحزب العدالة والتنمية».
لكن غورسيل يشكك في «تصميم تركيا على وقف الدعم لجبهة النصرة، حيث ان وزير الخارجية أحمد داود اوغلو يصف النصرة بأنها منظمة راديكالية متطرفة وليست ارهابية، وهذا يتعارض مع الموقف الأميركي. وعدم اعلان تركيا جبهة النصرة على انها ارهابية شجع الرأي العام على التعامل معها بطريقة منفتحة وحمائية، وبالتالي فإن كلام المسؤول الكبير على وقف دعم تركيا لهذه الجبهة لا معنى له».

وقال غورسيل «عندما تريد تركيا إقامة سلطة شرعية في سوريا فستجد قبالتها جبهة النصرة التي تعدّ الآن اكثر من ثمانية آلاف مقاتل، ربعهم من الجهاديين، وتزداد قوة مع كل يوم يمر». وأضاف ان «كلام الرئيس التركي عبد الله غول ان تركيا لن تسمح بإقامة بنية ارهابية على حدودها في سوريا لا يكفي، إذ المطلوب إجراءات عملية».

وعبر غول، في نيويورك، عن قلقه من تقدم مجموعات جهادية في النزاع في سوريا إلى مناطق قريبة من الحدود التركية مقرا بتسلل «إرهابيين» إلى الأراضي التركية. وقال «لا نتمكن من منع تسلل إرهابيين رغم كل احتياطاتنا ونشر مدافع ودبابات» على الحدود التركية – السورية. وأضاف ان «المجموعات المتطرفة تشكل مصدر قلق كبيرا لأمننا»، قائلا انه حذر كل السلطات المختصة في تركيا حيال «مسألة الأمن الحيوي» هذه. لكنه اقر بان مهمة تركيا صعبة جدا بسبب الحدود البالغ طولها 910 كلم مع سوريا.

وفي صحيفة «خبر تورك» تناول صولي أوزيل وضع تركيا من الأزمة الكيميائية، متشائما من مستقبل الدور التركي. وقال «عندما يرسم الإطار العام للمطالب والخيارات في المنطقة فإن مطالب وخيارات تركيا كما يبدو مما يجري لن تؤخذ في الاعتبار. وبمقدار ما تبتعد تركيا في سياستها تجاه سوريا عن مفهوم السياسة الخارجية المترفع عن المذهبية، وتعجز عن اعطاء الانطباع انها لا تدعم الجهاديين، فإنها ستبقى خارج اللعبة. هذا الوهم الذي كان موجودا لدى الاتحاد والترقي قبل مئة عام كان نتيجة للسياسة الخارجية الذاهبة الى الأطماع التي تتجاوز الإمكانات ومصادر الدعم. ان انتهاك المعايير الديموقراطية قد اطاح بالادعاء الأهم لتركيا بعد الربيع العربي. كما ان الخطاب الذي استخدمته تركيا مؤخرا ألقى ظلالا حتى على علاقاتها مع حلفائها، خصوصا الولايات المتحدة. لقد كانت تركيا قبل 15 عاما أو عشر سنوات او حتى الى سنتين اكثر تأثيرا. لكن سوء ادارة الملف السوري وتصعيد خطابها الداخلي على اساس ديني ـ مذهبي أفقدها ذلك التأثير، وتحولت سوريا من مجال لترجمة احلام تركيا الى مقبرة لهذه الأوهام».

وتناول الباحث سادات لاتشينير، في صحيفة «ستار» الموالية لـ«حزب العدالة والتنمية» مسألة الاصطفاف المذهبي في تركيا، قائلا انه «كم هو مؤسف ان تكون تركيا قد انجرت الى اللعبة في سوريا، وتحولت المسألة المذهبية الى بطن تركيا الرخو. خطأ الحكومة التركية انها اختصرت القضية بشخص (الرئيس بشار) الأسد، وخطأ المعارضة التركية أنها خلقت الإحساس لدى بعض الفئات أنها قريبة من نظام الأسد».

وأضاف ان «جهود الاصطفاف على اساس مذهبي لن يأخذ مكانة حزب العمال الكردستاني. نشاط الكردستاني يتركز في الأرياف بينما المنظمة التي تحرك الاصطفافات المذهبية تنتشر في المدن. وهي ليست بحاجة لتكون ممثلة مهمة للعلويين، بل يكفي أن تصب الزيت على نار حراكات، مثل حراك تقسيم وجامعة الشرق الأوسط التقنية كي تدخل تركيا في حالة عدم الاستقرار.

حظيت الاشتباكات التي بدأت ولم تنته بين تنظيم
الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» من جهة و«الجيش السوري الحر» من جهة، على الحدود مع تركيا بتعليقات الصحافة التركية التي رأت فيها خطرا كبيرا داهما على تركيا.
ولعل من أبرز تلك المقالات ما كتبه قدري غورسيل في صحيفة «ميللييت»، الذي دعا «الحكومة التركية إلى التحرك لوقف خطر تنظيم القاعدة على تركيا».

وقال إن تحذير الصحافي البريطاني روبرت فيسك، في أيلول من العام الماضي، من تحول تركيا إلى باكستان أخرى كان في محله. ويقول غورسيل ان «خط الحدود من هاتاي الى غازي عينتاب قد تحول الى بيشاور تركيا حيث شريان الحياة والإمداد للجهاديين».

وأضاف «في ظل غياب رقابة الدولة فإن خيول القوى غير الشرعية تسرح هناك وتمرح». وتابع ان «تركيا تحث الخطى على طريق أن تكون باكستان أخرى ولبنان آخر (الخلاف الاتني والمذهبي) وصومالا أخرى (انهيار النظام العام والدولة) وأفغانستان أخرى (سيطرة القاعدة والجهاديين). لقد تحولت تركيا إلى أفغانستان أخرى من ادلب إلى حدود العراق، مرورا بالمناطق الكردية ووادي الفرات ودير الزور».

وتوقف الكاتب عند مقولة مهمة بقوله «الحقيقة الآن هي انه لو لم تتحول تركيا الى باكستان لما تحولت سوريا الى أفغاستان»، مضيفا «لولا خطوط الإمداد من تركيا الى المنظمات الراديكالية، ومنها القاعدة وجبهة النصرة، لما كان لهذه المجموعات ان تتحرك بسهولة ولما حوّلت المناطق السورية الشمالية الى أفغانستان جديدة، ولما استطاعت جبهة النصرة ان تحارب الأكراد في شمال سوريا. لقد نقلت الولايات المتحدة في اجتماع (الرئيس باراك) اوباما و(رئيس الحكومة التركية رجب طيب) اردوغان في ايار الماضي قلقها من الإمكانات التي توفرها تركيا للقاعدة».

وقال «لقد ادركت تركيا مؤخرا خطر جبهة النصرة. ولقد أبلغنا مسؤول كبير في لقاء معه ومجموعة من الصحافيين في مطلع ايلول الحالي ان جبهة النصرة باتت تشكل تهديدا لتركيا، وتركيا ليست في وارد تقديم الدعم لها. وقال ذلك المسؤول ان المسؤولية السياسية تقع على عاتق الجميع». واعتبر غورسيل ان «المسؤول كان يقصد هنا مسؤولية الحكومة وحزب العدالة والتنمية».
لكن غورسيل يشكك في «تصميم تركيا على وقف الدعم لجبهة النصرة، حيث ان وزير الخارجية أحمد داود اوغلو يصف النصرة بأنها منظمة راديكالية متطرفة وليست ارهابية، وهذا يتعارض مع الموقف الأميركي. وعدم اعلان تركيا جبهة النصرة على انها ارهابية شجع الرأي العام على التعامل معها بطريقة منفتحة وحمائية، وبالتالي فإن كلام المسؤول الكبير على وقف دعم تركيا لهذه الجبهة لا معنى له».

وقال غورسيل «عندما تريد تركيا إقامة سلطة شرعية في سوريا فستجد قبالتها جبهة النصرة التي تعدّ الآن اكثر من ثمانية آلاف مقاتل، ربعهم من الجهاديين، وتزداد قوة مع كل يوم يمر». وأضاف ان «كلام الرئيس التركي عبد الله غول ان تركيا لن تسمح بإقامة بنية ارهابية على حدودها في سوريا لا يكفي، إذ المطلوب إجراءات عملية».

وعبر غول، في نيويورك، عن قلقه من تقدم مجموعات جهادية في النزاع في سوريا إلى مناطق قريبة من الحدود التركية مقرا بتسلل «إرهابيين» إلى الأراضي التركية. وقال «لا نتمكن من منع تسلل إرهابيين رغم كل احتياطاتنا ونشر مدافع ودبابات» على الحدود التركية – السورية. وأضاف ان «المجموعات المتطرفة تشكل مصدر قلق كبيرا لأمننا»، قائلا انه حذر كل السلطات المختصة في تركيا حيال «مسألة الأمن الحيوي» هذه. لكنه اقر بان مهمة تركيا صعبة جدا بسبب الحدود البالغ طولها 910 كلم مع سوريا.

وفي صحيفة «خبر تورك» تناول صولي أوزيل وضع تركيا من الأزمة الكيميائية، متشائما من مستقبل الدور التركي. وقال «عندما يرسم الإطار العام للمطالب والخيارات في المنطقة فإن مطالب وخيارات تركيا كما يبدو مما يجري لن تؤخذ في الاعتبار. وبمقدار ما تبتعد تركيا في سياستها تجاه سوريا عن مفهوم السياسة الخارجية المترفع عن المذهبية، وتعجز عن اعطاء الانطباع انها لا تدعم الجهاديين، فإنها ستبقى خارج اللعبة. هذا الوهم الذي كان موجودا لدى الاتحاد والترقي قبل مئة عام كان نتيجة للسياسة الخارجية الذاهبة الى الأطماع التي تتجاوز الإمكانات ومصادر الدعم. ان انتهاك المعايير الديموقراطية قد اطاح بالادعاء الأهم لتركيا بعد الربيع العربي. كما ان الخطاب الذي استخدمته تركيا مؤخرا ألقى ظلالا حتى على علاقاتها مع حلفائها، خصوصا الولايات المتحدة. لقد كانت تركيا قبل 15 عاما أو عشر سنوات او حتى الى سنتين اكثر تأثيرا. لكن سوء ادارة الملف السوري وتصعيد خطابها الداخلي على اساس ديني ـ مذهبي أفقدها ذلك التأثير، وتحولت سوريا من مجال لترجمة احلام تركيا الى مقبرة لهذه الأوهام».

وتناول الباحث سادات لاتشينير، في صحيفة «ستار» الموالية لـ«حزب العدالة والتنمية» مسألة الاصطفاف المذهبي في تركيا، قائلا انه «كم هو مؤسف ان تكون تركيا قد انجرت الى اللعبة في سوريا، وتحولت المسألة المذهبية الى بطن تركيا الرخو. خطأ الحكومة التركية انها اختصرت القضية بشخص (الرئيس بشار) الأسد، وخطأ المعارضة التركية أنها خلقت الإحساس لدى بعض الفئات أنها قريبة من نظام الأسد».

وأضاف ان «جهود الاصطفاف على اساس مذهبي لن يأخذ مكانة حزب العمال الكردستاني. نشاط الكردستاني يتركز في الأرياف بينما المنظمة التي تحرك الاصطفافات المذهبية تنتشر في المدن. وهي ليست بحاجة لتكون ممثلة مهمة للعلويين، بل يكفي أن تصب الزيت على نار حراكات، مثل حراك تقسيم وجامعة الشرق الأوسط التقنية كي تدخل تركيا في حالة عدم الاستقرار.

ا

 

ا

 

شاهد أيضاً

بين الطوباوية والبرغماتية / الولي ولد سيدي هيبة

اثبتت دراسات قيمة أن أكثر ساكنة المعمورة جنوحا إلى السلم هم ساكنة ضفاف الأنهار، التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *