29 مارس 2024 , 7:32

لمصلحة من يستهدف الاقتصاد الموريتاني؟/أحمد ولد الدوه

didi douwa

من الجيد أن يقظة ضباط أمننا مكنتهم من إيقاف شاحنة قادمة من المغرب محملة بالبضائع والسلع وبعض النقود الموريتانية المزورة من فئة 5 آلاف أوقية، لكن السيئ أن تحمل تلك الشاحنة لوحة ترقيم مغربية؛ وأن يكون سائقها مغربي ؛ والبضاعة التي تحمل مملوكة لمغربي .

وعلى الرغم من أن تزوير النقود ظاهرة عالمية تقف وراءها عصابات مافيا دولية محترفة تعمل بصمت وحذر؛ إلا أن  غير المعهود  أن تقف وراءها جهات تتبجح بذلك كما يبدو واضحا من الطريقة التي أديرت بها هذه العملية  التي قبض على أحد منفذيها عند الكلم 55 من نواذيبو ، حيث كانت هذه العملية مدبرة حسب التحقيقات الأولية من جهة واحدة وكشف من خلال هذه التحقيقات حتى اللحظة أن كل أصابع الاتهام تتجه لمغربية الجريمة بدأ بالتخطيط مرورا بوسائل الجريمة وانتهاءا بالأشخاص ؛ مما يجعلنا نتساءل أين كان الأمن المغربي حينما عبرت الشاحنة كل الأراضي المغربية وهي تحمل مصنعا متكاملا لتزوير النقود دون أن تلفت الانتباه؛ و الكل يدرك القدرات المعتبرة والحس الأمني القوي لهذا الجهاز ذي الإمكانيات المالية المقدرة.

لكل حكومات العالم أن تختار وتحدد وترسم ملامح ونوعية العلاقات التي تربطها مع غيرها من البلدان، لكن المفجع في حالتنا أن ليس بمقدورنا تغيير الجغرافيا وروابط الدم بناء على طبيعتنا المسالمة عكس البعض الذي يريد أن يفرض اختيار جيرانه ويزور التاريخ ليختلق أواصر قربى كان لها أول المتنكرين.

إن استهداف اقتصاد بلد من خلال العمل على ضربه في الصميم؛ مع سبق الإصرار والترصد بمثابة إعلان حرب، ويصبح هذا الاستهداف عندما يقترن بالخطأ والإهمال جريمة تنم عن انعدام المسؤولية.

إن من يشعل النار في بيت الجار يجب أن لا ينسى أن ما يقوم به يستحيل أن يسلم من دخانه؛ خاصة إذا كان محاطا بخصوم من كل الجهات حينها يفترض أن يكون من الحكمة بحيث يكون آخر تفكيره خلق عداوات جديدة.

وعلى الحكومة الموريتانية أن تدرك بأن قطع الأرزاق من قطع الأعناق وأنه من الضروري أن تجد تفسيرات سريعة ومقنعة من طرف المغرب عن دواعي هذه التصرفات العدائية تجاه بلدنا الذي فتح صدره لكل المغاربة وتناسى ظلمهم خلال مرحلة الاستقلال، كما يجب عليها قبل ذلك أن تعمل جاهدة على فهم دواعي هذا الاستهداف لعصب حياة مواطنيها ومن المستفيد من هذه الحرب ولماذا هذا التوقيت؟

كثيرا ما يردد المغاربة في لهجتهم المحكية “في المغرب لا تستغرب” لكن أن يحول بعض هذا البلد الشقيق لموريتانيا إلى “من المغرب لا تستغرب” فتلك مسألة تقتضي أن يعيد المغاربة النظر في من يوجه علاقتهم بدول الجوار.

 

أحمد ولد الدوه

شاهد أيضاً

ما أصعب أن تُقاوم على جبهتين! / محمد الأمين الفاضل

منذ فترة ليست بالقصيرة، وأنا تترسخ لدي يوما بعد يوم قناعة مفادها أن هناك ضرورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *