نظم المركز الثقافي المغربي مساء اليوم الأربعاء محاضرة أدبية حول موضوع “الاتجاه الشعبي في الشعر الموريتاني الفصيح (الزريگه)، من زريگة ولد أخمد يوره إلى الزريگه المعاصرة”، وهو محاضرة مقدمة من كل من الدكتور محمد الأمين صهيب والدكتور محمد الحسن محمد المصطفى، أستاذي الأدب والنقد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة نواكشوط
في البداية قدم الدكتور محمد القادري مدير المركز الثقافي المغربي بانواكشوط المحاضرة والمحاضرين ووضع الموضوع في سياقه العام قبل أن يفسح المجال أمام الدكتورين
الدكتور محمد الأمين صهيب تناول الكلام في البداية متحدثا عن الناحية الأدبية والتاريخية في الموضوع، حيث أصل لتاريخ هذا النمط الشعري الذي بدأت أرهاصاته في منتصف القرن الثالث عشر ولكن بدايته الفعلية كانت مع الشاعر أمحمد ولد أحمد يوره، في القرن الرابع عشر، مشيرا إلى أن الزريگه ليست خلطا بين الفصحى والحسانية فقط وإنما أيضا المزج بين الفصحى وباقي اللغات المحلية وخصوصا الوولفية
واستطرد ولد صهيب ليحكي أمثلة من الزريگه لول احمد يوره والمختار ول حامدن ومحمد ولد الطلبه وشغالي ول احمد محمود وآخرين.
ثم يعرج على أغراض شعر الزريگه منذ القرن الرابع عشر وحتى ما بعد الاستقلال موضحا أنها تتركز في أربعة أغراض أساسية وهي التدخين والشاي والغزل والدعابة
وخلص في النهاية إلى ما أسماه “الزريگه المعاصرة” التي تعتمد في الأساس علي تمرير خطاب ساخر يحمل رسائل ومضامين اجتماعية وسياسية واقتصادية، موضحا أن جريدة وشطاري ومن بعدها شي يلوح فشي كانت محور هذا الاتجاه.
بعد ذلك تناول الكلام الدكتور محمد الحسن محمد المصطفى الذي تناول الموضوع من الناحية النقدية الصرفة، وبدأ بفكرة أن الزريگه ما هي إلا محاولة لهروب الشاعر بطريقة لاإرادية من تهمة استنساخ الشعر الجاهلي التي تلاحقه دائما
واعتبر الدكتور محمد الحسن أن الزريگه هي تجديد في الشعر الموريتاني يتمثل في كثير من الاصعدة من أبرزها تخلي الشاعر عن المقدمة الطللية وتقديمه لنموذج إبداعي مختلف وفق قسمة جمالية تخرج عن الأنماط السابقة له وتقترب أكثر من المتلقي
فيما ذهب إلى أن الزريگه القديمة تختلف عن الزريگه المعاصرة وذلك انطلاقا من سؤال الموضوعاتيه حيث تختلف الموضوعات قديما وحاليا
المحاضرة كانت بحضور القائم بالأعمال في السفارة المغربية، صحبة كوكبة من النخبة الثقافية والفكرية في البلد والدكاترة الباحثين في مجالات الأدب والثقافة، بالإضافة إلى جمهرة كبيرة من الإعلاميين والطلاب الجامعيين ورواد الثقافة والأدب والفن
يذكر أن المركز الثقافي المغربي في موريتانيا منشأة ثقافية مغربية لها حضورها وألقها في الساحة الثقافية الموريتانية وإسهاماتها المتواصلة، من خلال سلسلة من الأنشطة التي تطال محالات الشعر والسرد والسينما والترجمة والموسيقى بالاضافة إلى مكتبة ثرية