19 أبريل 2024 , 13:26

أطار هذا المساء ثكلى تبكي وليها الراحل

  • 1174731_718101224872119_247526315_n

    وأخيرا انتهت مراسيم دفن الولي الصالح الطاهر القانت المتعبد الزاهد الفقير إلى الله الشيخ اعلي الشيخ ولد أممه؛ انتهت مراسيم الدفن وعادت الجموع الغفيرة ما بين مفكفكف دموعه، ومغلوب على أمره تاركا دموعه تسح غير قادر على السيطرة على منابع الدمع في مقلتيه وبين هذا وذاك هناك الصابرون على المصاب المحتسبون صبرهم عند مليك مقتدر لكن القاسم المشترك بين الجميع هو الألم الذي لا حدود له والدهشة التي تعصف بالأعصاب والوجع الذي خيم على مدينة أطار وكان نديمها اليوم وهي تودع ركيزتها وجوهر وجودها والأب الروحي لكل ساكنتها وساكنة موريتانيا قاطبة. غربت الشمس هذا المساء والولي الصالح الذي كان قبلة الزائرين ومحج المريدين ومرمى مطامح الباحثين عن المعرفة الربانية والعلم اللدني يرقد بسلام تحت الثرى في ضيافة الملائكة والصديقين بعد أن ملأ الدنيا وشغل الناس وأدى الأمانة وعاش على هذه الأرض مقدما أسمى الأمثلة في الصلاح والورع والتقى والزهد والتقرب إلى الله. في الساعة الثانية وعشر دقائق ظهرا وصلت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الفرنسية التي تقل جثمان الولي الطاهر ولد أممه والتي تقل على متنها أيضاً أفراد أسرته؛ وكانت موريتانيا بكل أطيافها وكل تنوعها حاضرة في المطار، على المستوى الرسمي بعث رئيس الجمهورية وفدا رسميا لتمثيله بقيادة وزير الداخلية إلى جانب وزير شؤون الإسلامية والأمين العام لوزارة الدفاع، كما حضرت السيدة الاولى عقيلة الرئيس السيدة مريم منت أحمد الملقبة تكبر وأفراد أسرتها؛ فضلا عن لفيف من المسؤولين في الحكومة ورؤساء الأحزاب والبرلمانيين ورجال الأعمال وشيوخ القبائل وممثليها القادمين من مختلف أرجاء موريتانيا؛ الهدف واحد وهو إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان فقيد الأمة الإسلامية ولو من بعيد. ثم كانت الصلاة التي أمها القاضي محمد الأمين ولد بلاه الذي اصطفت وراءه كل الجموع في خشوع لتؤدي صلاة الجنازة على روح الولي الراحل؛ وقد تمت الصلاة في ساحة غير بعيدة من آمدير حيث سيدفن لاحقا. آمدير القرية صغيرة الوادعة المتربعة قرب أطار والتي شهدت بداية الولي الصالح الشيخ اعلي الشيخ ولد أممه والتي بزغ فيها نجمه وسطع صيته وذاعت أخبارها في كل البلاد؛ كانت أيضاً على موعد جديد مع التميز حيث اختارتها أسرة الولي الراحل لتكون محطته الأخيرة بعد أن كانت محطة انطلاقه؛ فواصلت الجموع الغفيرة تقدمها والألم يعتصرها ووارت وليها الطاهر وفخر موريتاينا في مثواها الأخير. وأسدل الستار على حياة عاشها الولي الصالح بكل تفاصيلها متقربا إلى ربه مبتعدا عن دنس الدنيا وصخبها؛ يقضي يومه في عريش صغير بسيط التأثيث رغم الهدايا والأموال التي تصله من مريديه وتلامذته؛، لكنه اختار حياة البساطة والزهد وآثر إنفاق ما يملكه في سبيل الله مكتفيا منه بما يسد الرمق ويستر الجسد؛ رحل إلى جنات الخلد وترك خلفه ذكرا لا تفنيه الأيام؛ وحبا في قلوب الموريتانيين سيبقى ما بقيت ساعة من هذه الفانية. رحل الولي الصالح إلى ربه وترك مدينة أطار خاوية على عروشها، باكية ومبكية كل زوارها ومصدرة البكاء والألم إلى كل أصقاع موريتانيا والعالم. متشحة بالأسود ومستترة بالظلام تذرف دموعها بصمت تلك هي مدينة أطار هذا المساء.

شاهد أيضاً

الرئيس السنغالي يقوم بزيارة عمل إلى موريتانيا

بدأ رئيس السنغال “باسيرو ديوماي فاي، اليوم الخميس، زيارة صداقة وعمل إلى موريتانيا تستمر يومًا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *