25 أبريل 2024 , 8:32

بريطانيا تدق ناقوس الخطر: نحن نخسر الحرب الناعمة

_41637_rt3 - Copieتخوض اليوم هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي حربا شعواء لكنها “ناعمة” ضد مثيلتها المقبلة من الشرق “روسيا اليوم” التي سجلت نجاحات مهنية بسبب الدعم المالي الذي تتلقاه.
موسكو – فيما يبدو أنها سخرية من هيئة الإذاعة البريطانية نشر موقع روسيا اليوم خبرا مفاده أن “الأزمة الاقتصادية الخانقة” في بريطانيا دفعت موظفي هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إلى ارتكاب “جرائم سرقة” في مبنى القناة، وخاصة سرقة “أوراق التواليت“.
وأضاف أن الصحفيين العاملين في القناة عبروا عن استيائهم إزاء سرقة أي شيء يبدو لا صاحب له، حتى لو كان كيس شاي أو قطعة حلوى، كما أن “اللصوص” يسرقون اللافتات التي تدعوهم إلى الكف عن السرقة.
وتعاني هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي من تراجعٍ في تمويل “خدماتها الإعلامية الخارجية” (World Service).
بالمقابل أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّه سيرفع ميزانية قناة “روسيا اليوم” أربعين في المئة أكثر من العام السابق، أي أنّها ستصبح أكثر من 343 مليون دولار أميركي.
وكان مدير الاخبار السابق لشبكة بي بي سي، بيتر هوروكس، حذر من تفوّق القنوات المملوكة للدولتين الروسية والصينية ماليا، وسط مخاوف كبيرة من الوقائع التي تشير إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة تخسران “حرب المعلومات” العالمية مع الكرملين.
وفي تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، أشارت فيه إلى أن هوروكس أكّد أنه يجب على الوزراء “مراجعة الإنفاق خارج بريطانيا، وإعادة النظر في كيفية تمويل خدمة بي بي سي العالمية، وذلك في إطار مكافحة موجة الدعاية التي تجتاح أوروبا والمدعومة من موسكو”.
وأكّد تقرير الغارديان تزايد القلق الدولي بشأن تطوّر مجال الأخبار في قناة “روسيا اليوم” بتمويل من الكرملين، خصوصا بعد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا والصراع مع الغرب. وكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، قد أبلغ النواب أنه عبّر للرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن قلقه إزاء أداء القنوات الإخبارية الروسية التي “تضخ صورة مشوهة” للأحداث في أوكرانيا.
فيما قال بيتر هوروكس، الذي تنحى في وقت سابق من هذا الشهر، إن “هيئة الإذاعة البريطانية طلبت من وزارة الخارجية أي شيء تريده للقيام بتمويل الشبكة من أجل برمجة إضافة لأوكرانيا، لكن الرد لم يأت حتى الآن”، علما أن وزارة الخارجية كانت قد أوقفت التمويل للخدمة العالمية منذ أبريل الماضي، وأصبحت الميزانية السنوية تأتي من رسوم الترخيص.
وأضاف هوروكس “روسيا والصين تفوقتا علينا ماليا، غير أنهما لن تسبقانا بأي حال من الأحوال من حيث النتائج التي تتعلق بنسبة مشاهدة الجمهور. علينا لعب دور الطرف المحايد، دون أن نقف إلى هذا الجانب أو ذاك، بل يجب أن نقدم للناس ما يستطيعون الثقة فيه”.
وفي هذا السياق، نقلت الغارديان عن رئيس لجنة مجمع اللوردات البريطاني لشؤون الثقافة والإعلام والرياضة، جون ويتينغديل تصريحه إنّ “الروس والصينيين متفوقون علينا جدا، وقد أثرت هذه المسألة في بي بي سي، فالمساحة التي نخسرها في الحرب الإعلامية مروعة”.
بموازاة ذلك، أشارت الغارديان إلى أن جمهور بي بي سي ارتفع بشكل ملموس على خلفية الأزمة الأوكرانية، فارتفع تعداد مشاهدي قناة بي بي سي الروسية إلى أكثر من الضعف وبلغ 6.9 مليون شخص.
وفي أوكرانيا تضاعف الجمهور بنسبة 3 مرات، حتى وصل إلى 600 ألف مشاهد. علما أن العدد الكامل لجمهور الشبكة يصل إلى 265 مليون مشاهد في الأسبوع الواحد، منهم 4.191 ملايين من مشاهدي خدمة الأخبار العالمية.
غير أن تأثير قناة “روسيا اليوم” المملوكة لروسيا تفوق وقد نوقش برمته في اجتماع الدول الكبرى العشرين (G20) الشهر الماضي في أستراليا. ويصل عدد مشاهدي “روسيا اليوم” إلى 700 مليون مشاهد، فيما لم يُحدد، بدقة، عدد متابعيها خصوصا مع بثها بالأسبانية في أميركا الجنوبية.
ويرجح خبراء أنّها ستقترب من جمهور علاقته سيئة بالقنوات الأوروبية ــ الأميركية عموما.
وافتتحت “روسيا اليوم” أخيرا مقر قناتها الموجهة إلى الجمهور الناطق بالإنكليزية في ميلبانك، إحدى ضواحي لندن، وأعلنت أنها ستعقب هذا بإطلاق قنوات خاصة ناطقة بالفرنسية والألمانية خلال العامين المقبلين لتضيفها إلى اللغات التي تبث بها، وهي الأسبانية، والعربية، والروسية.
ويضيف كاتب المقال في الغارديان أنه من المعلوم أنّ الحروب لا تُخاض بالأسلحة فحسب، فهناك معارك تدار على الشاشات، كما على الورق. إنّها الحرب الإعلامية التي لطالما دفعت الدول المليارات للفوز بها.
وقد بدأ تعبير “الحرب الناعمة” يُستعمل كثيرا لتفسير ما يحدث إعلاميا على الأقل. في هذا السياق، يقول الرئيس السابق لشبكة قنوات التلفزة البريطانية المستقلة ITN، ستيوارت برفيس: “إنّها الحرب الناعمة التي ترث الحرب الباردة. الروس والصينيون يدعمون أنظمتهم بكل الوسائل، وبريطانيا لا تنفق ما يكفي، وهذا واضح”.
يذكر أن الإعلام الروسي بالعربية والإنكليزية ينشط بمراسلين في مناطق الصراعات واستفرد في أخبار حصرية هامة، فضلا عن إجراء لقاءات مع شخصيات مثيرة للجدل مثل مؤسس موقع ويكيليكس الذي أدار حوارا مع حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان، بالإضافة إلى شخصيات هامة أخرى مثل طارق علي ونعوم تشومسكي.

شاهد أيضاً

أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئاسة ليبيا

كتب سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، عقب بيان أهالي الزنتان حول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *