19 أبريل 2024 , 5:53

قصة نجاح المجموعة الحضرية.. يبدوا أنه وراء كل عمل عظيم امرأة / محمد سيدي محمود

سيدي

استطاعت رئيسة المجموعة الحضرية اماتي منت حمادي في وقت وجيز أن تلفت إليها الأنظار بنجاحاتها المطردة وإبداعاتها المميزة في مجال العمل الذي ينفع الناس مسفهة بذلك النظرة النمطية للمرأة، تلك النظرة التي لا ترى للمرأة أهلية لتقلد المناصب السامية في الدولة مع أن أحد الشعراء سجل اعتراضه على تلك النظرة منذ ألف سنة فقال :
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال
أنا لست من المهووسين بإطلاق الألقاب على غرار النعوت التي نعتت بها نساء على مستوى العالم أظهرن قدرات كبيرة في مجال تسيير الشأن العام، فأطلقوا مثلا على رئيسة وزراء بريطانيا “مارغريت تاتشر” لقب المرأة الحديدية ولكنني ببساطة مواطن عادي لا يوغل في فلسفة الأمور تحصلت لدي قناعة بأن السيدة اماتي منت حمادي من أبرز المسؤولات والمسؤولين اللواتي والذين تعاقبن أو تعاقبوا على مصالح المواطنين في الجمهورية الإسلامية الموريتانية
لست من أهل الفلسفة والواقع الذي لا يحتاج إلى بيان هو أن عاصمتنا كانت إلى الأمس القريب مدينة أوساخ بامتياز أينما وليت وجهك فستكتحل عيناك بالقمامة، وبعد أشهر تعد على أصابع اليدين من توليها رئاسة المجموعة الحضرية تحولت العاصمة إلى مدينة نظيفة، أو هي في طريقها الصحيح إلى ذلك
ليست نظافة مدينة نواكشوط ضربة حظ ولا نفثة نافث ولا سحر ساحر. وإنما هي عمل قاس وتضحية استثنائية قدمتها هذه السيدة
واستطاعت رئيسة المجموعة الحضرية أن ترتقي بنظافة المدينة إلى معان أسمى وأن تجعلها بنكهة وطنية حيث أقنعت المواطن العادي والهيئات الحكومية وغير الحكومية بضرورة المشاركة في التنظيف فأومأت للجميع أن تعالوا إلى كلمة سواء بين الموريتانيين ننظف مدينتنا ونحافظ على وجهها ناصعا متألقا جميلا بوصفها العنوان الحضاري للجمهورية الإسلامية الموريتانية
هو نجاح بقيمة مضافة حققته اماتي منت حمادي يوم زفت نظافة نواكشوط متوهجة في فستان زفاف خيوطه من حرير وإستبرق الوطنية وألوانه بالأخضر والأصفر، ونكهته ترقية الإنتماء والمواطنة
وهنا لابد من استحضار بيت أبي الطيب المتنبئ أيضا
ولو أن النساء كمثل هذي لفضلت النساء على الرجال
ـ بقلم : الصحفي والشاعر محمد ولد سيدي محمود

شاهد أيضاً

تساؤلات من مراقب !!!/ التراد ولد سيدي

في ظروف توالد وتكاثر المبادرات التي يتنافس فيها الآخيرون مع الاولين في إظهار ولائهم الحقيقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *