19 أبريل 2024 , 17:07

المشروع الإسلامى والديمقراطية «1-5» / د. كمال الهلباوي‮ – قيادي سابق في جماعة “الإخوان المسلمين”

1_2011104_21195فى الديمقراطية الحديثة، تتعدد المشروعات التى تستند إلى خلفية فكرية وثقافية وتربوية حتى لو كانت فى إطار واحد. أعنى بذلك الإطار الشيوعى أو الإطار الاشتراكى، والإطار الناصرى أو الإطار القومى، والإطار العلمانى الليبرالى والإطار الإسلامى أو غيرها، ومن ثم ينعكس هذا على العمل السياسى وعلى الأحزاب السياسية…
… تتطور المشروعات الديمقراطية، كما تتطور المشروعات الإسلامية، كما تطور المشروع الشيوعى فى ضوء البيروستورايكا الجوربا تشوفية. من لا يتطور على مستوى العصر حتماً سيموت أو يتلاشى.
هذا الإطار الفكرى والثقافى يظهر مرة أخرى من خلال البرامج السياسية التى يقبلها الشعب أو يرفضها، يميل إليها أو يميل إلى غيرها. فى هذا المقال المقتضب أتحدث فقط عن المشروع الإسلامى الذى لم نره كاملاً بعد، حيث علت أصوات فى المشروعات التى تنتسب إلى الإسلام لا علاقة لها بالمشروع الإسلامى الصحيح. وارتكبت جرائم بشعة لا سند لها من القرآن والسنة أو قول جمهور العلماء. من هذه الجرائم التكفير رغم أنه حكم شرعى، ومنها الاستحلال، ومن ثم كان انتهاك الضرورات الخمس دون مبرر مقبول أو دليل شرعى محترم. بكل تأكيد هناك أكثر من مشروع فى الإطار الإسلامى، ولذلك تعددت البرامج السياسية الحزبية حتى احتار الناس أيها هو الصحيح.بعض الحركات والأحزاب التى تسمى نفسها إسلامية، والتى تعمل تحت ستار إقامة دولة الإسلام أو دولة الخلافة أو غيرها، تستغل السذج من المسلمين باسم الدين الحنيف، فى ارتكاب جرائم عنف وشغب وإرهاب، حتى عاد بعض الشباب المسلم مستعداً للموت فى أى مكان ينادى فيه بعضهم بدولة الإسلام.من ذلك إرهاب داعش البارز اليوم وغيرها كالقاعدة وجبهة النصرة على سبيل المثال لا الحصر. مئات الحركات والمؤسسات تعمل فى التخريب والتدمير باسم الدين، وبعضهم قد يكون مرتبطاً أو يعمل فى خدمة مشروعات ومخططات خارجية- بعلم أو دون علم. كل هذا باستغلال الدين، وخصوصاً التلويح بالمشروع الإسلامى وهو منهم براء فى كثير أو قليل.
المشروع الإسلامى الذى نراه صحيحاً، يختلف كثيراً حتى فى الجوهر والمعنى والمبنى، عند الحركات والأحزاب والمؤسسات التى تسمى نفسها إسلامية، ومن الواضح لى أنهم، فى معظمهم يعيشون فى وهم واستغلال حب الناس وخصوصاً الشباب للدين وأعمال الخير، خاصة فى بيئة تحتاج بل تشتاق إلى عمل الخير، سواء فى مجال رعاية الأيتام وأولاد الشوارع وكبار السن وبناء المساجد والمستشفيات أو العيادات التى تعالج المرضى وخصوصاً الفقراء بالمجان، ومنها النموذج العظيم الذى أقامه فى أسوان صديقنا العزيز المحب لوطنه، الأستاذ الدكتور مجدى يعقوب.فى حالة وجود مشروع إسلامى متفق عليه أو شبه مجمع عليه، ستموت أو تتلاشى أو على الأقل فى المرحلة الأولى، تضعف كل المشروعات الأخرى، التى ترفعها تلك الجهات والجمعيات والحركات والأحزاب، والتى تتميز بالعنف والتدمير والخراب والتخلف عن مقتضيات العصر، سواء فى الناحية الفكرية أو المنهجية أو الناحية السياسية والاقتصادية والمجتمعية وغيرها، حتى أصبحت تهديداً مباشراً للدول والأنظمة التى تختلف معها. خذ سوريا والعراق نموذجاً لذلك. وأى ناظر عاقل للموقف سيختارهنا أقل الضررين، حيث لا يستفيد من الفوضى القائمة واللادولة، إلا أعداء الأمة وفى مقدمتهم الحركة الصهيونية وإسرائيل.نقول مبدئياً إن المشروع الإسلامى، لو كان صحيحاً وسطياً عالمياً، فإنه سيظهر صورة الإسلام الحقيقى، ويحول دون تشويه العرب والمسلمين وحضاراتهم، وقد يقبل عليه الآخرون دون إكراه. «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ». وكذلك «لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ».. والله الموفق.

شاهد أيضاً

تساؤلات من مراقب !!!/ التراد ولد سيدي

في ظروف توالد وتكاثر المبادرات التي يتنافس فيها الآخيرون مع الاولين في إظهار ولائهم الحقيقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *