بن جدو: نحن في “الميادين” منحازون لمشروع المقاومة وندعم السياسة الإستراتيجية للحكم في سوريا لكننا لا ندافع عن أي نظام

أكد بن جدو في بداية حديثه لــ توب نيوز ، أن قناة الميادين تختصر رؤيته السياسية و الإعلامية و الثقافية كما تشكل مشروعه الثقافي و الإعلامي و السياسي ،لافتاً أن هناك من توقع في بداية انطلاق الميادين أن مهمتها هي الدفاع عن النظام السوري على اعتبار أن وجود الميادين تزامن مع مغادرته للجزيرة نتيجة سلوكها الإعلامي بتعاطيها مع الأزمة السورية لكن فيما بعد أكد بن جدو أن الكل تفاجأ أن هدف الميادين هو ليس الدفاع عن أي نظام ، لكن قد يكون البعض قد ظن ذلك من خلال مواجهة الميادين للظواهر النشاز التي حلت بالعالم العربي مؤخراً من تكفير و تطرف

و أضاف بن جدو نحن لدينا رؤية واضحة ومنحازون لكل من يتبناها فنحن مع المقاومة ونساند الأنظمة ذات التوجه العروبي المقاوم و هذا ما شكل تقاطعاً بيننا وبين  القيادة السورية التي أثبتت أن سياستها الإستراتيجية تقوم على ذلك وفيما يتعلق بالتغطية الإعلامية نحاول العمل بحرفية ونقدم رسالتنا بمهنية ليكون الرأي و الرأي الآخر حاضر دائماً لدينا.

– نحن في الميادين منحازون لمشروع المقاومة وندعم السياسة الإستراتيجية للحكم في سوريا لكننا لا ندافع عن أي نظام

–  بن جدو :ارتبطت بعلاقة عضوية مع الإخوان في الفترة السابقة لكن خيبة الأمل كانت كبيرة بعد أن تخلت الحركات الإسلامية عن مشروعها و تطلعت للسلطة

– الجزيرة تبنت الخطاب الديني والطائفي منذ بداية الأحداث في سوريا لذا قررت أن أقتلع نفسي من هذا الخطاب

وعن تمويل الميادين أكد بن جدو أن الميادين تمول من قبل رجال أعمال ومن يدعمها لا يشترط أن يكون من هذا المحور بالضرورة و أن كان منسجماً مع أفكارنا و توجهاتنا  من رفض الهيمنة والتدخل الخارجي و دعم القضايا العربية ، نافياً أي تمويل للميادين من قبل إيران أو حزب الله  مؤكداً أنه بالوقت الذي ستحصل به الميادين على دعم من إيران لن يتأخر أبداً لإعلان ذلك دون أي حرج .

وأشار بن جدو أن انحياز الميادين لجهة معينة هو انحياز لمشروع  ولرؤية استرتيجية وعلى سبيل المثال نحن ندعم حزب الله كحزب مقاوم لكن لا علاقة لنا  بالخصومة القائمة بين حزب الله والسلطة البحرينية فهذا شأن داخلي للحزب و كذلك الأمر بالنسبة لسياسة إيران و سوريا الداخلية  وننقل الأخبار المتعلقة بهذا الشأن من كل الاتجاهات لكن عندما يتم استهداف المقاومة فنحن مع المقاومة وفي السياق ذاته أكد بن جدو أن رغم تحفظاتنا على حركة حماس لكن عندما يتم استهداف حماس كحركة مقاومة فنحن مع حماس بهذه النقطة .

علاقة بن جدو مع التيارات الإسلامية

وعن علاقته مع الإخوان أكد أن علاقة عضوية لفترة طويلة جمعتهم  في تونس حيث كان منتمي للتيار الإسلامي الوطني بالوقت الذي كان هذا التيار يعبر عن الهوية العربية وعن مركزية القضية الفلسطينية لكن في أواخر الثمانينات انقطعت العلاقة بينهم منتقلاً لعلاقة وطيدة مع المقاومة وأصبح المشروع الوطني لديه هو الأساس مؤكداً أن الحركات الإسلامية مرت بمراحل تطور كثيرة وانسجمت مع التطلعات العربية والدليل على ذلك هو الانسجام على مدى عقود بين حركة حماس الإخوانية والنظام السوري ذو التوجه البعثي القومي 

وكان من المفترض أن هذا الزمن الطويل  كفيل بإزالة كل الحواجز العقائدية والفكرية اضافة لنضال مشترك إزاء القضية الفلسطينية لكن ما حصل هو خيبة الأمل الكبرى الذي أصبنا بها مع بداية الهبات الشعبية بالدول العربية حيث تخلت الحركات الإسلامية عن مشروعها و تطلعت للسلطة من خلال استثمار الحراك الشعبي العربي على حساب المبادئ ومن هذه الحركات ما عقد تحالفات مع الولايات المتحدة لتدعمها لتكون بديلاً للأنظمة الحالية

منوهاً في السياق ذاته أن المشكلة مع الحركات الإخوانية ليست مهادنة الولايات المتحدة لكن تخليهم عن حلفائهم و تغير أفكارهم و الانخراط بمشروع معاكس هو ما شكل صدمة كبيرة لنا،  ففي مصر عندما فاز الرئيس مرسي نحن دعمنا هذا الخيار لأن الثورة آنذاك رشحته بعد منافسة شفيق أحد أركان نظام مبارك لكن الردة التي وقع بها الإخوان جعلتنا نعيد حساباتنا لذلك أخفقوا بمصر ولم يكن مسارهم السياسي لينجح بأي شكل من الأشكال

مشيراً إلى خطاب الرئيس المعزول محمد مرسي لشمعون بيريز الذي وصفه بالصديق آنذاك فهذا ما شكل تحول جذري سارع بسقوط الإخوان اضافة لقلة الحيلة ونقص التجربة في العمل السياسي والرغبة الجامحة في تولي السلطة بأي شكل من الأشكال على الرغم من أن الفترة السابقة كان لديهم صدق كبير في المشروع الوطني و العروبي  ومعادة إسرائيل ومواجهة العلمانية المزيفة ومواجهة الغرب.

تجربة بن جدو مع الجزيرة

وعن تجربته مع الجزيرة أكد أنه لم يقدم استقالته بقدر ما كان ذلك اقتلاعاً لنفسه منها بعد أن انحرفت انحرافاً خطيراً في العمل السياسي و الإعلامي و تبنت الخطاب الديني منوهاً أن الجزيرة منذ بداية الأحداث بدأت تتحدث بلغة طائفية وتتكلم عن التقسيم الطائفي والمذهبي، والشيخ القرضاوي ساهم بذلك لذا كان لابد من ترك الجزيرة فنحن في الميادين قد نختلف أو نتفق مع أي جهة، لكن نبذ الخطاب والتحريض الطائفي هو من أساس عملنا ومن هنا جاء اتفاقنا مع حزب الله  فحزب الله هو حزب إسلامي وله خصوصية عقائدية وقد نتفق معه و قد نختلف بكثير من المسائل لكنه صاحب مشروع وطني وينبذ أي خطاب مذهبي وإيران كذلك الأمر فهذه خصوصية لكل حلفائنا لكن نتفق معهم بالمسائل الإستراتيجية .

وعن علاقته بالقيادة القطرية أكد بن جدو أن قطر كانت تدعم المقاومة ونظام الممانعة بسوريا وكانت علاقات جيدة تربط بين قطر وسوريا لكن التحول بسياسة قطر هو السبب في موقفنا الحالي،  وعلى الرغم من ذلك أكد أنه ليس مع سياسة قطع العلاقات مشيراً إلى أن أي مجال لسد الثغرات و لمساعدة قطر أو السعودية أو تركيا للتراجع عن موقفها علينا أن نستثمره لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا مؤكداً أن الرئيس الأسد سيرحب بذلك .

وفي سياق مختلف قال بن جدو ” من الملفت في الأيام الماضية ما جرى في شمال كسب  وتزامن ذلك مع هبوط طائرات تركية في كردستان العراق ، مؤكداً أن ما تقوم به تركيا في الفترة الأخيرة يقع بين احتمالين إما أردوغان يريد أن يستثمر ذلك بالانتخابات الداخلية ليظهر تركيا على أنها دولة قادرة ، أو أن ذلك يجري بتنسيق مع الولايات المتحدة وهذا ما قد يكون مستبعد على الرغم من وجود دلائل قاطعة تؤكد التورط الأمريكي في الحرب السورية من حيث التدريب و نقل الأسلحة لكن قد لا يتعدى تدخل الولايات المتحدة حدود ذلك ، ومن المستبعد أن تدخل بحرب مفتوحة بظل وضعها الراهن فهي تبحث عن انسحاب أمن من أفغانستان و تحاول بناء علاقات مع إيران اضافة أن المحور الممانع شكل تعديلاً بالتوازن تجاه الولايات المتحدة ،  فعودة روسيا كقوة عالمية و ظهور إيران كقوة إقليمية إضافة للتقارب الروسي الإيراني وبالتالي لن يكون من السهل أن تقدم الولايات المتحدة على مغامرات عسكرية بظل هذا التوازن القائم. 

ويختم بن جدو قائلاً ” أن العالم يتجه نحو نظام دولي جديد بعد فشل ما كان مخطط له من إسقاط سوريا بإسقاط الرئيس الأسد وبالتالي إضعاف حلفائها ، مؤكداً أن نهاية الأزمة السورية هو إما بانتصار طرف على الآخر وهذا ما سيكلف مزيداً من الوقت والدماء وقد يكون صعب المنال أو بتسوية كبرى لكن إذا ما حدثت هذه التسوية ستكون حتماً لصالح محور المقاومة بعد الصمود الروسي الإيراني السوري.

شاهدوا فيديو الحلقة على يوتيوب على الرابط التالي :

https://www.youtube.com/watch?v=NE_OKS2CW_M

 المصدر: قناة توب نيوز