18 أبريل 2024 , 17:23

الصحفي/ المختار ولد عبد الله يكتب: دبلوماسية أستاذنا الحاج…؟ وتحليله غير المصطفى…. ! (رد)

unnamedعجيب أمر بعض من ألبسوا أنفسهم صفات “حملة الرأي والكتاب الجدد” الذين أقحمتهم عوالم الشبكة العنكبوتية المفتوحة وفضاءات الرأي الحر عبر المواقع والمنتديات الصحفية الالكترونية المستقلة بكل إسفاف وسوقية وتطاول على الغير في كل صغيرة وكبيرة تكتب هنا أو هناك ، فطفقوا يتهجمون بلا مبرر ودون وازع علمي أو أخلاقي يحسن السكوت عليه، على كل من يكتب أو يصرح بفكرة أو رأي يخالف هواهم أو توجهاتهم، في استهداف مباشر وغير موضوعي للأشخاص أصحاب الرأي أو التصريح أو المقال، لا للمشاريع والأفكار والمعلومات التي يتضمنها المكتوب.

هذا للأسف هو الشعور الذي وجدتني مضطرا للتعبير عنه وأنا أطالع مقالا تحت عنوان “دبلوماسية الفرد… تتألق” لكاتبه الذي يحمل اسم “الأستاذ الحاج ولد المصطفى” ولا أدري هل هو اسم مستعار أم صفة لصاحب الصورة المرفقة بالمقال المذكور والذي نشرته عدة مواقع واعتبره صاحبه ردا على مقال كتبته قبل يومين تحت عنوان:  “الدبلوماسية الموريتانية تتألق، و الرئيس محمد ولد عبد العزيز عراب الوصل بين أمجاد الحاضر والماضي، تأسيسا للمستقبل”.

الغريب في المقال الذي نسب للأستاذ الحاج ولد المصطفى الذي لا أعرفه شخصيا ولا صلة لي به على الإطلاق ولم أشترك معه من قريب أو من بعيد في جدل سياسي أو سجال من أي نوع، ولا حتى أعطيت لنفسي حق الرد بالإسم والصفة على بعض مقالات الرأي المنشورة باسمه أو باسم غيره على الشبكة العنكبوتية لا لأنني أتفق مع فحواها وإنما لسبب بسيط هو أنني اعتبر الرد على كتاب الآراء الحرة التي تعج بها صفحات المواقع والمنتديات الالكترونية  تعبيرا حرا عن مواقفهم الشخصية وتحليلاتهم الخاصة للأحداث والوقائع، وهو تعبير حر لا يحتمل النقاش ولا الجدل ولا المسجالات، لأنه مجرد رأي شخصي للجميع الحق في الأخذ به وللجميع الحق في تجاهله أو الاختلاف معه دون تقريع صاحبه أو محاولة بسط وصاية أخلاقية عليه يقدم باسطها دروسا في الأخلاق والقيم لكاتب الرأي الحر، مفعمة بالتسفيه والتبخيس لا لسبب سوى أن محتوى الرأي لا يلاقي هوى في نفس من نصب نفسه قائد مفرزة أخلاقية يجب أن تحصل كل الآراء الحرة المنشورة عبر المواقع على تزكية منه  لكونه يتفرد بصفات خارقة للعادة ليس أقلها كونه سلطة لتوزيع وتقسيم الألقاب والصفات والتقديرات على كتاب الآراء الحرة التي لا تتفق مع توجهاته…؛

لقد قدم صاحبنا ” الأستاذ الحاج “تعريفا  رائعا للدبلوماسية لغة واشتقاقا ، وقدم لها تعريفا دلاليا جامعا بقول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: (لو أن بيني وبين الناس شعرة لما قطعتها  إن أرخوها شددتها وإن شدوها أرخيتها)وهذا التعريف قريب من المتداول في علم السياسة وهو (استعمال الذكاء والكياسة في العلاقات مع الدول) ، وكان الحاج الدبلوماسي مباشرا وغير موضوعي الطرح حين ربط واقع ما حققته الدبلوماسية الموريتانية ـ دون تقديم دليل بين على نفيه ـ بشخص رئيس الجمهورية وأحلامه وطموحاته مفتشا عن معالم ما أسميته في مقالي  بـ”التألق الدبلوماسي” وعن نتائجه على البلاد….

 

وهنا أحيل “الاستاذ الحاج” إلى نص مقالي الذي حاول تجاهله ليجد سندا لتهجمه على شخصي وتفكيكا “مبررا” للأفكار الواردة في المقال حتى يقدم للقارئ مغالطة تضفي طابع التهافت على فحوى المكتوب، وحتى لا ينخدع القارئ بالتناول المبتور الذي طبع تحليل ومعالجة أستاذنا الفاضل لمقالي حول فكرة الإنجازات فهاكم ما ورد في نصه بهذا الخصوص دون زيادة: “أما وقد تبين اليوم بالفعل لا بالقول، واستحقاقا لا تطفلا ولا تصنعا أن حمَلة مشروع إعادة التأسيس ومهندسي صياغة حلم إحياء الدور الحضاري والتاريخي الموريتاني المشرف قبل وبعد الاستقلال كجسر سلام وتواصل وتكامل وإشعاع ممتد بين شمال وغرب إفريقيا وشرقها وجنوبها وشمالها، تبين أنهم كانوا محقين وعلى رأسهم عراب هذه الانجازات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وهو أول المؤمنين بها فكرا ومشروعا حوله بتوفيق من الله وبعزيمة وإرادة وتصميم  إلى واقع نعيشه جميعا ، يتقبله أغلبنا ككل الانجازات التي تحققت في عهد رئيس الجمهورية ، وتتجاهله وتحاول التشكيك فيه ثلة معزولة بفعل الخلط المرضي لديها بين ما هو شخصي كعدم تقبلها لخيارات أغلبية الموريتانيين في جميع الاستحقاقات السياسية والانتخابية منذ تولي رئيس الجمهورية رئيسا منتحبا مقاليد السلطة في البلاد، وبين ما هو وطني ككل ما يرفع من شأن البلاد والعباد لا لشيئ سوى أنه تحقق في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ” انتهى الاستشهاد.

أما عن قولك يا أستاذنا “الحاج” مهلا أيها الدبلوماسي المحنك ..مهلا فكل شواهد التاريخ تقول إن دور شنقيط التاريخي صنعه العلماء والجهابذة والحفاظ والشعراء والأدباء والقادة العظام ..لا العساكر..

وموريتانيا كهمزة وصل بين العرب والأفارقة مفهوم أنتجته دبلوماسية الأستاذ المرحوم ( الإبن البار لموريتانيا ) المختار ولد داداه .

فمالذي أضافه صاحبك؟ فأوضح لك أن ما حاولت إيهام المتلقي بأنك من قاله وبأن كاتب مقال “الدبلوماسية الموريتانية تتألق” أهمله ، مجرد مغالطة أخرى يفضحها نص المقال الذي لا يمكن أن تصادره عبر مفرزة التزكية التي تنصبها دون وجه حق، حيث ورد واضحا وبارزا في نصه كما يلي :”إن الذين شككوا بالأمس القريب وما زالت مكابرتهم تملي عليهم المزيد من التشكيك في أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز قادرة على الخروج من المرحلة التي كانت فيها الغائبة أو المغيبة دائما عن السوح الدبلوماسية الإقليمية والعربية والدولية، والمحاصرة بسلسلة الأزمات الداخلية والهموم المرتبطة بتسيير الشأن العام اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وبعدم الاهتمام بالقضايا والثوابت الوطنية الكبرى وبنظام الحكم وأزمات غياب نموذج جاد للنظام الديمقراطي في البلاد لعقود طويلة كنا نخجل فيها طلابا ومسافرين وتجارا وعابري سبيل في مناكب الأرض وحتى ونحن نتابع نشرات الأخبار الدولية من غياب أي ذكر لبلاد شنقيط أرض العظماء أرض جهابذة العلماء والأئمة والمجاهدين بالحكمة والسيف والقلم وبدبلوماسية الفكر والثقافة والسياسة وهم كواكب الشناقطة الذين فجروا آفاق الدنيا بعلمهم وورعهم من أمثال ولد التلاميد ولمجيدري ولد حب الله وبداه ولد البوصيري والمجاهدين الشهداء البررة من أمثال ولد عبدوك والحاج عمر تال وفودي اجياكيلي وسيدي ولد مولاي الزين والشيخ ماء العينين ورعيل البررة من جيل المؤسسين العظام كالأب الراحل الأستاذ المختار ولد داداه ورفاقه الأشاوس . ألم يدرك الذين عاشوا كغيرهم من الموريتانيين حرج النكران والتجاهل والتهميش والإقصاء من حلبات الفعل والتأثير في الشأن الدولي أنهم و هم من يقزمون ما تم إنجازه مؤخرا أنهم بحاجة اليوم قبل الغد إلى مراجعة المعاني والدلالات التي ترمز إليها سلسلة الفتوحات الدبلوماسية الهامة التي تحققت في السنوات الثلاث الماضية فقط”. انتهى الاستشهاد.

 أما عن التساؤلات التي سقتها عزيزي الحاج رئيس مفرزة تزكية الآراء الحرة والوصي على مواقف الآخرين في قلب مكتوبك الصاخب بالتهجم والتقزيم والأحكام المطلقة والتي من بينها: “هل راعت الدبلوماسية الموريتانية أوضاع الطلاب الموريتانيين في الخارج ؟ ، وهل حمت الجاليات المقيمة في الخارج؟ وهل ضاعفت حجم الإستثمار في البلاد ؟ أم أنها طردت المستثمرين المحليين قبل التفكير في الأجانب ؟ وهل أعتمدت علي أصحاب الكفاءات العلمية والحنكة والذكاء والمهارة والخبرة….؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي تحمل في ثناياها بذرة الردود الشافية عليها، أقول لشخصك الموقر كرد مجمل عليها وجد مختصر: أليس من غير المنصف للقارئ وعدم احترام المتلقي محاولة قلب الحقيقة وتزييف الوقائع ؟ وهل بإمكاننا أن نمحو من أذهان الموريتانيين في الداخل والخارج ما أولته الدولة لحماية وتأمين جالياتنا في مناطق النزاعات وتنظيم رحلات جوية وبطائرات موريتانية لأول مرة في تاريخ البلاد لنقلهم من تلك المناطق وإعادتهم سالمين إلى أرض الوطن وأمثلة نقل الجاليات من ( ليبيا والكوت ديفوار ووسط إفريقيا) لا تحتمل النكران ولا التكذيب، هذا من جهة، وعن اعتماد أصحاب الكفاءات والخبرات العلمية في الداخل والخارج ألا تذكر أنه قبل شهر من الآن مثلا لا حصرا تم تنظيم أول منتدى وطني لأصحاب الكفاءات والخبرات ورجال الأعمال الموريتانيين الشباب المغتربين في شتى القارات ولم شملهم لأول مرة هنا في انواكشوط تحت الإشراف المباشر لرئيس الجمهورية للتعريف بإسهاماتهم و عرض الفرص المتاحة أمامهم للعودة إلى أرض الوطن…؟ وعن جلب الاستثمارات ، ألا يكفيك مثالا لا حصرا تنظيم اللقاء الاقتصادي الأول من نوعه في البلاد قبل أسبوعين في قصر المؤتمرات كأول منتدى للاستثمار في موريتانيا، بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال الموريتانيين والعرب وممثلي الشركاء في التنمية ، هذا المنتدى الذي سعى إلى الاستفادة من الدفعة الاقتصادية والاستقرار السياسي الذي شهدته موريتانيا خلال السنوات القليلة الماضية، للنهوض بالاقتصاد والدفع بالقطاع الخاص الموريتاني والعربي للمشاركة في الخطط الاقتصادية الطموحة الجارية في البلاد، وقد انتهى فعلا إلى نتائج بارزة ليس أقلها توقيع خمس اتفاقيات استثمارية بقيمة 250 مليار أوقية مع الصندوق السعودي للتنمية وتحالف الراجحي وصندوق النقد العربي إضافة إلى مذكرة تفاهم مع هيئة الإنماء الزراعي العربي.

أما عن قولك أيها الأخ العزيز في تهجم واضح على شخصي :”يقول مفكر “دبلوماسية الفرد” (قبل ثلاث سنوات من الآن استلم رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الرئاسة الدورية لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي حيث كان ذلك في أوج اندلاع أزمتي ليبيا والكوتديفوار وتولت بلادنا بحكم رئاسة مجلس السلم قيادة لجان الوساطة الإفريقية في هذين البلدين الشقيقين ولعب رئيس الجمهورية أدوارا بارزة للتخفيف من تبعات تلك الازمات المستعصية حتى على القوى الكبرى في العالم ). وأتبعتها في بتر واضح واجتزاء لنص المقال وتشويه لمضمونه بعدة تساؤلات، فأعيدك وأعيد القارئ إلى نص الفقرة التي أردت أن تستخلص منها ما تريد توظيفه متناسيا أن المقال منشور على كل المواقع، حيث جاء في نص الفقرة كاملة: ” فقبل ثلاث سنوات من الآن استلم رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الرئاسة الدورية لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي حيث كان ذلك في أوج اندلاع أزمتي ليبيا والكوتديفوار وتولت بلادنا بحكم رئاسة مجلس السلم قيادة لجان الوساطة الإفريقية في هذين البلدين الشقيقين ولعب رئيس الجمهورية أدوارا بارزة للتخفيف من تبعات تلك الازمات المستعصية حتى على القوى الكبرى في العالم وذلك بشهادة الممثل المقيم للأمين العام للأمم المتحدة في غرب إفريقيا سعيد جنيت وأمين الاتحاد الإفريقي للأمن والسلم في تلك الآونة رمضان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري الحالي ورئيس جنوب إفريقيا الحالي جاكوب زوما ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السابق الغابوني جان انبينغ وغيرهم من الزعماء والقادة الأفارقة وممثلي المنظمات العربية والقارية والدولية البارزة والشهادات موثقة في أرشيف تاريخ الأحداث وكان لها الأثر البارز في لفت الانتباه إلى ان موريتانيا لا تمتلك فقط احتياطيات هامة من المعادن والثروات الحيوانية والبحرية النادرة، بل إلى أنها تمتلك فوق كل ذلك ثروات بشرية هامة كانت تعيش في ظلام التهميش والتقاعس والإقصاء ، وهي ثروات دبلوماسية وسياسية وخبرات فنية هائلة تمكنها من دخول الملاعب الكبرى في الساحة الدبلوماسية الإفريقية والعربية والدولية” انتهى الاستشهاد.

أما عن قولك في ضعف بين للذاكرة وتنكر مكشوف لولي نعمتك وقيادة حزبك “حاتم” العقيد الراحل معمر القذافي : “هل تتذكرون صور ولد عبد العزيز وهو يغادر مطار بنغازي غاضبا من دون مودع رسمي ؟ وهل سمعتم ما قاله الليبيون وقتها لولد عبد العزيز (..لا سبيل لإنقاذ صاحبك..عد من حيث أتيت  ) لقد كان صاحبك يسعي لرد الجميل للعقيد الذي أخرجه من حصار إفريقي كاد يفشل مسعاه في انقلابه الثاني ولعلك تذكر زيارة العقيد وحديثه عن 6/6″ فهنا أقول لك بأن نبش ملف القذافي لا يسعفك كثيرا من الناحية السياسية لسبب بسيط هو كونه سيذكر الشعب الموريتاني بأن الحزب السياسي الذي تنتمي إليه كان على رأس من قدموا البيعة المشهورة للقذافي على حساب الانتماء للوطن وفي استقواء واضح على سلطات البلاد بالخارج يوم كان القذافي مرشدكم العظيم ، وكانت ليبيا قبلة لقيادتكم السياسية اللاهثة خلف التمويلات السخية للجنة العلاقات الخارجية وغيرها من اللجان الثورية في ليبيا، واليوم تحاول يا استاذنا الحاج أن تتلاعب عن قصد أو غير قصد بالتاريخ والوقائع كما قلب حزبك ومرشدوك السياسيون ظهر المجن للقذافي وباعوا علاقاتهم به في سوق نخاسة المصالح الشخصية والمال السياسي المشبوه، وهم في كل الأحوال كانوا أقرب إليه من الرئيس محمد  ولد عبد العزيز الذي كانت تربطه به مجرد علاقة رئيس برئيس دولة شقيقة.

 أما عن الرئيس محمد ولد عبد العزيز فقد جاء إلى ليبيا بدافع المسؤولية السياسية والأمنية والأخلاقية وبوصفه رئيسا لمجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي وعلى رأس وفد من قادة الاتحاد، ولا ضير في أن يخرج من ليبيا متأثرا بواقع الشعب الليبي وبما شاهده من دمار وانهيار للدولة الليبية الشقيقة يومها.

وعن  مواصلتك التهجم على شخصي دون معالجة مضامين مقالي ، تضيف مسترسلا في تحليلك : “ثم يوسع الصحفي المحاور نطاق إنجازات دبلوماسية ولد عبد العزيز ليدعي لها هذه المرة ما لا أذن سمعت ولا عين رأت فيقول:( على صعيد التكامل بين الوسطين الدبلوماسيين العربي والإفريقي كان دور موريتانيا بارزا في القمة العربية الإفريقية بالكويت حيث لعبت موريتانيا داخل كواليس القمة دورها الطبيعي كعنصر التقارب الموضوعي الأبرز بين الأفارقة والعرب على مر التاريخ ـ مع تجاهل عقود الغياب غير المبرر ـ وذلك من خلال تقريب وجهات النظر حول القضايا المشتركة بين المجموعتين وترتيب سبل التفاهم بينهما حول قضايا التعاون والتبادل الاقتصادي والسياسي والثقافي). مضيفا بعد ذلك ماهي القضايا التي قارب فيها ولد عبد العزيز بين العرب والأفارقة…؟ عن أية نتائج تتحدث….؟

مشكلتك يا عزيزي الحاج هي أنك لا ترى في حضور موريتانيا العربي والإفريقي غير شخص الرئيس محمد  ولد عبد العزيز كشخص، وهذه مشكلة لا يمكن أن تطالبني بإيجاد حل لها لأن حلها حسب وجهة نظري تملكه أنت وحدك، وهو أن تقبل بكل موضوعية أن نشاط الرئيس محمد ولد عبد العزيز نراه نحن كموريتانيين و يراه الشركاء والإخوة والأشقاء العرب والأفارقة والأصدقاء الدوليون نشاطا وحضورا للجمهورية الإسلامية الموريتانية ، بينما مشكلتك أنت هي عدم القدرة على الفصل بين شخص الرئيس والمصلحة العامة للدولة وما تحققه الدولة من انجازات يشرف الرئيس محمد ولد عبد العزيز أنها تمت في عهده بغض النظر عن كوننا أنا وأنت نتفق أم نختلف على من عمل على أنجزاها وباشره.

 عزيزي الفاضل “الحاج، لا يفوتني أن أنبهك إلى أن أبسط أنواع التوصيف هو ذلك النوع الذي لا يكلف صاحبه غير إلقاء الكلمات على عواهنها كقولك:  ” قمم ابروتوكولية لاتقد م ولا تؤخر ولا ينتظر منها الأفارقة  أو العرب شيئا ؟ وينسج الكاتب علي منوال الرسم بالكلمات خدعة جديدة تنقلنا من عالم المعطيات الواقعية حول رئاسة ولد عبد العزيز للإتحاد الإفريقي إلي نسيج من التراكمات اللفظية التي توحي للسامع بأن النتيجة طبيعية والأحداث مرتبة ترتيبا حقيقيا يقول : (هذه البلدان التي عبرت لاحقا في القمة الثانية والعشرين للاتحاد الإفريقي قبل أزيد من أسبوعين في أديسبابا عن اعتزازها الكبير بنيل موريتانيا الرئاسة الدورية للاتحاد بكل جدارة واستحقاق وبمباركة الدول الأعضاء فيه وتزكيتها، وقد جاء هذا التألق الثاني من نوعه بعد ما يزيد على أربعين عاما من الحضور الباهت) نعم لقد أوردت ما يدين كلامك فهذه حقيقة لا مراء فيها وتصريحات شهادات رؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة وغيرهم من وزراء الخارجية العرب والأفارقة للتلفزة الموريتانية وغيرها من وسائل الإعلام الوطنية والدولية التي تولت تغطيتها تكفي ردا على نفيك لما أوردته كشهادة على احتفاء الدول العربية والإفريقية بالرئاسة الموريتانية للاتحاد الإفريقي، ولا أظن أنك تضن على وطنك بهذا التقدير حتى ولو كنت تكره أن يكون التاريخ قد سجل أنه جاء في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز وبعد ما يزيد على 40 سنة من رئاسة الاستاذ العظيم أب الأمة المختار ولد داداه رحمه الله للاتحاد الإفريقي لأول مرة.

وعن تحاملك الواضح هذه المرة على الرئاسة الموريتانية للاتحاد الإفريقي والتقليل من شأنها فلا أرى أنه من المناسب أن يصدر عن أحد قادة الرأي الوطنيين الذين تعج مقالاتهم ودروس الأخلاق التي يقدمونها بمناسبة وبغير مناسبة للموريتانيين بالمطالب المشروعة بأن تعود موريتانيا إلى مكانتها المستحقة في المحافل العربية والإفريقية ، ثم إن قولك الضعيف سبكا وإقناعا بأن:”الجميع يعلم أن الرئاسة كانت ستؤول لإحدى الدول في شمال إفريقيا ومصر وفق محاصصة معروفة ومدروسة ولكن ظروفا استثنائية جعلت جميع الدول المؤهلة لها تتغيب لأسباب داخلية بحتة ، مما جعل الطريق ممهدا لصاحبك بلا حول من دبلوماسيتك المتألقة  ولا قوة .!” فأقول لك يا عزيزي الحاج  من أين أتيت بهذا الكلام المرسل..؟ وإذا صدقنا جدلا بأن موريتانيا تولت رئاسة الاتحاد لأن بقية الدول غير مؤهلة ـ حسب وجهة نظرك لتولي الرئاسة ـ فهذا أكبر دليل على أن موريتانيا مؤهلة لذلك عكس ما منعها من تحقيقه طيلة الأربعين سنة الماضية، وهو ما مهد الطريق بالتالي أمام من تصفه بـ”صاحبي الذي أعتز بصحبته وبكل جدارة وتألق دبلوماسي لنيل ثقة نظرائه الأفارقة لتولي رئاسة الاتحاد، ولا أظن موريتانيا إلا تستحق أكثر من ذلك، وهو الشيئ الذي لا يراودني شك في أنك ككل الموريتانيين كنت تتمنى أن تراه مجسدا على أرض الواقع وإن كنت وإياك نختلف حول مدى اسهام رئيس الجمهورية في تحقيقه كمشرف وقائد مباشر بحكم مهامه الدستورية لكل العناصر والمكونات البشرية والمؤسسية للدبلوماسية الموريتانية.

وفي الختام لا بأس أن تحلل وتنتقد كما تريد، فهو حقك الطبيعي المحمي بالقوانين والأعراف المنظمة لحرية التعبير والحريات الصحفية وغيرها، لكن ما لن أقبله شخصيا ولن يقبله القارئ وما لا تقبله أخلاقيات التناول المحترم للكتابات والمقالات و الآراء الحرة هو تشويه وقلب طبيعة النصوص وتفكيكها والرد على فقرات مقتطعة من سياقها داخل النص وتقديمها بشكل لا يخدم إلا غاية واحدة هي تمرير خطاب معين تحت غطاء التحليل دون احترام حق الكاتب في التعبير عن رأيه كما يريد.

ثم إن استهداف الأشخاص والتعريض بهم كأشخاص لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم دون الحاجة إلى مشورة، أو اتفاق، أو تزكية، أو رأي، أو وصاية من أي شخص آخر مهما كان، قد لا يكون مجديا في سبيل خلق فضاءات للسجال الفكري والثقافي والسياسي المحترم، بقدرما هو فتح لباب التنابز بالألقاب واختلاق لمعارك جانبية ذات طابع لفظي عنيف وخشن، الساحة الثقافية والسياسية الوطنية ليست في حاجة ماسة إليه، وإنما هي في حاجة أكثر إلحاحا إلى أن تطور النخب السياسية والثقافية والفكرية من مستوى ترفعها الأخلاقي والقيمي عن مناوشات ليست من الحصافة ولا التنور في شيئ.

مع بالغ التحية لأخي الحاج مصطفى ، وكل التقدير والاحترام لمبادئ اختلاف الرأي وحرية التعبير دون المساس بثوابت القيم والأخلاق.

شاهد أيضاً

تساؤلات من مراقب !!!/ التراد ولد سيدي

في ظروف توالد وتكاثر المبادرات التي يتنافس فيها الآخيرون مع الاولين في إظهار ولائهم الحقيقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *