20 أبريل 2024 , 10:06

رئيس الجمهورية يفتتح القمة الأولى لدول الساحل في نواكشوط

16-02-2014-M00003افتتح رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم الأحد بقصر المؤتمرات في نواكشوط، القمة الأولى لدول الساحل بمشاركة نظرائه في اتشاد والنيجر ومالي وبوركينا افاسو وبحضور الوزير الاول الدكتور مولاي ولد محمد لقظف.

وتناقش هذه القمة التي تنعقد تحت شعار” الأمن والتنمية” وتدوم يوما واحدا، جملة من القضايا التي تهم دول الساحل بشكل عام والدول المعنية على وجه الخصوص، ضمن

مقاربة تهدف الى إرساء قواعد تنمية منسجمة ووضع الأسس اللازمة لمواجهة التحديات المشتركة.

كما يطرح على طاولة قادة الدول الخمس، تحديات التنمية والأمن الغذائي، ومكافحة الفقر والأمية.  وفي خطابه خلال افتتاح أشغال القمة، أكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على أهمية إحداث نهضة تنموية بدول الساحل موضحا انها مسؤولية القادة الافارقة أمام شعوبهم وامام التاريخ.

وأضاف أن منطقة الساحل تمتلك العديد من المزايا التي تمكنها من ضمان مستقبل زاهر لأبنائها.

وفيما يلي نص خطاب رئيس الجمهورية:

أصحاب الفخامة رؤساء الدول وأخوتي الأعزاء

السيد الوزير الأول

السيد رئيس الجمعية الوطنية

السيد رئيس مجلس الشيوخ

السادة الوزراء ، السادة والسيدات أعضاء السلك الديبلوماسي

السادة والسيدات،

أود أن أتوجه الى أصحاب الفخامة السادة الرؤساء والأخوة الأعزاء ببالغ شكري على تشريفهم قمة نواكشوط بحضورهم.

كما يطيب لي بهذه المناسبة أن أعبر لكم، باسم الشعب الموريتاني وحكومته وباسمي الخاص ، عن ترحيبنا الحار بكم، متمنين لكم إقامة طيبة بيننا، في وطنكم الثاني، موريتانيا.

أصحاب الفخامة،

أيها السادة والسيدات،

يأتي انعقاد هذه القمة كما تعلمون، في وقت حساس بالنسبة لمنطقتنا، فالتهديدات الأمنية التي تعانيها منذ عشر سنين، لا تزال تذكرنا رغم تراجعها مؤخرا ان الحرب على الارهاب والجريمة المنظمة، تستدعي يقظة مستمرة وعملا مشتركا طويل النفس.

ان استمرار هذه الكارثة في منطقة الساحل يمثل تحديا كبيرا خاصة انه يفاقم تحديات التنمية ومحاربة الفقر.

فالعلاقة بين الأمن والتنمية وثيقة، فلا تنمية مستدامة بدون أمنم ولا أمن مستقرا دون تنمية حقيقية.

أصحاب الفخامة،

أيها السادة والسيدات،

لا ينبغي ان تحجب عنا التهديدات التي يجب ان نوحد جهودنا في مواجهتها، حجم التقدم المنجز، فينبغي أن نسجل بارتياح تحرير شمال مالي وعودة المؤسسات الدستورية في هذا البلد الشقيق بفضل دعم جميع شركائه، ان نكران الذات الذي تحلى به الماليون وتدخل القوات المشتركة المكونة من وحدات عسكرية من دول الساحل يستحق الإشادة.

سيحفظ التاريخ المعاني الرفيعة لتضحية الضباط والجنود التشاديين البواسل، الذين اخرجوا العصابات المسلحة التي ظلت تعيث فسادا في شمال مالي، من أوكارها.

لقد فرضنا في موريتانيا اغلاقا تاما لحدودنا في وجه العصابات المسلحة الباحثة عن ملجإ ، واستقبلنا عشرات المدنيين الماليين الذين أقاموا بيننا في سكينة، كما تعودوا اخوة اعزاء.

أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،

تسمح لنا تجاربنا المتراكمة بفهم أفضل للتحديات المعقدة لنقدم لها استجابات مناسبة، فنحسن أدواتنا وطرائق عملنا وتنسيق تدخلات بلداننا. لقد ضاعف المجتمع الدولي مبادراته لصالح منطقتنا، معززا بذلك القناعة بأهمية تجذير السلم والتنمية المستدامة في الساحل من اجل الاستقرار في أفريقيا والعالم. ان النجاحات في مجال السيطرة على المخاطر والتضامن الدولي مع منطقتنا يبشر بديناميكية جديدة تتوجب علينا رعايتها واحتضانها خدمة لاهدافنا في مجال السلم والرقي.

ان التحديات التي نواجهها تتطلب في المقام الأول، نظرا لبعدها العابر للحدود، تضامنا قويا، بين بلداننا، فينبغي لنا، على الفور تعزيز سياساتنا، وتنسيقنا الأمني.اضافة الى ذلك فان تجذير الديموقراطية وتعزيز دولة القانون وترقية الحكامة الرشيدة، تظل بلا شك أهم واق ضد غواية التطرف، وضمان شرعية لا غنى للعمل العام عنها وشرطا ضروريا لمحاربة فعالة للفقر.

أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،

ان الاستجابة لتطلعات الشباب المشروعة في مجال التكوين، والعمل والازدهار، ينبغي ان تكون على رأس أولوياتنا، بهذا الخصوص يجب ان يستجيب تكوين شبابنا للاحتياجات الحقيقية لسوق العمل.

سيمكننا انشاء اقطاب تخصص وامتياز ، مركزة في الاقاليم، في كل واحد من بلداننا عن طريق تبادل المنافع، من الوصول الى مستوى النجاعة المطلوبة. من جهة اخرى ينبغي ايلاء المزيد من الاهتمام للقطاعات الحاملة للاندماج والتنمية. فيجب ان يحظى مجال البنى التحتية، خاصة النقل والطاقة باستثمارات هامة لتحقيق نمو في النشاط الاقتصادي من خلال بروز حقيقي لسوق داخلية ذات بعد إقليمي .

ان القطاع الرعوي والزراعي ، غير المستغلين بشكل كامل يستحقان عناية، للنهوض بهما وجعلهما رافعة قوية لمحاربة الفقر، نظرا لما يمتلكانه من إمكانيات في مجال التشغيل والمداخيل.

لقد القت الندوة رفيعة المستوى التي عقدت مؤخرا في نواكشوط الضوء على الانعكاسات الإيجابية العديدة لنهضة هذا النشاط على منطقتنا، وصاغت في هذا الاتجاه توصيات مبتكرة من المهم تفعيلها سريعا.

أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،

تمتلك منطقتنا، منطقة الساحل، العديد من المزايا التي تمكنها من ضمان مستقبل زاهر لأبنائها فطاقة شبابنا، وإرادة المبادرة لديه تمثل ثروة حقيقية. ومواردنا الطبيعية المتنوعة والوافرة وتكامل أقاليمنا ونظمنا الإيكولوجية، وثقافة تسامح وروح انفتاح شعوبنا، كل ذلك يشجع نشوء فضاء إقليمي للنمو والازدهار.

فقد كانت منطقة الساحل، عبر التاريخ، أرضا مضيافة، حيث امتزجت الشعوب وظلت وفية لقيمها الاجتماعية وطورت مرونة تتحدى كل الصعاب.

قديما، حين كانت أجزاء كاملة من عالمنا ترزح تحت الجهل والظلامية، كانت مدن وممالك الساحل تقدم وجها مختلفا لإشعاع حضارة التقدم.

فقد شهدت عظمة ممالك وامبراطوريات مثل سونغاي وموسي ، والمرابطون وغانا ، وكأنم- بورنو، وباغرمي، ووادي،على العصر الذهبي لمنطقة الساحل، حيث وجدت الروحانية والعلوم، والفنون ، في مناطقنا فضاءا مثاليا للازدهار. لقد آن لنهضة الساحل ان ترى النور.. تلك هي مسؤوليتنا أمام شعوبنا وأمام التاريخ. أصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،

أجدد الترحيب بإخوتي رؤساء الدول ، وأتمنى لأعمال قمتنا موفور النجاح، أشكركم والسلام عليكم”./وم ا

شاهد أيضاً

إعلان من الشركة الوطنية للماء (snde)

إعلان——-تعلن الشركة الوطنية للماء snde عن فتح أبواب مراكزها التجارية أمام زبنائها يومي السبت 20 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *