28 مارس 2024 , 19:02

التقارب الروسي المصري … نحو تغيّر موازين القوى

imagesأثار تأييد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لترشح وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي للرئاسة انتقادات حادة وغاضبة من إدارة البيت الأبيض ، في وقت يرى فيه مراقبون أن هذه الزيارة أثارت مخاوف ادراة اوباما

بعد اتجاه بوصلة السياسة الخارجية المصرية نحو روسيا ، كبديل عن انقطاع حبل الود بين القاهرة وواشنطن منذ عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي جويلية الفارط.

يهدّد التغير الاستراتيجي في جبهة التحالف الوليدة بين المحروسة وموسكو النفوذ الأمريكي في المنطقة ، خاصة بعد تحالف مصر مع أحد أكبر مصدّري الأسلحة في العالم، وشريكتها منذ فترة الاتحاد السوفياتي روسيا.

خفايا الزيارة

وعن خفايا زيارة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي إلى روسيا قال المحلل السياسي المصري محمد السني في حديث مع «المغرب» أنّ هذه الزيارة تحمل مضامين متشابكة اولها على المستوى الداخلي فهي جزء من تحديات الثورة المصرية، والمتعلق بعداء الولايات المتحدة للثورة المصرية، ورغبتها في استنساخ نظام مبارك، بنظام آخر، خاصة بعد فشل رهانهم الأول بعد الثورة على التيار الإسلامي، وهم جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم من تيار التأسلم السياسي، معتبرا أن اتجاه مصر لتنوع علاقاتها الخارجية قد يؤدي إلى إفقاد واشنطن قدرتها على التحكم الكامل في صنع مستقبل مصر بما يحقق مصالحها في المنطقة.

وأضاف محدثنا أن الاتجاه نحو تنوّع العلاقات الدولية، خاصة توثيق العلاقات مع الدول الأكثر تأثيرا في المجتمع الدولي، يعتبر عاملا رئيسيا في تقليل أثار عداء الخارج للثورة المصرية، معتبرا أن موسكو تشترك مع القاهرة في المعاناة من الإرهاب المسلح، فهي تعاني منه منذ التسعينيات من القرن الماضي، مما قد يؤدي إلى تعاون مشترك بأشكال مختلفة لمكافحة الإرهاب على الدولتين .

واستدرك السنّي قوله إنّ الزيارة بهذا المستوى والتوقيت تعدّ تغيرا في استراتيجيات العلاقات الدولية، وهي بمثابة الخروج بالمحروسة من التبعية السابقة للولايات المتحدة، وهو إعلان عملي لهذا الانفكاك من تلك العلاقة والتي تسببت في مشاكل كبيرة اقتصادية وسياسية خاصة في توسيع الفجوة الهائلة بين مصر والعدو الجار إسرائيل.

بداية جدية للسلطة

وأشار محمد السني إلى أنّ هذه الخطوة تعتبر بداية لجدية السلطة في الداخل نحو بناء الجسر الحقيقي للتنمية المستقلة، مضيفا ان هذه الزيارة تقلل من نسبة التخوف السّائد عند البعض من مواجهة السلطة الجديدة لبعض العزلة الدولية التي يسعى إليها أعداء الثورة في داخل مصر وخارجها.

واكّد السني ان هذه الزيارة تعد ابرز دليل على حنكة السيسي وفهمه الواعي بمقتضيات الأمن القومي بمفهومه الحقيقي. ورأى المحلل المصري أنها ستضيف بلا شك لرصيد السيسي الشعبي والسياسي، وتظهره كرجل الدولة وتبرز بعض الشيء عن مكونات الشبه بينه وبين رجل موسكو القوي بوتين، فكلاهما رجال جهاز المخابرات، وكلاهما ظهرا في ظروف مماثلة من تعرض الدولة للتفكك، وكلاهما يمثلان البديل الوسطي اجتماعيا وسياسيا، وأيضا محورية كلا الدولتين مع الاختلاف النسبي في القوة والحجم. وأضاف محدثنا انه في كل الأحوال تظل نتائج هذه الزيارة معلقة بالمسار الكلي للسلطة القادمة بعد تنفيذ خارطة المستقبل، لان زيارة دولة كبرى ليس لها معنى سوى في السياق العام للسياسات الداخلية والخارجية.

وفيما يتعلق برد فعل الإدارة الامريكية الغاضب من تأييد بويتن العلني للسيسي أجاب محدثنا أن أمريكا تعوّدت ان تكون مصر رهينة لإرادة الإدارة الامريكية لفترات طويلة، ممتدة منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي. مضيفا أن هذه الزيارة أضعفت فاعلية التهديدات الامريكية بتقليص المعونات العسكرية أو حتى قطعها.

واعتبر السني ان هذا الاتجاه للتنوع الحقيقي للعلاقات الدولية قد يكون مرشدا لدول أخرى في المنطقة خاصة في الوطن العربي، ترغب في تخفيف الارتباط من الهيمنة الامريكية الكاملة، وبعض الدول قد تجد فيها مخرجا للفكاك الكامل من الهيمنة الامريكية ، وهو مايمثّل تهديدا كبيرا لنفوذ أمريكا في المنطقة .وأضاف ان تغيير إستراتيجية العلاقات الدولية قد يُنْجرّ عنه أيضا تغيير الوجوه المرتبطة بتلك السياسات داخل أروقة أجهزة الدولة، مما يضعف النفوذ الأمريكي داخل مفاصل الدولة المصرية./جريدة المغرب التونسية

شاهد أيضاً

الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي

كشفت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، عن أن ما لا يقل عن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *