19 أبريل 2024 , 0:57

حصري / البطالة  في الشباب الموريتاني  ..عائق التنمية  المزمن/ قسم التحقيقات

رغم تعدد الموارد وقلة السكان..إحصاءات رسمية حديثة : 44 في المائة من الشباب لا تدرس ولا تعمل ..

البطالة  في الشباب الموريتاني  ..عائق التنمية  المزمن

الفساد وغياب استراتيجية للتشغيل..عدم مواءمة التكوين مع سوق العمل..أسباب متداخلة

ومتشابكة أفرزت أكبر معوقات التنمية في موريتانيا

 

تشكل البطالة واحدا من اكبر التحديات التي تواجه موريتانيا ، التي تصنف على أنها من بين الدول العالم الأكثر بطالة في صفوف الشباب.

ورغم التناقض الصارخ بين النسب التي ظلت الحكومات المتعاقبة تقدمها عن مستوى البطالة في موريتانيا ( 11 بالمائة ) وتلك التي تقدمها عدة جهات من بينها منظمة العمل الدولية (32 بالمائة)،  فإن الأرقام التي كشفت عنها الحكومة مؤخرا تؤكد مصداقية المعطيات الصادرة عن الجهات غير الرسمية.

المتابعون يؤكدون أن انتشار البطالة وتحولها إلى ظاهرة مزمنة ، يعود لأسباب عديدة تداخلت وتشابكت  في مقدمتها عدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بوضع استراتيجية للتشغيل   واضحة المعالم قابلة للاستمرار والمتابعة والتنفيذ.

المؤسسات التعليمية ليست أحسن حالا فلم تعرف هي الأخرى،  استراتيجية تلائم بين التكوين وسوق العمل الوطني وهو ما جعلها تخرج أفواجا من حملة الشهادات سنويا خاصة في المواد النظرية  دون وجود سوق تستوعبهم ، مما أدى مع الوقت إلى تراكم طاقات شابة عاطلة عن العمل.

صحيفة المرابع تنجز في هذا العدد ملفا إخباريا متكاملا يبحث الأسباب الجوهرية لظاهرة البطالة وتحدياتها في موريتانيا.

ويأتي هذا الملف ضمن الملفات التي تنجزها صحيفة ” المرابع ” في كل عدد عن موضوع وطني هام

البطالة

انتشار البطالة في بلد يعتبر غنيا بالموارد المتنوعة  مع عدد السكان القليل نسبيا ، يثير العديد من الاستشكالات.

محدودية سوق العمل وعدم تنظيم القطاع الخاص وانتشار القطاع الغير مصنف، عوامل ساهمت هي الأخرى في صب الزيت على نار البطالة المشتعلة أصلا.

كما توجد البطالة المقنعة على نطاق واسع وتوسعت وتمددت ظاهرة العمال اليوميين أو الشهريين وازدهر القطاع الغير مصنف بوصفه ملاذا للهاربين من جحيم الفراغ.

 

أرقام ذات دلالة

تنشر البطالة على نطاق واسع بين صفوف الشباب الموريتاني ، فقد بينت إحصاءات رسمية أجرتها وزارة التشغيل والشباب والرياضة  السنة الجارية( 2021)، أن 44 في المائة من الشباب الموريتاني ما بين 15 سنة إلى 30 سنة لا تدرس ولا تعمل.

مبرزا أن هذا التشخيص مكن من وجود رؤية واضحة لمشاكل التشغيل وحجم البطالة في البلد

و تقدر المصادر غير الرسمية نسبة البطالة في البلاد بنحو 32% وهي واحدة من أكبر النسب في دول العالم بشكل عام.

كما كشفت تقارير أخرى أن ما يناهز 85 بالمائة من القوى العاملة في وظائف غير منتظمة.

فوارق..تناقض

توجد فوارق كبيرة  في نسبة البطالة في موريتانيا بين التقديرات الرسمية وتلك الصادرة عن خبراء ومنظمات تابعة لهيئة الأمم المتحدة ، فقد دأبت الحكومات المتعاقبة على تقديرنسبة البطالة في البلد بحوالي 11 بالمائة.

أما منظمة العمل الدولية ، فقد قالت في آخر تقرير لها صدر في نهاية 2018 ، إن نسبة البطالة في صفوف الشباب في موريتانيا تصل31 بالمائة مؤكدة  أن موريتانيا تعد من بين الدول ذات نسب البطالة الأعلى في العالم.

ويرى اقتصاديون أن كل المؤشرات توحي بأن نسبة البطالة لا تزال أعلى مما تقدرها الحكومة، رغم أنها شهدت بعض الانخفاض عما كانت عليه قبل سنوات.

أسباب

رغم كثرة الموارد الاقتصادية في البلد وقلة السكان نسبيا مقارنة مع الموارد ، فإن هناك أسبابا متعددة ومتشابكة ، أدت إلى ظاهرة البطالة المزمنة.

في مقدمة هذه العوامل الفساد الإداري القائم على اكتتاب الأشخاص في المناصب دون مراعاة المؤهلات وقد أدى تفشي ظاهرة الاكتتاب الغير مدروس والغير معقلن في دوامة تعيد نفسها.

وقد أدت هذه الوضعية أساسا إلى أن الحكومات المتعاقبة لم تضع  استراتيجية للتشغيل ولم تعقد حوله أيام تفكيرية وبقي الحلب مطلوقا على الغارب في الحلول الارتجالية التي تزيد الواقع سوء.

يضاف إلى ذلك عدم مواءمة التكوين مع سوق العمل ووجود الآلاف من الشباب دون مؤهلات للتشغيل ودون تدريب فني .

هذا فضلا عن عزوف الشباب عن الكثير من المهن مثل الصيد والزراعة ..

أدت كل هذه الأسباب إلى استفحال معدلات البطالة، وتنامي القطاع الغير مصنف وانتشار ظاهرة العمال غير الدائمين وهي الظاهرة التي مثلت مخرجا.

 

 

ضعف

تتميز السوق الموريتانية بضعف القدرة الاستيعابية حيث لا تتجاوز حوالي 3% من مجموع الذين يدخلون سنويا دائرة القوى النشطة بالمجتمع.

و تقدر مصادر موثوقة طالبي العمل سنويا بـ40 ألف شخص، يتمكن منهم نحو خمسة آلاف من الولوج إلى سوق العمل الرسمي، في حين يستوعب القطاع غير المصنف نحو 20 ألفا منهم.

معالجات

لا تملك الدولة إستراتيجية حقيقية للتشغيل، وعوضا عن ذلك تقوم باتخاذ بعض الإجراءات، التي وصفها بأنها مجرد مهدئات.

وكانت آخر محاولة للتشغيل هي الاستراتيجية الوطنية للتشغيل 2019 – 2024 التي صادق عليها مجلس الوزراء في النصف الثاني من 2019.

فقد تم رفع سن الولوج إلى الوظيفة العمومية إلى أربعين سنة بدلا من 35.

وزير الصيد والاقتصاد البحري أكد مؤخرا في اجتماع مجلس الوزراء أن  (الصيد القاري) وحده يمكن أن يوفر هذا العام 10 آلاف فرصة عمل..

وأكدت الحكومة مؤخرا،  أنه تم إدخال إصلاحات جوهرية على وكالة تشغيل الشباب، التي ستستأنف عملها بداية شهر مايو القادم على عموم التراب الوطني، من خلال توجيه وتكوين الباحثين عن العمل.

وقال إن هذ الإصلاح سيتزامن مع أربعة برامج هامة للتشغيل وكذا صندوق للمقاولات الصغيرة وآخر خاص بخريجي الجامعات يمثل فرصة ثمينة لهم من خلال التكوين والتربص

تحديات

تشكل البطالة عائقا تنمويا كبيرا ، فالعاطلون عن العمل هم عادة من الشباب الذين هم في سن العطاء ويكون البلد بحاجة إلى سواعدهم في نهضته التنموية.

كما تشكل تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية لا بد من معالجتها،.

وللبطالة في موريتانيا سلبيات عديدة فقد تسببت في هجرة الآلاف من شباب موريتانيا نحو القارة السمراء ودول الخليج. وتعد موريتانيا حسب التقارير الدولية من أكثر الدول العربية التي يهجرها آلاف الشباب سنويًا.

بطالة مقنعة

وفضلا عن البطالة المكشوفة هناك بطالة مقنعة ،فالقطاع الغير مصنف يستوعب الكثير من اليد العاملة وهو هش وضعيف المردودية ،

القطاع الزراعي الذي يستوعب قطاعا كبيرا من العاطلين ، لا تتجاوز فترة العمل النشط فيه ثلاثة أو أربعة أشهر من السنة فقط وهي فترة الحملة الزراعية.

شاهد أيضاً

ولد اشروقة يدعو المواطنين على الحدود مع مالي إلى توخي الحذر

“مورينيوز” ـ نواكشوط ـ أكد وزير الطاقة والبترول الناطق الرسمي باسم الحكومة  الناني ولد أشروقة إن …