20 أبريل 2024 , 4:42

من أستاذ للفلسفة إلى رئيس للدولة … تعرف على محمد بازوم أو “أبو عزوم” أول رئيس عربي للنيجر

في حدث سياسي غير مسبوق في تاريخ البلاد منذ استقلالها عن فرنسا قبل 60 عاما، يؤدي رئيس النيجر المنتخب محمد بازوم اليمين الدستورية اليوم الجمعة،  ليصبح أول رئيس من الأقلية العربية في تاريخ البلاد.

محمد بازوم

ولد محمد بازوم -أو “أبو عزوم” كما يطلق عليه أصدقاؤه- في منطقة ديفا أقصى جنوب شرقي النيجر، قرب الحدود مع نيجيريا، يوم 1 يناير 1960، وهو نفس العام الذي نالت فيه البلاد استقلالها عن فرنسا، وذلك بعد 8 أشهر من ميلاد بازوم.

ينحدر بازوم من قبيلة أولاد سليمان العربية التي يقطن فرع منها النيجر، بينما تتركز غالبيتها في جنوب ووسط ليبيا، وقد حاول منافسوه استغلال هذا الانتماء القبلي ضده خلال الانتخابات الرئاسية، واتهموه أنه من أصول أجنبية.

وتقدمت شخصيات معارضة بطلب إلى المحكمة متهمة إياه بتزوير جنسيته النيجرية، وقالت إنها لن تعترف بفوزه بالرئاسة وستستمر في الاعتراض على نتائج الانتخابات، وقد أثار هذا التشهير غضب بازوم خلال الحملة الانتخابية، لكن معاونيه اعتبروا الأمر “تافها ولا يستحق”، وأشاروا إلى أن والد منافسه من تشاد.

بداوة

وعن نشأته يقول الرئيس المنتخب في شريط فيديو حمل عنوان “محمد بازوم بقلب مفتوح” بثت خلال حملته الانتخابية: “لقد ولدت في الأدغال، إذا جاز التعبير.. سنقول في الريف.

وارتباطي بالريف هو ارتباط طبيعي، حيث إنني ولدت في خيمة، ولم أر قط بناءً حتى من أكواخ أو من القش، لأننا نستخدم الخيام فقط في بيئتي الأصلية.

وكانت المرة الأولى التي رأيت فيها منزلا من الطين أو منزلا من الخرسانة، عندما ذهبت لأخذ شهادة التخرج من المدرسة الابتدائية في جوري”.

ويتابع حديثه قائلا: نشأت في بيئة رعوية، حيث يعيش الشخص في علاقة اندماج تام مع الحيوانات، وكان طعامنا الأساسي هو حليب الإبل الذي لم نكن نتناول غيره في الإفطار والعشاء أبدا، وكانت وجبة منتصف النهار فقط هي التي تعد من شيء آخر غير الحليب.

ميول يسارية

حصل بازوم على شهادة الثانوية (البكالوريا) عام 1979، وتوجّه إلى السنغال لدراسة الفلسفة الأخلاقية والسياسية في جامعة دكار، التي كانت آنذاك أكبر جامعة في غرب أفريقيا، ومن ثم لقب بازوم بـ”الفيلسوف” لدراسته الفلسفة، وفي تلك الفترة لفت الأنظار بميوله اليسارية خلال نشاطه الطلابي، ثم العمل مدرسا لدى عودته إلى بلاده.

أدوار ومناصب

دخل بازوم عالم السياسة مبكرا، فلم يكد يتجاوز الثلاثين من عمره حتى تولى منصب وزير الدولة للتعاون في الحكومة الانتقالية لرئيس الوزراء أمادو شيفو في الفترة من 1991 إلى 1993.

كان لبازوم علاقة تاريخية طويلة بالرئيس المنتهية ولايته محمد يوسوف، فقد شارك معه في تأسيس “الحزب الوطني الديمقراطي الاجتماعي” عام 1990، ثم  تولى رئاسته عام 2011 بعد تولي يوسوف رئاسة الجمهورية، وفقا للشرط الذي يقضي بأن رئيس الدولة لا يشارك في السياسة الحزبية.

وعُيّن بازوم وزير دولة للشؤون الخارجية والتعاون والتكامل الأفريقي والنيجريين في الخارج في 21 أبريل/نيسان 2011.

انتخب 4 مرات نائبا في الانتخابات البرلمانية التي جرت أعوام (1993، و2004، و2011، و2016) عن دائرة تيسكر بمنطقة زيندر جنوب شرق  البلاد، كما انتخب نائبا لرئيس مجلس الأمة ورئيسا للكتلة النيابية لحزبه.

انتقل بازوم إلى منصب وزير الدولة برئاسة الجمهورية في 25 فبراير/شباط 2015، ومنحته هذه الخطوة فرصة التركيز على قيادة الحزب تحسبا لمسعى يوسوف لإعادة انتخابه عام 2016.

انتخب بازوم عضوا في المجلس التشريعي بالانتخابات النيابية في فبراير/شباط 2016، وبعد أن أدى يوسوف اليمين الدستورية لولاية ثانية، عُين بازوم “وزير دولة للداخلية والأمن العام واللامركزية والشؤون العرفية والدينية” في 11 أبريل/نيسان 2016، وظل يشغل المنصب حتى صيف 2020، عندما استقال من منصبه للاستعداد للترشح للانتخابات الرئاسية.

هزيمة القبلية

ويُعد فوز بازوم في الانتخابات الرئاسية هزيمة العصبية القبلية أمام التحالفات السياسية، وعلى الرغم من خسارته في العاصمة نيامي، فإن فوزه على المستوى الوطني يشير إلى أن الاعتبارات القبلية في المجتمع النيجيري ضعفت بما فيه الكفاية، بحيث لم تعد هذه الحقيقة تشكل عائقا أمام فوز مرشح رئاسي من الأقليات العرقية المتنوعة.

أصوات

حقق بازوم فوزا صعبا وحصل على 2.5 مليون صوت، مقابل 1.9 مليون صوت لصالح خصمه ماهمان (أو: محمد) عثمان، أول رئيس منتخب في النيجر في الفترة من عام 1993 وحتى 1996، والذي كان يأمل في الفوز بالرئاسة للمرة الثانية، مدعوما بقبيلة الهوسا القوية التي ينتمي إليها ويقدر تعداد أفرادها بنحو 50% من إجمالي السكان البالغين 24 مليون نسمة.

 الدولة

ينتمي أكثر من نصف سكان النيجر إلى قبائل الهوسا، في حين ينتمي الجزء الباقي إلى القبائل البدوية الرحالة أو شبه البدوية، من الفولاني والطوارق والكانوري والعرب والتوبو.

ويدين أكثر من 94% من إجمالي سكان النيجر بالإسلام، مع وجود تجمعات صغيرة تمارس المعتقدات الوثنية، وتجمعات أخرى يدين أهلها بالمسيحية التي ساعد على انتشارها العديد من البعثات التبشيرية التي قدمت للبلاد إبان الاحتلال الفرنسي، بالإضافة إلى المغتربين القادمين من أوروبا وغرب أفريقيا.

ويبلغ إجمالي مساحة النيجر حوالي 1.27 مليون كيلومتر مربع، مما يجعلها أكبر دول غرب أفريقيا من حيث المساحة.

يشهد له السياسيون الذين اقتربوا منه بأنه كان وزيرا فاعلا للشؤون الخارجية، وصاحب قبضة مهيمنة خلال توليه منصب وزير الداخلية، حيث يحفظ ويعي جيدا طوبوغرافيا بلاده وقام بمسح كل زاوية وركن فيها.

شاهد أيضاً

إعلان من الشركة الوطنية للماء (snde)

إعلان——-تعلن الشركة الوطنية للماء snde عن فتح أبواب مراكزها التجارية أمام زبنائها يومي السبت 20 …