29 مارس 2024 , 5:15

حوادث السير في موريتانيا … الانتحار والقتل العمد/ قسم التحقيقات

الإفلات من العقاب ..خلو السجون من السائقين ..حالة الطرق.. عدم وجود الإشارات التوجيهية..

حصري: حوادث السير في موريتانيا.. الانتحار والقتل العمد

المرابع..الملف الاستقصائي  حول حوادث السير في موريتانيا

تشهد موريتانيا الكثير من حوادث السير سنويا مخلفة وراءها العديد من الضحايا والكثير من المعاقين فضلا عن الخسائر المادية الكبيرة.

وحسب تقديرات ذات مصداقية، فإن موريتانيا تشهد حادث سير كل ساعة ونصف، مما يحتم الجهات المعنية والمهتمين من تشكيلات المجتمع المدني والصحافة الاستقصائية ، البحث عن أسباب الحوادث والتي يبدو أنها متعددة و متداخلة.

فالجهات المختصة تؤكد أن معظم الأسباب يعود إلى سلوك السائقين ” ورعونتهم”.

 لكن هيئات المجتمع المدني المهتمة بالسلامة الطرقية والمتابعين يؤكدون على أن هناك أسبابا لها دورها هي الأخرى في حوادث السير.

فحسب هؤلاء ، فإن الكثير من السائقين حصلوا على رخص السياقة بطريقة غير قانونية.

 بل إن الأهم هو حالة الإفلات من العقاب التي ” يتمتع ” بها السائقون ، حيث يقول الكثير من المتابعين إن السجون تخلوا من أي سائق تم سجنه بسبب حادث سير ارتكبه أثناء السياقة أ وتسبب فيه..

وهناك الحالة للطرق والتي يصفونها ب ” المزرية”  والتي تتميز في موريتانيا بعدم وجود الإشارات التوجيهية للسائقين.

” المرابع”  أعدت هذا الملف الاستقصائي ، حول حوادث السير في موريتانيا، مساهمة في تنوير الرأي العام الوطني حول هذه الظاهرة وما يرتبط بها من خسائر في الأرواح فضلا عن الأضرار الجسدية والأضرار المادية.

 ويأتي هذا الملف ضمن الملفات التي تنجزها صحيفة المرابع في كل عدد عن موضوع وطني هام.

البداية..حوادث مرعبة

نبدأ التحقيق بنماذج من حوادث السير الدموية في طريقين مختلفين.

احدهما الحادث المروع الذي وقع مؤخرا ، نجم عنه وفاة 8 أشخاص وجرح 7 آخرين.

ووقع إثر تصادم سيارة مرسدس قادمة من نواكشوط وسيارة رينو قادمة من المناطق الشرقية للبلاد عند الكيلومتر 44 غرب مدينة بوتلميت

وأعاد هذا الحادث على الأذهان حادث ما يعرف بطريق انواذيبو سجل 15 شخصا أنفسهم في رحلة ستتجه إلى العاصمة

لكن رحلتهم انتهت في حدود الثامنة صباحا وقبل منتصف الطريق عندما اصطدمت الحافلة التي تقل الركاب بشاحنة عند الكيلومتر 130 من نواذيبو حيث تحطمت الحافلة تحت الشاحنة وتوفي 12 من ركابها.

 

سنة كورونا

رغم أن السنة المنصرمة ( 2020)  تميزت بتعطيل شبه تام للحركة العامة جراء الإغلاق بين المدن وفرض حظر التجوال بسبب الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا،  فقد تم تسجيل عشرات الوفيات والجرحى والخسائر المادية بسبب الحوادث.

فقد أعلنت وزارة الداخلية واللامركزية أنه خلال السنة الماضية تسجيل 383 حادث سير نتج عنها 123 حالة وفاة .

مفارقات

 و كانت المفارقة أن شهر أغسطس تصدر أشهر العام من حيث عدد الوفيات (19 وفاة) وعدد حوادث السير (58 حادث سير) رغم قلة السير بسبب كورنا.

بينما كان شهر مايو الأقل تسجيلا لحالات الوفاة بسبب حوادث السير التي وصلت في هذا الشهر إلى 21 حادثا، وهو عدد حوادث السير في شهر يونيو الموالي والذي سجل 8 حالات وفاة بسبب حوادث السير.

تراجع

وأكدت الوزارة في معطياتها والتي جاءت ضمن إيجازلها نشرته على صفحتها بموقع الفيسبوك، تراجع الحوادث والوفيات الناجمة عنها خلال العام 2020

 وأرجعت السبب في ذلك «إلى البرنامج متعدد الجهات للسلامة الطرقية الذي تشارك في تنفيذه عدة قطاعات وزارية».

أرقام مخوفة:

يقدر المتابعون ، أن متوسط حوادث السير في موريتانيا يصل إلى معدل حادث في كل ساعة ونصف تقريبا.

وتتفاوت السنوات في عدد الحوادث.

فقد بلغ عدد الوفيات المسجلة جراء حوادث السير 443 حالة وفاة في العام 2017،  فيما بلغ عدد حوادث السير 660 حادث سير مسجلا بذلك أكثر الأعوام دموية، منذ خمس سنوات.

وظلت شهور العطلة الكبرى وفترات الخريف أكثر الفترات تسجيلا لحوادث السير خاصة على طريق الأمل.

ويؤكد رئيس مبادرة معا للحد من حوادث السير محمد الامين الفاظل، أن موريتانيا شهدت في الفترة ما بين 2002 إلى 2015 ما يزيد على 100 ألف حادث سير، خلفت أكثر من 2600 وفاة.

الإفلات من العقاب

تقول القطاعات الرسمية المعنية ،  إن معظم الحوادث يعود إلى سلوك السائقين وخاصة   لـ”الإفراط في السرعة” .

لكن المتابعون يرون  أن الأهم هو حالة الإفلات من العقاب، حيث يقول الكثير من المتابعين إن السجون تخلوا من أي سائق تم سجنه بسبب حادث سير ارتكبه أثناء السياقة أوتسبب فيه إضافة إلى قلة الوسائل خاصة إسعاف وإنقاذ الضحايا.

كما أن النسبة الساحقة من السائقين في موريتانيا حصلوا على رخصة السياقة بطريقة غير قانونية ، فضلا عن الحالة المزرية للطرق.

تجدر الإشارة إلى أن موريتانيا حلت في تقرير للملتقى الاقتصادي العالمي حول جودة الطرق، في المرتبة الأخيرة من أصل 137 دولة شملها التقرير.

نظام جديد

تجدر الإشارة إلى أن هناك جهودا رسمية منها ما يسمى ” المنظومة الشاملة للسلامة الطرقية”

  تم إطلاق المنظومة بداية دجمبر 2019، وتم خلالها نشر فرق من قوات الأمن وسيارات للإسعاف وفرق من مكتب الرقابة الطرقية بغية التوعية والتحسيس والتدخل السريع في حالة الحوادث، بالإضافة إلى توفير فرق للصيانة ورافعة من أجل التدخل لإزاحة الأخطار التي تعيق حركة السير على طول المحور الطرقي الحيوي

نتائج:

وقد مكنت هذه المقاربة ، خلال العام المنصرم من الحد من حوادث السير على طول المحور الطرقي الشرقي حسب الجهات الرسمية المعنية.

حيث تم تسجيل 7 وفيات فقط على طول هذا المقطع خلال سنة 2020، بينما تم تسجيل 26 حالة وفاة في العام 2019 وهو ما يمثل انخفاض في عدد الوفيات بنسبة 72%، كما تم تسجيل انخفاض في عدد الحوادث بنسبة 32%، حيث تم تسجيل 11 حادث سير على طول هذا المقطع خلال العام 2020 مقارنة ب 16 حادث سير خلال العام 2019.

شاهد أيضاً

معالي الوزيرة صفية انتهاه تطلق توزيعات نقدية لصالح أسر متقاعدي وقدامي قوات الأمن “صور”

أشرفت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة و الأسرة، السيدة صفية بنت انتهاه، صباح اليوم الخميس في …