29 مارس 2024 , 14:57

ظاهرة التسريب في الامتحانات الوطنية..الأسباب والمسارات وقصص الاكتشاف/ قسم التحقيقات

 

 

” حصري”:  صحيفة  ” المرابع”  تنجز ملفا حصريا متكاملا عن ظاهرة التسريب في الامتحانات الوطنية

الحديث عن تسريب الامتحانات والغش والاعتداء على المراقبين أصبحت ظواهر مألوفة..

لا يتوفر وصف.

من اللافت للانتباه أنه لا ينتهي امتحان وطني إلا ورافقه الحديث عن ظاهرة تسريب مواضيع الامتحانان أو الغش أو الاعتداء على مراقبين أو الظواهر الثلاثة معا.

وقد دخلت ظاهرة الحديث عن تسريب الامتحانات القاموس الموريتاني منذ عقدين من الزمن رغم أن الظاهرة كانت حدثا معزولا، لكنها في الفترات الأخيرة أصبحت ظاهرة مألوفة ترافق كل مسابقة أو امتحان وطني.

وغالبا ما تؤكد الجهات الرسمية المعنية، أن السبب في تسريب أسئلة المادة هو تصرف فردي خاطئ وغير مقصود وهو ما يعني ضمنيا نفي صفتي التآمر والتدبير عن عملية التسريب فلا شبكة من الأشخاص ولا جهة تقف وراء العملية.

وبعيدا عن أسباب التسريب فالثابت أنه يكلف الدولة أموالا طائلة في سحب الامتحان وإعادة توزيعه وتعويض طواقم الإشراف على الامتحان.

كما يهز التسريب مصداقية الامتحانات الوطنية ويضع الطلبة في حالة إرباك دائمة  من  الخوف والتوجس.

صحيفة  ” المرابع”  تنجز ملفا متكاملا عن ظاهرة التسريب في الامتحانات الوطنية.

الأسباب:

ما تزال أسباب تسريب الامتحانات غير واضحة لدى من يشككون في صدقية الرواية الرسمية التي تحصر دائما السبب في خطأ ارتكبه مشرف ضمن حلقة من مفاصل عملية الامتحان المتعددة.

وتبقى أسئلة دوما عالقة تنتظر الإجابة: هل سبب التسريب هو:

ــ  من المصدر الأصلي ، أي أنه أثناء عملية وضع الأسئلة في الظروف، يتم إدخال مادة بدل أخرى بصورة خاطئة مثلا: إدخال مادة التربية الإسلامية في ظرف كتب عليه مادة اللغة العربية وفي هذه الحالة فالخطأ من المصدر

ــ هل الخطأ من السلطة الإدارية التي يفترض أن لا تسلم المادة إلا في اليوم الذي يجري فيه امتحانها؟

ــ هل الخطأ من رئيس المركز بحيث يكون وزع الأسئلة على عجل دون أن ينتبه لما كتب فوق المظروف ويؤيد هذا الطرح أن الأخطاء غالبا ما تقع في مواد اليوم الأول الذي يتميز بالانطلاقة وإرباكاتها.

الأخطاء هي نفسها..

بعد حادثة التسريب في العام 2000 ، فإن الأسباب التي تعلن وزارة التهذيب لا تختلف كثيرا وتعود كلها لخطئ فني غير مقصود لا تدبير ولا مؤامرة وراءه.

فقد أكدت الوزارة أن عملية التسريب التي شهدتها مسابقة دخول السنة الأولى من الإعدادية وسط الأسبوع المنصرم ” أن الأمر يتعلق بحدوث خطأ فني غير مقصود يتمثل في فتح وتوزيع مظروف مادة اللغة العربية في أحد مراكز الامتحان في الوسط الريفي في اليوم الأول من المسابقة بدلا من مادة التربية الإسلامية”.

كما أكدت الوزارة في حادثة التسريب التي طالت مادة الرياضيات في امتحان الباكلوريا دورة يونيو 2019 ، أن السبب هو خطأ غير متعمد حصل أثناء سحب موضوع الرياضيات لشعبة العلوم الطبيعية، وموضوع الرياضيات لشعبة الآداب العصرية…

وكان الحال نفسه عندما تم تسريب مادة الفيزياء للشعبة العلمية في امتحان الباكلوريا دورة يونيو 2015 .

الباكلوريا ..تاريخ من التسريب

وقد شهدت امتحانات الشهادات الموريتانية تسريبا مرات عديدة خاصة شهادة الباكلوريا.

وكان آخر تسريب هو ما حصل في مادة اللغة العربية في امتحانات مسابقة دخول السنة الأولى من الإعدادية ( كونكور).

وسجلت شهادة الباكلوريا أعلى معدل للتسريب في تاريخ الامتحانات الوطنية، رغم الإجراءات الإدارية المصاحبة وتأكيد الجهات المسؤولة دوما على نزاهة وشفافية الامتحانات.

ــ في الدورة العادية وهي دورة يونيو 2000 في سابقة من نوعها ، تم إلغاء امتحان الباكالوريا كلا  عندما تم تسريب الامتحان فيما عرف آنذاك بفضيحة الباكلوريا وقيل آنها إن العملية تورطت فيها جهات نافذة.

ــ  الدورة العادية في يونيو  2019، تسرب امتحان مادة الرياضيات بالنسبة لشعبة العلوم الطبيعية، وشعبة الآداب العصرية.

ــ “سنة التعليم”   الدورة العادية في يونيو 2015  ففي سنة 2015 والتي أعلنها رئيس الجمهورية آنذاك محمد ولد عبد العزيز  “سنة للتعليم” ،  تفاجأ التلاميذ في شعبة العلوم الطبيعية من تسريب أسئلة مادة الفيزياء قبل 14 ساعات من بدء الامتحان وتم لاحقا إلغاؤها.

ــ يونيو 2020  تسرب امتحان مادة اللغة العربية في مسابقة دخول السنة الأولى من الإعدادية .

الاكتشاف..

نورد هنا حادثتين  لاكتشاف عملية تسريب إحدى مواد الامتحان.

الأول ــ تسريب مادة اللغة العربية لشهادة ختم الدروس الإعدادية ( كونكور) والتي تمت في الأسبوع المنصرم أي يوم 2 الجمعة أكتوبر الجاري.

فقد تداول ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي أسئلة المادة قبل توزيعها بيوم ، حيث تم توزيعها في اليوم الأول في مركز للامتحان في إحدى القرى النائية.

وقالت الوزارة إن العملية تمت خطأ كما لم يتم إشعار الجهات الوصية من طرف رئيس المركز المذكور.

الثاني ـــ تسرب امتحان مادة الرياضيات بالنسبة لشعبة العلوم الطبيعية السنة الماضية ( 2019)

تم اكتشاف عملية تسريب المادة ، عندما شكا مترشحون لشعبة الآداب العصرية في مراكز امتحان بمدن باسكنو وآمرج والنعمة للمراقبين صعوبة أسئلة الرياضيات التي تسلموها مساء الاثنين  ( اليوم الأول من الامتحان) 10 يونيو 2019.

واكتشف المراقبون أن المادة تعود لامتحان الرياضيات الخاص بشعبة العلوم والمقرر أن يوزع يوم الخميس كونها آخر مادة بالنسبة لتلك الشعبة.

شاهد أيضاً

معالي الوزيرة صفية انتهاه تطلق توزيعات نقدية لصالح أسر متقاعدي وقدامي قوات الأمن “صور”

أشرفت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة و الأسرة، السيدة صفية بنت انتهاه، صباح اليوم الخميس في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *